لماذا يزداد الوضع الكهربائي سوءاً في سوريا.. رغم الوعود بتحسنه؟


المتابع لتصريحات مسؤولي النظام، وبالذات في قطاع الكهرباء، سوف يلاحظ أنهم منذ مطلع العام الحالي وهم يطلبون من السوريين الانتظار إلى ما بعد منتصف العام لكي يتحسن الواقع الكهربائي في البلد، لكن ما حدث هو العكس، إذ وصلت سوريا إلى مرحلة التعتيم شبه الكامل قبل يومين، عندما انقطعت الكهرباء عن محافظات بأكملها لنحو يوم كامل جراء عطل فني في أحد محطات التوليد.

وأوضح مدير عام المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء التابع للنظام، فواز الظاهر، إنه في حوالي الساعة 11 من مساء الخميس الماضي حصل عطل فني طارئ في محطة تحويل الزارة أدى إلى خروج مجموعتي توليد في المحطة وبالتالي انخفاض التردد بشكل كبير جداً سبّب خروج باقي محطات التوليد تباعاً لحماية نفسها لكي لا تتضرر من هذا العطل.

واعتبر الظاهر وفقاً لصحيفة "تشرين" التابعة للنظام، أن حالات التعتيم العام خطيرة ولها أثر سلبي كبير على الشبكة الكهربائية والأمر يتطلب وقتاً لإعادة المنظومة الكهربائية إلى ما كانت عليه سابقاً.

ووعد الظاهر بحدوث انفراجات قريبة جداً، مشيراً إلى أنه خلال يومين ستصل كميات من الوقود إلى محطات التوليد وسيتم إقلاع عدد من محطات التوليد؛ الأمر الذي يعزز واقع الشبكة الكهربائية.

وأعلن النظام قبل عدة أيام وصول توريدات جديدة من النفط قادمة من إيران، حيث أشار إلى أن قسماً كبيراً منها سوف يذهب لتغذية محطات توليد الكهرباء ما قد يساهم بتراجع ساعات التقنين الكهربائي، غير أن العديد من وسائل إعلام النظام طلبت من السوريين، وعلى لسان المسؤولين، عدم التفاؤل بحدوث تحسن كبير.

وفي السياق ذاته، كشف أحد المهندسين العاملين في شركة الكهرباء التابعة للنظام، أن حديث المسؤولين عن نقص المحروقات الذي يتسبب بزيادة ساعات التقنين، غير دقيق على الإطلاق، وإنما المشكلة الأساسية هي في محطات التوليد ذاتها، التي انتهى عمرها الزمني، وباتت بحاجة لإعادة تعمير أو تغيير بالكامل.

وأوضح هذا المهندس الذي طلب عدم الكشف عن هويته، في تصريحات خاصة لـ "اقتصاد"، أن الدراسات الأولية التي أعدتها وزارة الكهرباء كشفت بأن إصلاح محطات التوليد بحاجة على الأقل لمبلغ أكثر من مليار يورو، لكي تصل طاقة التوليد إلى نحو3 آلاف ميغاواط، لافتاً إلى أنه بالإضافة إلى صعوبة تأمين مثل هذا المبلغ، فهناك صعوبة أخرى تتعلق بتوريد قطع الغيار لهذه المحطات والتي يأتي أغلبها من الدول الأوروبية وأمريكا.

وعن قصة المحروقات التي يتذرع بها المسؤولون بأنها السبب في تراجع طاقة التوليد، أكد هذا المصدر أن الأمر ليس على هذا النحو من التضخيم الذي يتم تصويره من قبل المسؤولين في قطاع الكهرباء، وإنما هناك مشكلة أخرى تتعلق بمحطات التحويل، والتي تحتاج هي الأخرى إلى إصلاح، بالإضافة إلى بناء محطات جديدة من أجل التغلب على الفاقد الكهربائي، مبيناً أن بناء المحطة الواحدة يكلف نحو ربع مليار دولار ضمن أرخص العروض، بينما سوريا بحاجة حالياً وبشكل عاجل، لبناء 5 محطات على الأقل من أجل رفع كفاءة التغذية الكهربائية.

ترك تعليق

التعليق