هل من الممكن أن تنهار أسعار الذهب..؟


شهدت أسعار الذهب العالمية خلال العامين الماضيين، ارتفاعات غير مسبوقة، وذلك بسبب الإقبال على التحوط بالمعدن الثمين، جراء تراجع حركة الاقتصاد العالمي، الناتج عن تفشي جائحة كورونا.
 
وكان الذهب سجل في عام 2018، 1160 دولاراً للأوقية، ثم وصل في أعلى سعر له في تاريخه، إلى أكثر من 2000 دولار للأوقية، في آب الماضي، قبل أن يتراجع من جديد مع أخبار التعافي من جائحة كورونا، وانتعاش حركة الاقتصاد العالمي مجدداً.

ومنذ شهر أيلول الماضي، تتعرض أسعار الذهب للانخفاض، حيث يتوقع المحللون أن تهبط في نهاية العام الحالي إلى ما دون 1800 دولار للأوقية، والبعض يتوقع أن تهبط الأسعار إلى 1600 دولار للأوقية، مشيرين إلى أن البنوك العالمية بدأت بطرح كميات كبيرة من الذهب في الأسواق، بهدف ضخ المزيد من الأموال في الأسواق، المتعطشة للطفرة التجارية التي تشهدها جميع دول العالم تقريباً.
 
أمام هذا الواقع، يشير مراقبون، إلى أن السوريين كانوا من بين أكثر من تحوط بالذهب خلال الفترة الماضية، مدفوعين بعاملين، الأول هو جائحة كورونا، والثاني وهو الأهم، انهيار سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار، وصدور قرار يمنع التعامل بغير الليرة السورية، وهو ما دفع الكثير من أصحاب رؤوس الأموال لشراء الذهب بكميات كبيرة.

ويرى المحلل الاقتصادي، مروان قويدر، أن جمعية الصاغة بدمشق، لا تعلن عن حجم مبيعاتها من الذهب، مشيراً إلى أنه لا يقصد هنا المصاغ الذهبي والمجوهرات، وإنما الليرات الذهبية والأونصات.

وأضاف قويدر في تصريح خاص لـ "اقتصاد"، أن رأس المال السوري، كان أمامه خيارين خلال الفترة الماضية من جائحة كورونا، وتفاقم الأزمة الاقتصادية في لبنان، وهو، إما التحوط بالذهب، أو التحوط بشراء العقارات، لافتاً إلى أن حركة شراء وبيع العقارات تراجعت كثيراً منذ مطلع العام الحالي، بسبب قانون البيوع العقارية، ما يشير بحسب رأيه إلى أن التحوط اتجه في أغلبه إلى الذهب.

ونوه قويدر، بأن البنوك الأمريكية، بدأت ومنذ شهر أيلول الماضي، بطرح كميات كبيرة من الذهب للبيع، وهو ما أدى بالفعل إلى تراجع أسعار الذهب إلى ما دون 1800 دولار للأوقية خلال الفترة الراهنة، بعد أن وصل إلى 2073 دولاراً في شهر آب الماضي.

وأوضح أن العديد من البنوك الكبرى بدأت بالإعلان عن طرح كميات كبيرة من الذهب للبيع، خلال شهر كانون الأول القادم، والتي يتوقع معها أن تتراجع أسعار الذهب إلى ما دون 1600 دولار للأوقية، حتى نهاية العام الجاري، وفقاً للعديد من مراكز الأبحاث العالمية المهتمة بسوق الذهب، لكنه أشار إلى أن هذا الإعلان ترافق مع إعلان الولايات المتحدة ومنطقة اليورو واليابان، عن زيادة المعروض النقدي لديها، بنحو 15 بالمئة، من شهر شباط حتى شهر تشرين الأول الماضي، ما يعني كذلك أن أسعار الذهب قد تعاود الارتفاع مجدداً، إذا لم يتم السيطرة على هذا المعروض وتوظيفه بشكل صحيح.

ترك تعليق

التعليق