الزعتري.. ولادات محفوفة بالمخاطر.. وأمهات بلا رعاية

تجوب سهى ذات الثلاثين عاما عيادات مخيم الزعتري بحثا عن رعاية حقيقية لطفلها المولود حديثا في الخيمة البائسة، حاله حال مئات المواليد الذين طالت أسرهم يوميات التهجير في المدن السورية عامة. 

معاناة سهى وطفلها قد تقتصر على إيجاد بعض الرعاية الصحية، لكن أمهات جددا وأطفالا يلدون عشية كل يوم، يعايشون موتا يلفه الصمت ويحيطه الحزن، بينما تمضي أيام الزعتري ببؤسها المعتاد.

وتشير أحدث الإحصاءات الصادرة عن منظمة "يونسيف" إلى احتمالات ولادة 3 آلاف طفل في غضون الشهور القادمة، قياسا على المعدل اليومي الذي يتراوح بين 12 و15 ولادة.

ومع هذه التقديرات، تدق المنظمة ناقوس الخطر لاسيما مع افتقار المواليد لما يكفل لهم استدامة الصحة والحياة بعد الولادة، وسط تراجع التمويل الدولي ونقص الاهتمام بالقضية السورية.

وتلفت أوساط طبية في مخيم "الزعتري" إلى أن "يونسيف" بادرت لإنشاء 3 عيادات للصحة الإنجابية، فضلا عن غرفة إنعاش جديدة.

وتعيش آلاف الحوامل السوريات في المخيم ظروفا قاسية، حيث إن أغلبهنَّ لا يستطعن تأمين الضروريات من غذاء ودواء ورعاية صحية، ويقدر مصدر طبي عدد السيدات الحوامل بحوالي 2750 امرأة، يعشن في المخيم المكتظ بحوالي 150 ألف لاجئ.

أسماء عبيد زوجة شابة تنتظر أن تضع مولودها الأول في المخيم خلال الأسابيع القادمة، وهي تعيش مع أهلها في خيمة صغيرة تضم أكثر من 10 أشخاص، وتعاني من ربو الحمل.

وتوضح والدة أسماء أن ابنتها تعاني مسبقا من مرض الربو، الذي زاد من حدته جو الزعتري المغبر وغير المؤاتي صحيا للنساء الحوامل والمواليد الصغار.

وفي سياق متصل، تنقل وكالة الأنباء الأردنية (بترا) عن مدير المستشفى الميداني المغربي الطاهري مولاي الحسن, إن المستشفى شهد منذ نحو أسبوع 8 ولادات جديدة، لافتا الى أنه تم التعامل مع هذه الحالات بأعلى درجات الدقة الطبية والمهنية، تلافيا لحصول أي عارض للأمهات والمواليد، حسب قوله. 

وبين "الحسن" أن حالة الأمهات والمواليد الجدد جيدة، لكنه عبر بنفس الوقت عن الخشية على صحتهن بعد خروجهن إلى المخيم، إذ يحتجن لعناية ومكان تتوفر فيه الرعاية الصحية والنفسية. 

وتوقع الطبيب المغربي أن تشهد عيادة التوليد في المستشفى مزيدا من الولادات خلال الأيام المقبلة
من جهته، قال مدير "الزعتري" محمود العموش إنه يتم تخصيص "كرفان" لكل سيدة تلد في المخيم حفاظا على سلامتها ووليدها.

ترك تعليق

التعليق