أغلبهم من حلب... سوريون يضخون 500 مليون دولارفي مصر (3/2)

365 شركة استثمارية سورية تأسست في مصر

رجال الأعمال السوريون يضخون 500مليون دولارفي مصر

25 سورياً يشيدون20 مصنعا حجم استثماراتها800 مليون دولار

هجرة شبه كاملة لقطاعات صناعية سورية إلى مصر

نصف الاستثمارات السورية اتجهت إلى الصناعات الغذائية

أغلب المستثمرين السوريين في مصر من حلب

رجل أعمال مصري :السوريون ماهرون في الغزل والنسيج


تمتلك السوق المصرية العديد من عوامل جذب الاستثمارات، ربما أبرزها توافر الأيدي العاملة، وبعضها من أصحاب الكفاءة العلمية والخبرة، وبأجور متدنية نسبياً مقارنة بما هو في معظم الدول العربية، خاصة الخليجية منها، إلى جانب توافر الكثير من المواد الخام، والسلع الزراعية والحيوانية، والأهم اتساع سوق الاستهلاك المصرية وقدرتها على استيعاب المزيد من السلع المنتجة بسبب عدد السكان الكبير.

هذه من الأسباب التي اجتذبت الكثير من الاستثمارات الخليجية، كما أوضحنا تفصيلاً في الجزء الأول من تقريرنا، لكن ما يتعلّق بالاستثمارات السورية التي انتقلت بكثافة خلال العام الماضي إلى مصر، فهي ترتبط بعامل آخر، فقد لجأ المستثمرون السوريون إلى مصر، فراراً من الحرب في سوريا، ليضخوا بعض أموالهم في اقتصادها المتعثر لكن الأغلبية العظمى من اللاجئين السوريين، تبحث عن فرصة للرزق في بلد يعاني مواطنوه البطالة.

الاستثمار السوري في مصر ..بالأرقام وقطاعات العمل
تقدّر بعض التقارير الرسمية –المنسوبة لمجلس الأعمال السوري المصري- عدد الشركات الاستثمارية السورية التي أسست في مصر بنحو 365 شركة حتى تشرين الأول/اكتوبر 2012. لكن المراقبين يؤكدون أن هذا الرقم ربما تضاعف في الأشهر التالية، فقد تسارعت حركة انتقال رأس المال السوري إلى مصر في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي بصورة غير مسبوقة.

ويسجّل رئيس مجلس الأعمال السوري - المصري خلدون الموقع، أن "مجموعة من رجال الأعمال السوريين، بدأوا خطوات فعلية لضخ استثمارات جديدة في مصر تتجاوز 500 مليون دولار في مجالات الغزل والنسيج والملابس الجاهزة والخيوط والأقمشة في العديد من المدن الصناعية المصرية"، حسب موقع «سكاي نيوز العربية».

وأضاف أن "هذه الاستثمارات تأتي كمرحلة أولى وتتركز بالمدن الصناعية المصرية مثل العبور والعاشر من رمضان بالإضافة إلى 6 أكتوبر والسادات."

ويقدر عدد رجال الأعمال السوريين الذين وصلوا مصر بنحو 30% من أعداد المستثمرين الذين فروا من سوريا والبالغ عددهم حوالي 50 ألف مستثمر، وأقام هؤلاء مشروعات في مصر على رأسها المطاعم والمقاهي وورش الخياطة.

وتقول نائب رئيس هيئة الاستثمار المصرية نفين الشافعي، إن "نصف الاستثمارات السورية في مصر اتجهت إلى قطاع الصناعات الغذائية الذي يبرع فيه السوريون."

و يلي ذلك قطاع النسيج والملابس الجاهزة، بسبب المهارة السورية في ذلك المجال ثم قطاع الصناعات الهندسية والمعدنية خاصة الألومنيوم، حسب الشافعي.

السوريون في مصر...ليسوا فقط من المستثمرين
ويأتي أغلب المستثمرين السوريين في مصر من مدينة حلب، مركز سوريا التجاري والصناعي، والتي شهدت معارك مدمرة بين الجيش السوري والمعارضة السورية المناهضة للأسد.

ولكن ليس كل اللاجئين من ميسوري الحال، كما أن صعوبة تحويل الأموال من البنوك في سوريا إلى الخارج والمعارك المستعرة، أجبرت الكثيرين على الفرار بالمبالغ النقدية التي كانت في متناول يدهم.
وقدر عدد اللاجئين السوريين في مصر بأكثر من 150 ألف شخص في تشرين الأول الماضي، حسب محمد الديري المتحدث باسم المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. ومن المتوقع أن يكون هناك عشرات الآلاف إضافية قد لجأت إلى مصر خلال الأشهر الأربعة التالية.
ومن هؤلاء 13 ألف فقط مسجلون لدى المفوضية التي تقدم لهم معونات من مأكل ومسكن ورعاية صحية وتعليم.
واضطر الكثيرون للجوء إلى المؤسسات الخيرية المصرية والمنظمات الأهلية، التي كونها سوريون لتنسيق وصول المعونات إلى اللاجئين السوريون ليتمكنوا من العيش بعيداً عن بلادهم.

صناعة النسيج السورية...تهاجر إلى مصر
وفي سياق ظاهرة فرار المستثمرين من سوريا، سجّلت الكثير من الأوساط المصرية هجرة شبه منظمة لقطاعات صناعية سورية شبه كاملة إلى مصر، أبرزها صناعة النسيج السورية، التي تؤكد المصادر المصرية أنها في طريقها للاستقرار في مصر.

فقد أكد المهندس عمر الضبع، صاحب شركة الضبع للغزل والنسيج والصباغة، ومنسق لجنة العلاقات الخارجية بالجمعية المصرية للاستثمار الدولي ومسؤول ملف الاستثمارات السورية بالجمعية، أن 25 من كبار رجال الأعمال السوريين قرروا إقامة 20 مصنعاً في مجال الغزل والنسيج وتجهيز الملابس في مصر، بمشاركة 8 من رجال الأعمال المصريين. تتراوح استثمارات المصنع الواحد ما بين 10 ملايين إلى 700 مليون دولار، بحجم استثمارات متوقع يتراوح ما بين 4 إلى 5 مليارات جنيه (ما يقارب 800 مليون دولار).
ومن المخطط إقامة المصانع السورية بمدينة العاشر من رمضان الواقعة على طريق القاهرة – الاسماعيلية على مساحة 7000 متر بالتنسيق مع هيئة التنميه الصناعية.

وتم الانتهاء من إعداد الملف الكامل لدراسات الجدوى الخاصة بإقامة الـمصانع العشرين التي تعمل في قطاع الغزل والنسيج والصباغة والصناعات المرتبطة به، وهي من الصناعات كثيفة العمالة التي من المتوقع أن توفر حوالي 20 ألف فرصة عمل.

ويسعى قطاع الأعمال المصري إلى الشراكة مع السوريين للاستفادة من خبرتهم في مجال الغزل والنسيج، حيث يصف عمر الضبع، رجل أعمال مصري يمتلك شركة متخصصة في هذا المجال، أن مهارة السوريين فائقة، وتقدمهم هائل ومذهل في تطوير تلك الصناعة، الأمر الذي أغرى الكثير من شركائهم المصريين في الاستفادة من تصدير منتجاتهم للأسواق الخارجية وإمكانية فتح الباب أمام الصادرات المصرية للأسواق العالمية في روسيا وأوروبا وأمريكا.

فما هي آفاق الاستثمار السوري في مصر؟ وما هي أبرز المشكلات التي يواجهها المستثمر السوري هناك؟

يتبع...

ترك تعليق

التعليق