السوريون في لبنان.. وفدوا لاجئين وسرعان ما أصبحوا منافسين تجاريين


 
البقاع الأوسط شهد وحده افتتاح 260 مطعماً سورياً خلال أسابيع!

 نشرت صحيفة لبنانية تقريراً عن تزايد النشاط الاقتصادي والتجاري للسوريين في لبنان، لاسيما في منطقة البقاع، مشيرة إلى انتشار المطاعم السورية والمؤسسات التجارية وباعة الخضر والفاكهة المتجولين، فضلاً عن صالونات الحلاقة، ومؤسسات حرفية صغيرة ومتوسطة.
 
وركزت صحيفة "الأخبار" على تغير التركيبة السكانية في العديد من قرى وبلدات لبنان التي لجأ إليها السوريون، ففي البقاع، حيث اللجوء السوري هو الأكبر نسبياً في لبنان بدأت التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية بالظهور. حيث بات 16% من سكان بلدة المرج من السوريين، وفي سعدنايل 20%، وفي عرسال 32%، وفي مجدل عنجر 17%، وفي برالياس 28%.
 
ورأت الصحيفة أن هذه التركيبة الديموغرافية الجديدة في قرى وبلدات بقاعية، بدأت تفرز نمواً اقتصادياً سورياً، مع ارتفاع أعداد المؤسسات التي أطلقها هؤلاء، بعد استشعارهم بأن أزمة بلادهم ستطول.
وأشار التقرير إلى المنافسة والمزاحمة بين السوريين واللبنانيين بدأت تشتد، ولكن قسماً من اللبانيين بدأ بتأسيس أعمال تجارية مشتركة مع سوريين متموّلين، نجح بعضهم في تهريب أموالهم ومعدات مؤسساتهم للاستثمار في لبنان.
 
ويستند التقرير إلى آخر إحصاءات مصلحة الصحة في البقاع، التي تفيد بأن منطقة البقاع الأوسط شهدت خلال الأسابيع الماضية افتتاح 260 مطعماً سورياً، ولا سيما في سعدنايل وبرالياس وعلى طريق المصنع الدولية، فيما لم تتوفر بعد إحصائية حول أعداد المطاعم السورية التي افتتحت في البقاع الغربي وراشيا.
 
ويكشف أحد العاملين في مصلحة صحة البقاع أن دوريات المصلحة على المطاعم السورية في سهل البقاع، أظهرت أن التزام السوري بقواعد النظافة والصحة أكثر دقة من التزام اللبناني، مشيراً إلى أن التقارير التي أعدتها المصلحة لم تلحظ مخالفات لشروط الصحة العامة، ولا في النظافة.
 
لكن هذا الإقبال السوري على افتتاح مؤسسات وتوفير فرص عمل لسوريين حصراً، بدأ يُحدث تململاً في بعض بلدات البقاع، فاحتدت المنافسة بين المطاعم اللبنانية والسورية، واصبحت أسعار سندويشات "الشاورما" رهن البورصة اليومية للمنافسة غير المشروعة بين الطرفين.
 
وقد بات الزبون اللبناني يفضّل المطعم السوري بسبب السعر الأقل والخدمة الأفضل، ما فتح المنافسة على مصراعيها، وألزم أصحاب المطاعم اللبنانية بخفض أسعارهم لمواجهة منافسة الجيران الوافدين.
 
ووصل عدم احتمال أصحاب المطاعم اللبنانيين لمنافسة "أشقائهم"، حد المطالبة بإقفال مطاعم السوريين فوراً، كما يطلب صاحب أحد المطاعم في برالياس، متذرعاً أن كل المطاعم السورية تستورد موادها من سوريا، لا من لبنان، والفارق بين الأسعار في البلدين يسمح للسوري بالبيع بسعر أقل.
 
لكن صاحب مطعم سوري يجد في الهجمة اللبنانية عليهم أمراً غير واقعي، حيث يقول "أبو عمار" إن مطعمه لا ينافس أي مطعم لبناني، وإن ما يقدّمه غير متوافر في المطاعم اللبنانية هنا، موضحاً أنه افتتح مطعماً في برالياس بعد دراسة أجراها وتبين له أن ما سيقدّمه من أطباق شامية غير متوافر في المطاعم اللبنانية، كالفتة وطبق الغمة المكون من قوائم الخروف وأمعائه المحشوة بالأرز واللحم الناعم.
 
ويلفت "أبو عمار" إلى أن أغلبية المطاعم اللبنانية في البقاع من السوريين، والإدارة فقط لبنانية.
وتشير "الأخبار" إلى صعوبة توفر أرقام دقيقة ومعتمدة عن عدد اللاجئين السوريين في لبنان، وعدم توفر إحصائيات أكثر تخصصاً عن عدد العاملين منهم، لكنها تستشهد بتقديرات صادرة عن أجهزة أمنية اللبنانية ترى أن أكثر من مليون عامل سوري يجب إضافتهم إلى أعداد اليد العاملة السورية في لبنان، التي كانت تقدر سنوياً -قبل انفجار الأزمة السورية- بنحو 600 ألف عامل.

ترك تعليق

التعليق