السوريات في عمّان.. نكهة المطبخ الرمضاني والحلويات الشامية

السوريات في العاصمة الأردنية عمان من حديث الهمس في البيوت حول "الزعتري" وبعض تهمه والجمعيات ومصائبها إلى صناعة الحياة بصور متعددة وبأنامل الحرية يصلن إلى قلوب الأردنيين، ويعلو صيتهن بشهر الخير فتصل موائدهن إلى بيوت الجوار والجرحى وصولا لصناعة الحلويات ومهارة الشاميات والمناسف الحورانية والكبة الحلبية والحمصية.

إذ حصدت وأعجبت الموائد السورية الأسر الأردنية وحوّلت موائد شهر رمضان سيرة السوريات إلى الصدارة مقرونة بالصنعة الأمهر والأيدي الأكثر بركة والطعم والمذاق الأشهى، فيما لعبت السوريات أنفسهن دورا مبرمجا بتقديمهن "غرفة" من وجبات بيوتهن اليومية وتقديمها إلى جوار السكن والمائدة فانتشر المنسف الحوراني بكبته الحلبية ومذاق الحلويات الشامية عقبه في وجبة صارت من عناوين الحياة اليومية في العاصمة الأردنية.

يقول أحمد غالب من سكان حي نزال في العاصمة الأردنية :"ربما من رحائم الشهر الفضيل لأن يعيد للسوريات ما سلب منهن خلال الشهور الماضية واستثمار إعلامي غير مسبوق باتجاه الإساءة للحرائر، ليعدن اليوم بطلّة جديدة مقرونة بالمائدة الرمضانية ويدعو غالب من سبق وعمل في حملات الإساءة أن يتفضل لخيمة رمضان في الحي حيث يوميات المطبخ تصنعها السوريات عسى أن يكون طعم الطعام ومذاقه بداية تحول للكف عن الإساءة لهن". 

لم تتوقف مبادرات السوريات في رمضان أو قبله إذ شكّلت مجموعة "سوريات بلا حدود" مبادرات مختلفة تنوعت بين المطبخ والأشغال والرعاية بهدف إكساب المرأة السورية مهارات جديدة تساعدها على إثبات حضورها أولا وتقديم شخصيتها بما يخالف حملات التشهير.

وتلفت السيدة سامرة زيتون من منظمة "سوريات بلا حدود" أقمنا العديد من المشاريع في عمان من ضمنها المطبخ السوري، وهو مركز نسائي عبارة عن مطبخ ومشغل وصالون حلاقة وسنقوم بإنشاء حلقات تدريب ودعم نفسي.

وتضيف: بدأنا بتدريب السيدات والمجموعات على العمل بروح الفريق الواحد، وتعاقدنا مع بعض الفعاليات السورية والأردنية كدار الجرحى وغيرها من البيوت لإيصال الطعام جاهزا ومشغولا بالأيدي السورية.

مشيرة إلى أن التمويل لا يعتمد على مؤسسات كبرى إنما تم من خلال السوريات أنفسهن مجموعة ومحيطهن وبعض التبرعات الفردية مشيرة إلى أنهم يحصلون على التمويل من الناس التي تثق بنا وبقدرتنا على التغيير".

السيدة خالدية سمير من مدينة حلب السورية تقول إن المطبخ السوري ينتقل مع المراة السورية أينما حلت لانه نشأ معها وتكون برعايتها، لافتة إلى أن المطبخ السوري يعرف مذاقه جميع العرب لذلك نجحنا في إيصال اللقمة الهنية لراغبيها الكثر، معتبرة أن مشاريع مثل المطبخ أو المشغل السوري من الأهمية أنها تعيد للسورية المهجرة بعضا مما فقدته، وهو كثير لكنه يوفر كبح جماح الحملات ضد السوريات أولا ويعطيهن فرصة للعمل الجماعي بروح الفريق الواحد ونشوء مؤسسات، وان كانت صغيرة، ستكبر معهن إضافة للترويج للمطبخ السوري ومذاقه حتى لا ينساه ضعفاء الذاكرة في زحمة الأطعمة والمطابخ لكن للسوري تاريخ لا يتجاوزه أحد".

تنهي السيدة الثلاثينية جملها وبيدها عجينة تقول إنها ستكون قطعة حلويات يعرف مذاقها راغبون كثر.

ترك تعليق

التعليق