ماذا كان يفعل مالك تشيلسي الروسي المُعاقب غربياً في إسطنبول؟


نشر موقع "عنب بلدي" تقريراً يرصد تطورات حركة الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش، مالك نادي تشيلسي البريطاني، المُعاقب غربياً، لعلاقته الوطيدة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي أشارت مصادر إلى زيارته لاسطنبول التركية، بعدما كان في إسرائيل، قبل أن يعود إلى موسكو.

وقال "عنب بلدي" إن طائرة نفاثة مرتبطة بالأوليغارشي أبراموفيتش، وصلت إلى اسطنبول قادمة من إسرائيل مساء الاثنين 14 من آذار، بعد وقت قصير من رؤيته بمطار "بن غوريون" في تل أبيب.

واستند تقرير "عنب بلدي" على تقارير لـ "رويترز" و"بي بي سي عربي"، ومصدر إعلامي تركي.

وبحسب وكالة "رويترز"، فإن الطائرة التي استخدمها أبراموفيتش طارت إلى بن غوريون في ساعة متأخرة من مساء الأحد 13 من آذار، قادمة من موسكو.

وفقاً لموقع تتبع الرحلات الجوية "FLIGHT RADAR24"، فإن الطائرة، التي تحمل رقم الذيل "LX-RAY" وهي طائرة أعمال كبيرة من طراز "Gulf Stream"، هبطت الاثنين في اسطنبول بعد مغادرة إسرائيل.

وكان أبراموفيتش من بين سبعة مليارديرات روس أُضيفوا إلى قائمة العقوبات البريطانية الأسبوع الماضي، لمحاولة عزل الرئيس فلاديمير بوتين، رداً على الغزو الروسي لأوكرانيا، في حين نفى أبراموفيتش الذي يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والبرتغالية، أن تكون له علاقة وثيقة مع بوتين.

إسرائيل.. الملاذ الآمن

واستطرد تقرير "عنب بلدي" في تفصيل علاقة أبراموفيتش بإسرائيل، ففي أيار عام 2018، وبعد أزمة تأشيرة "المستثمر" التي رفضت بريطانيا تجديدها له، اتجه أبراموفيتش، الروسي اليهودي، إلى إسرائيل للحصول على جنسيتها، وأفادت تقارير إعلامية إسرائيلية حينها بأنه حصل على بطاقة هوية في إسرائيل بموجب قانون العودة، الذي يسمح لليهود بالحصول على المواطنة.

وكشف تحقيق أجرته "بي بي سي عربي"، في أيلول عام 2020، أن أبراموفيتش يسيطر على شركات تبرعت بـ100 مليون دولار لـ "إلعاد"، وهي جمعية استيطانية تعمل في القدس الشرقية المحتلة.

وأبلغ متحدث باسم أبراموفيتش القناة حينها بأنه "ملتزم" و"سخي" في دعم إسرائيل والمجتمع المدني اليهودي، وتبرع خلال السنوات الـ20 الماضية بأكثر من 500 مليون دولار لدعم الرعاية الصحية والعلوم والتعليم والجاليات اليهودية في إسرائيل وحول العالم.

موقف إسرائيل من العقوبات

وفي مقابلة مع "القناة 12" الإسرائيلية، في 11 من آذار الحالي، قالت نائبة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية، فيكتوريا نولاند، إن واشنطن طلبت من إسرائيل الانضمام إلى العقوبات المالية وعقوبات التصدير ضد روسيا.

وخلال زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، إلى سلوفاكيا، المتاخمة لأوكرانيا، أكّد أن إسرائيل "لن تكون طريقًا لتجاوز العقوبات المفروضة على روسيا من قبل الولايات المتحدة ودول غربية أخرى".

ولم يذكر لابيد بشكل مباشر ما إذا كانت إسرائيل تدرس عقوباتها، لكنه قال إن وزارة الخارجية، "تنسق الموضوع مع شركاء بما في ذلك بنك إسرائيل، ووزارة المالية، ووزارة الاقتصاد، وهيئة المطارات، ووزارة الطاقة، وآخرون".

باب اسطنبول العالي

وفي حين تقوم الحكومة البريطانية بالبحث عن طائرات هليكوبتر وطائرات تابعة لحكم القلة (الأوليغارشيون) الخاضع للعقوبات، ذكرت "رويترز" أن طائرة أبراموفيتش لم يكن مقرراً لها أن تغادر اسطنبول وظلت هناك، وكانت الطائرة أيضاً في تركيا الأسبوع الماضي، وفقاً لبيانات التتبع.

لكن تشير بيانات حساب "Russian Oligarch Jets" على "تويتر"، لتتبع حركة الرحلات الجوية الخاصة بالأوليغارشيين، والذي ينشر تغريدات بشكل تلقائي عند مغادرة وهبوط كل طائرة، إلى مغادرة طائرة أبراموفيتش اسطنبول في ساعات الصباح الباكر من الثلاثاء 15 من آذار، وهبوطها بالقرب من موسكو.

وأظهرت بيانات لمواقع تتبع السفن والاستخبارات البحرية "Marine Traffic" و"Vessel Finder"، أن يخت "سولاريس" الذي يملكه أبراموفيتش بقيمة 600 مليون دولار كان قبالة الجبل الأسود متجهاً إلى اسطنبول، ولكن بحلول الساعة 8:30 مساء الاثنين 14 من آذار، تغير وضع السفينة إلى "انتظار الطلبات" وأُزيلت وجهتها.

ووفق "عنب بلدي"، تشير الأنظار في اسطنبول إلى الملياردير ورجل الأعمال التركي محسن بيرق، الذي قدم عرضاً للملياردير الروسي، مالك نادي تشيلسي، رومان أبراموفيتش، لشراء عملاق الدوري الإنجليزي الممتاز تشيلسي، وقال، "نحن في مرحلة التفاوض للتوقيع، سنرفع العلم التركي في لندن قريباً"، بحسب صحيفة "Yeni Şafak" التركية.

وتربط بيرق، المدير العام لمجموعة "AB Group" القابضة المتخصصة في البناء والطاقة والتكنولوجيا، بأبراموفيتش علاقات جيدة، كشريك تجاري وفقاً لموقع "Net Gazete" التركي.

من جهته، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني، "نحن منفتحون على بيع النادي، وسننظر في طلب ترخيص للسماح بحدوث ذلك في الظروف المناسبة".

وأضاف أن المشترين المحتملين سيتواصلون مع النادي لتحديد العملية بدقة، ولكن سيحتاجون بعد ذلك إلى التقدم بطلب للحصول على رخصة معدلة أخرى لتسهيل عملية البيع، وسيكون للحكومة القول الفصل في كيفية استخدام الأموال التي يتم جمعها من البيع. 

ترك تعليق

التعليق