هل استولت روسيا على ميناء اللاذقية؟


قالت صحيفة الكترونية لبنانية، إن ميناء اللاذقية بات يخضع لسيطرة روسية مطلقة، في تحييد للإيرانيين والفرقة الرابعة المقرّبة منهم، والتي يقودها شقيق رأس النظام، ماهر الأسد.

يأتي ذلك بعد حوالي شهر من استهداف إسرائيل لمحطة الحاويات في الميناء الذي يشكّل المتنفس التجاري البحري الرئيس للبلاد، حيث تستورد سوريا من خلاله، معظم حاجاتها غير النفطية.

وعلّقت صحيفة "المدن" على انتشار وحدات عسكرية روسية داخل الميناء، بعد إزالة حواجز "الفرقة الرابعة" وعناصر "أمن الدولة" المكلفين بحراسة الميناء، بأنه ليس عبارة عن تسيير دوريات من جانب روسيا، بل ما جرى يعني إعلان روسيا سيطرتها بشكل رسمي على الميناء، حيث أجرت الوحدات العسكرية الروسية استعراضاً عسكرياً، داخله.

بدورها، قالت صحيفة "الوطن" الموالية للنظام، نقلاً عن مصادر لم تُسمها، إن وجود الجنود الروس داخل ميناء اللاذقية، جاء ضمن دوريات مشتركة جرت مع "الجانب السوري"، مشيرةً إلى أن ذلك يحمل عدة رسائل أولها تأمين وحماية الميناء، وردع تجدد الاعتداء عليه، وإيصال رسالة واضحة لـ"إسرائيل" بأن أي اعتداء جديد على ميناء اللاذقية سيكون بمثابة استهداف واعتداء على الجنود الروس، وفق وصف الصحيفة.

وتتهم إسرائيل إيران باستخدام الميناء لتمرير شحنات أسلحة لميليشياتها في سوريا، وكذلك لحزب الله في لبنان. وقد حذّرت من استهدافه مراراً، قبل أن تنفذ ذلك مرتين، نهاية العام المنصرم.

وتؤشر المعطيات إلى أن ميناء اللاذقية كان يخضع لنفوذ إيراني واضح عبر الفرقة الرابعة، التي كانت تسيطر عليه، وكان ممراً لتهريب الكبتاغون، ومصدراً للبضائع والأسلحة القادمة من إيران.


وجاء الانتشار "العسكري" الروسي داخل ميناء اللاذقية بالتزامن مع إعلان وسائل إعلام روسية عن توقيع اتفاقية تعاون بين موانئ شبه جزيرة القرم، الخاضعة للسيطرة الروسية، وبين ميناء اللاذقية.

كانت إيران قد خسرت، رسمياً، ميناء اللاذقية، في صيف عام 2020، حينما تعرض رأس النظام، بشار الأسد، لضغوط منعته من تأجيره للإيرانيين، على غرار تأجير ميناء طرطوس 49 عاماً، للروس. وقد دُعمت الضغوط الروسية حينها، بتحذيرات إسرائيلية علنية، بقصف الميناء، إن تحول إلى السيطرة الإيرانية.

لكن إيران، لاحقاً، تغلغلت في الميناء، عبر نفوذ غير رسمي، كانت أداته الرئيسية "الفرقة الرابعة" وعناصر موالية لإيران داخل شركة ميناء اللاذقية.

وإن صحت القراءة التي قدمتها صحيفة "المدن"، فهذا يعني أن إيران، وحليفها، ماهر الأسد، خسرا أبرز ميناء لسوريا، لصالح موسكو، وبتنسيق مع إسرائيل. فيما يبدو أن الرواية الرسمية للنظام، ستكون، أن الوجود العسكري الروسي داخل ميناء اللاذقية، هدفه حماية الميناء من أي ضربات إسرائيلية جديدة.

ترك تعليق

التعليق