تنشيط السياحة الدينية من إيران إلى سوريا: هل يمكن أن يحل أزمة النظام المالية؟


يسعى النظام السوري إلى تنشيط السياحة الدينية، بعد محاولات سابقة عدة انتهت بالفشل، وذلك عبر فتح أبواب دمشق لآلاف الحجاج القادمين من إيران بعد سنوات من تقييد هذه السياحة سواء نتيجة المعارك أو الإجراءات المشددة لوباء كورونا.

وتهدف دمشق من عمليات تنشيط السياحة الدينية لرفد الخزينة السورية بالقطع الأجنبي، إذ لا يغيب الشق الاقتصادي عن أي إجراء تتخذه حكومة النظام، في محاولات حثيثة لملء الخزينة الفارغة، المنهكة نتيجة تنامي الأزمة الاقتصادية.

يرى خالد التركاوي الباحث في مركز جسور للدراسات أن ملف السياحة الدينية يعد من المواضيع الهامة التي يمكن أن تحقق مكاسب مادية لخزينة النظام. 

ويضيف خلال حديث لـ "اقتصاد" أن أهم ما يمكن أن يحققه توافد الحجاج الشيعة نحو المزارات الدينية في سوريا هو توفر القطع الأجنبي. لكن هل سيحل تفعيل السياحة الدينية أزمة النظام الاقتصادية المستعصية؟ يجيب التركاوي بأن "الأرقام الصغيرة لا تسمح بفرص كبيرة في سبيل حل المشاكل".

نصت مذكرة التفاهم التي أبرمتها منظمة الحج والزيارة الإيرانية، مع وزارة السياحة بحكومة النظام، على استئناف الرحلات الدينية، من خلال إرسال 100 ألف زائر إيراني إلى الأماكن الدينية في سوريا، كمرحلة أولى.

وقال وزير السياحة في حكومة النظام السوري، محمد رامي مارتيني، إن هناك 13 ألف سرير في منطقة الزينبية جاهز لاستضافة الزوار، إضافة لتجهيز العديد من فنادق العاصمة دمشق، لتقديم الخدمات إذا لزم الأمر.

وجرت محاولات من قبل النظام لتفعيل ملف السياحة الدينية منذ العام 2019 لكن تفشي وباء كورونا حال دون نجاح هذه المحاولات.

 ويرجح الباحث خالد التركاوي أن المحاولة الحالية "سوف تكون أنجح من سابقاتها"، نظراً لرغبة الطرفين في ذلك، فهي بالنسبة للنظام مورد مالي إضافي، فيما يتغلب الجانب الديني على النظرة الإيرانية للقضية حيث ترغب بإعادة تفعيل توافد مواطنيها الشيعة نحو المزارات المقدسة في سوريا.

وإذ يتوقع التركاوي أن تصل أرقام الحجاج الإيرانيين، خلال مراحل لاحقة، إلى ربع مليون كحد أقصى؛ يشير إلى أن هذا الرقم لا يعد كبيراً من حيث مردوده المادي كون الشريحة الأوسع من الشعب الإيراني هي من الطبقة الفقيرة، لذلك، لا يمكن مقارنتهم بالسياح الأوروبيين أو الخليجيين.

ترك تعليق

التعليق