إعلام النظام يستنفر للرد على أرقام هجرة الصناعيين السوريين إلى مصر


اضطرت إذاعة "مليودي إف إم" الموالية للنظام، لسحب تصريحات عضو غرفة صناعة حلب، مجد ششمان، والتي أعلن فيها عن هجرة نحو 50 ألف صناعي من حلب ودمشق إلى مصر، بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، مشيرة إلى أن ششمان كان يتحدث بشكل عام دون تحديد الفئة التي هاجرت إلى مصر إن كانت من الصناعيين أم لا.
 
وأثارت تصريحات ششمان الكثير من الجدل على وسائل الإعلام، الموالية والمعارضة، وتم تناقلها بشكل واسع، على أنها أول أرقام رسمية تؤكد هجرة الصناعيين السوريين إلى مصر، في ظل نفي مسؤولي النظام لوجود هذه الهجرة من الأساس، وبالذات رئيس الحكومة حسين عرنوس، خلال  قراءته البيان الوزاري في مجلس الشعب، قبل نحو أسبوعين، الذي رد على سؤال أحد الأعضاء بشأن هذه الهجرة، بأنها غير حقيقية، طالباً من العضو أن يزوده بالأرقام والأسماء التي هاجرت.

واستعانت وسائل إعلام النظام والموالية له، بعدد من المعنيين عن قطاع الصناعة في سوريا ومصر، للرد على تصريحات ششمان ونفيها، وعلى رأسهم أمين سر غرفة صناعة دمشق وريفها محمد أكرم الحلّاق، الذي أكد الصعوبات الاقتصادية التي يعانيها الصناعي السوري، لكنه أشار إلى أن جميع المصانع والصناعيين لازالوا في الأسواق السورية، ولم يغادروها.

وقال الحلاق، إن الكلام عن هجرة الصناعيين إلى مصر كلام مغرض وغير واقعي وهو من باب الإشاعات. مضيفاً: "نحن كغرفة صناعة دمشق وريفها لم نتلق أي كتاب من أي شركة يفيد بإغلاق هذه المنشأة أو الرغبة بترقين (تجميد) قيد هذه الشركة. بالعكس تماماً فأنا كرئيس لجنة التسجيل والكفالات في غرفة صناعة دمشق وريفها أشهد يومياً بريد إقامة منشأة صناعية ما بين البلوك أو الألبسة أو المنظفات أو الصناعات الغذائية أو المربيات. أي كل يوم لدينا مشتركين جدد في غرفة صناعة دمشق. وهناك قرارات جديدة تصدر عن مديريات الصناعات المختصة ترخص هذه المنشآت أصولاً".

واستدل الحلاق بعدم هجرة الصناعيين السوريين إلى مصر، من خلال مبادرة سوق العيلة، مهرجان "صنع في سورية 2021/2020" الموجود حالياً على أرض مدينة المعارض القديمة، الذي قال إنه يشارك فيه  نحو مئتي شركة صناعية تُنتِج ما يفوق العشرين ألف صنف موجودين بالمهرجان.  
بدوره أشار رجل الأعمال السوري عمار الصباغ، أمين عام الجالية السورية في مصر، أن إدارة الجالية وبعد التهويل الإعلامي قد عمدت منذ أكثر من شهر إلى مراقبة أخبار هذه الظاهرة المفتعلة. وتبين لهم أن هذا الكلام يقتصر بالغالبية على فئة الشباب من أجل الدراسة أو العمل لمدة سنة بنية دفع بدل الخدمة الإلزامية في سوريا. وهو موضوع متابع من قبل إدارة الجالية بدقة، بحسب قوله.

وادعى  الصباغ صعوبة تأسيس الأعمال حالياً في مصر، الذي يتطلب، حسب قوله، كتلة كبيرة جداً من رأس المال لا يقدر عليها سوى أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة الذين يؤسسون أعمالاً في عدة دول كطريقة استثمار وليس كهجرة منظمة لأصحاب مصانع صغيرة ومتوسطة.
 
أما إذاعة "ميلودي إف إم" وفي أعقاب الجدل الذي أثارته بنقلها لتصريحات مجد ششمان، فقد استعانت بخبير مصري يدعى، محمد السيد أحمد، من أجل توضيح بعض النقاط، والذي بيّن أن أرقام الأمم المتحدة تشير إلى وجود 132 ألف لاجئ سوري في مصر، أما الرقم الحقيقي يصل حالياً إلى نصف مليون سوري.

وأضاف السيد أحمد أنه لا يمكن تحديد أرقام هجرة السوريين إلى مصر بدقة كون هناك أعداد كبيرة تأتي عن طريق طيران دول أخرى غير سوريا، وبعضها يدخل بطرق غير شرعية من الدول المجاورة.

وأكد أن عدد الشركات المسجلة في هيئة الاستثمار المصرية 1500 شركة سورية، لكن هناك أعداداً أكبر من المنشآت غير مسجلة رسمياً كالمطاعم والكافيهات، والرئاسة المصرية ترحب بالدور الكبير للسوريين في الاقتصاد المصري.

ترك تعليق

التعليق