اقتصاد تفتح ملف المساعدات الأمريكية للسوريين وتعرض أحدث تقاريره
- بواسطة اقتصاد- عرض وقراءة --
- 20 تشرين الاول 2013 --
- 0 تعليقات
غدت المساعدات الدولية، "باب رزق" جديد لهذا النظام، يغدق منه على شبيحته، كما يترك فيه فتحة لمناصريه من رجال الأعمال كي يملؤوا جيوبهم.
واشنطن تقول إن مساعداتها وصلت أو ستصل إلى 4.2 مليون سوري، ما يعني أنها "تغيث" لوحدها نصف المنكوبين في سوريا!
خلال 6 أيام فقط، مكنت مساعدات واشنطن من علاج 24 ألف ﻣﺮﻳض، و إجراء 4700 ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺟﺮاﺣﻴﺔ، وتوفير المساعدة اﻟﻄﺒﻴﺔ ﻷكثر ﻣﻦ 22 ألف ﻓﺮد.
مثير للتعجب هذا التناسب العكسي بين ارتفاع حجم الإغاثة الأمريكية والدولية للسوريين وبين تقهقر مستوى حياتهم.
حكومة نوري المالكي المركزية في بغداد لم تستقبل من كل اللاجئين السوريين سوى 3% فقط، بينما استقبل إقليم كردستان 97%.
لطالما كانت الفجوة بين الأرقام والتقارير وبين الواقع موجودة، لكن هذه الفجوة تحولت على ما يبدو إلى هوة سحيقة في حالة الأزمة السورية، لاسيما عندما نستطلع ما تبثه التقارير من صورة شبه زهرية لواقع تقديم المعونات والإغاثة، وما يرصده السوريون نازحين ومشردين ولاجئين من رداءة الحال وقتامة المشهد.
والتقرير الأخير للوكالة الأمريكية للتنمية الذي "يمجّد" بالأرقام جهود واشنطن في إغاثة السوريين، ليس استثناء من حالة الهوة، ففي هذا التقرير الذي اطلعت عليه "اقتصاد"، وحاولت قراءة ما بين سطوره، تبدو أرقام المستفيدين عالية، وحجم الدعم المالي جيدا، وتوزيعه على احتياجات السوريين من غذاء وطبابة ومأوئ وغيرها، توزيعا شبه مثالي، لكن الواقع المعاش يشي بخلاف ذلك، ففي الوقت الذي قفزت مساعدات واشنطن أكثر من 11 ضعفا بين عامي 2012 و2013 لتنتقل من خانة الملايين إلى خانة المليارات (من 119 مليونا إلى قرابة مليار و350 مليون دولار)، زاد بؤس السوريين، وظهرت في بعض مناطقهم بوادر المجاعات، وتدهورت كفاية أغلبهم من أساسيات الحياة إلى مستويات خطرة، ما يثير أكثر من تساؤل حول مدى وصول الإغاثة لمستحقيها الفعليين، وعدم "انحراف" مساراتها لتصب في جيوب وبطون "أمراء الأزمات" من رجال الأعمال الموالين للنظام وشبيحته المؤيدين، لاسيما مع وجود تقارير عديدة رصدت ممارسات من هذا القبيل، حيث غدت المساعدات الدولية، وخصوصا تلك التي تضخ عبر مؤسسات النظام، "باب رزق" جديد لهذا النظام، يغدق منه على شبيحته، كما يترك فيه فتحة لمناصريه من رجال الأعمال كي يملؤوا جيوبهم من صفقاته.
البحث عن "الثقب الأسود"
يبدأ تقرير الوكالة الأمريكية (USAID) بالإشارة إلى إعلان اﻟﺮﺋﻴﺲ الأمريكي ﺑﺎراك أوﺑﺎﻣﺎ ﻋﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ 339 ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪات إﻧﺴاﻧﻴﺔ إﺿﺎﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻟﻼﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ ﻓﻲ 24 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ.
ويوضح أن اﻟﻤﺴﺎهمة اﻟﺠﺪﻳﺪة تتضمن ﻣﺎ ﻳﻘارب 161 ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر ﻣﻦ ﺧﻼل وكاﻻت اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة واﻟﻤﻨﻈﻤﺎت ﻏﻴﺮ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻟﺪﻋﻢ اﻟﻐﺬاء، واﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ، وﺗﻮزﻳﻊ إﻣﺪادات اﻹﻏﺎﺛﺔ واﻟﺴﻠﻊ اﻟﺸﺘﻮﻳﺔ، واﻟﻤﺄوى، واﻟﺪﻋﻢ اﻟﻨﻔﺴﻲ، واﻟﺘﺼﺪي ﻟﻠﻌﻨﻒ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ
ﻧﻮع اﻟﺠﻨﺲ، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﻴﺎﻩ واﻟﺼﺮف اﻟﺼﺤﻲ، واﻟﻨﻈﺎﻓﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ وﻏﻴﺮها ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺎﻋﺪات داﺧﻞ ﺳﻮرﻳﺎ.
ويتابع التقرير: ﺳﻮف ﻳﺨﺼﺺ أكثر ﻣﻦ 179 ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر ﻟﺪﻋﻢ اﻟﻤﺴﺎﻋﺪات اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ، واﻟﻤﺄوى، واﻟﺤﻤﺎﻳﺔ واﻟﺪﻋﻢ اﻟﻨﻔﺴﻲ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، وﺧﺪﻣﺎت اﻟﻤﺨﻴﻢ واﻟﺘﺴﺠﻴﻞ، واﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ، وأﻧﺸﻄﺔ ﻣﻨﻊ اﻟﻌﻨﻒ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻨﺲ واﻟﺘﺼﺪي ﻟﻪ، واﻟﻤﻮاد اﻟﺸﺘﻮﻳﺔ، واﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﻠﻮﺟﺴﺘﻴﺔ وﻣﻮاد اﻹﻏﺎﺛﺔ ، واﻟﺘﻐﺬﻳﺔ، واﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، وﻏﻴﺮها ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺎﻋﺪات ﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق واﻷردن وﻟﺒﻨﺎن وﺗﺮكيا وﻣﺼﺮ.
وحسب تقرير الوكالة فإنه وﻣﻊ هذا اﻹﻋﻼن من أوباما فقد وﺻﻞ ﺗﻤﻮﻳﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻟﻸزﻣﺔ ﻣﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﻪ أكثر ﻣﻦ 1.3 ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر، ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻬﺎ أكثر ﻣﻦ 4.2 ﻣﻠﻴﻮن ﺷﺨﺺ ﻣﻨﺬ ﻣﺎرس 2011.
وهنا يحق لـ"اقتصاد" أن تسأل مع كل المنكوبين السوريين وبلسانهم عن نسبة وصول الإغاثة لمستحقيها الفعليين، وأن تستفسر عن هذا الأمر من وحدة الدعم في الائتلاف الوطني التي أكد تقرير "USAID" أن "الحكومة الأمريكية، والمتبرعين الآخرين، يلتقون بها بشكل منتظم لمشاركة المعلومات المتعلقة بالاحتياجات المحددة، والمساعدات الحالية والمخططة، والتحديات التي تواجه تقديم المساعدات".
فأن تقول الوكالة في تقريرها إن مساعداتها وصلت أو ستصل إلى 4.2 مليون سوري مستفيد، فإن هذا يعني أن الولايات المتحدة "تغيث" لوحدها نصف المنكوبين في سوريا! وإن الانسياق مع هذا الانطباع الذي تحدثه الأرقام المجردة، بل وربما المنسلخة عن الواقع، من شأنه أن يرسم أكثر من علامة تعجب عن هذا التناسب العكسي بين ارتفاع حجم الإغاثة الأمريكية والدولية للسوريين وبين تقهقر مستوى حياتهم، ومن شأنه كذلك أن يذكر بمقولة "غزارة في التمويل وسوء في التوزيع"، ومن شأنه أخيرا أن يدفع الحريصين على إغاثة الشعب السوري للبحث عن "الثقب الأسود" الذي يلتهم معظم المساعدات ويجيرها لصالح مستفيدين وهميين.
الجوع حتى الركوع
عنونت "USAID" تقريرها الأحدث بعنوان "سوريا-حالة طوارئ معقدة" لكن صياغتها له، جاءت مبسطة وساذجة في كثير من الأحيان، ومن ذلك ما ذكرته بشكل ضبابي عن "انتشار الجماعات المسلحة ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ"، ودوره في إعاقة وصول الإغاثة إلى المناطق المتضررة، متجاهلة أن الثوار المسلحين هم أكثر الناس ترحيبا بوصول المساعدات إلى المناطق المتضررة التي يسطرون عليها، لأن هذه المساعدات تخفف من ضغط الحاضنة الشعبية عليهم، كما تؤمن للثوار الانصراف إلى جبهات القتال بدل الانشغال اليومي بحل المشاكل اللوجستية من تأمين الغذاء والأدوية وغيرها، وبالتالي فإن "الجماعات المسلحة" التي أعاقت وتعيق أي وصول للمناطق المنكوبة، هي جماعات النظام، التي تفرض على بعض المناطق حصارا محكما عنوانه العريض "الجوع حتى الركوع"!
وفي هذا الصدد ينقل التقرير عن وكيلة اﻷﻣﻴﻦ اﻟﻌﺎم ﻟﻸﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة وﻣﻨﺴﻘﺔ اﻹﻏﺎﺛﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻟﻄﻮارئ ﻓﺎﻟﻴﺮي آﻣﻮس مناشدتها ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻮﺻﻮل ﻏﻴﺮ اﻟﻤﻘﻴﺪ إﻟﻰ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ رﻳﻒ دﻣﺸﻖ، ﺣﻴﺚ وردت ﺗﻘﺎرﻳﺮ ﻋﻦ أن هناك أكثر ﻣﻦ 500 ألف ﺷﺨص ﻣﺤﺎﺻﺮﻳﻦ وﻳﻮاﺟﻬﻮن ﻓﺮصا ﻣﺤﺪودة ﻓﻲ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺎء واﻟﻐﺬاء واﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﻄﺒﻴﺔ. وﻗﺪ ﻻﺣﻈﺖ ﻣﻨﺴﻘﺔ اﻹﻏﺎﺛﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻟﻄﻮارئ أن ﻣﺎ ﻳﻘﺪر بـ12 ألف ﺷﺨص هم أﺳﺮى ﻓﻲ ﺑﻠﺪة اﻟﻤﻌﻀﻤﻴﺔ.
وأشار التقرير أنه وسعياً منها ﻟﺰﻳﺎدة ﻓﺮص اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ اﻟﻤﺘﻀﺮرة، فقد قدمت اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ دﻋﻤﺎ كبيرا ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺎت ﻏﻴﺮ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذلك اﻟﻤﻨﻈﻤﺎت اﻟﻘﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺴﻮرﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة. وﺣﺘﻰ اﻵن، ﺗﺒﺮﻋﺖ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﻘﺮب ﻣﻦ 283.8 ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺎت ﻏﻴﺮ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ اﻟﺸﺮﻳﻜﺔ داﺧﻞ ﺳﻮرﻳﺎ.
أرقام بحاجة لمراجعة
في حديث "USAID" عن قطاع الصحة يظهر وجه آخر من وجوه مجافاة الحقائق وتمييعها، حيث يقول التقرير إن "اﻻﺳﺘﻬﺪاف اﻟﻤﺘﻌﻤﺪ ﻟﻠﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎت واﻷﻃﻘﻢ اﻟﻄﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أﻃﺮاف اﻟﻨﺰاع، وكذلك اﻟﺤﺮﻣﺎن ﻣﻦ اﻟﺤﺼﻮل على الرعاية اﻟﻄﺒﻴﺔ، أصبح ﺳﻤﺔ ﻟﻠﺼﺮاع في ﺳﻮرﻳﺎ".
ويتابع مفصلا: "ﺗﻤﻨﻊ اﻟﻘﻮات اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ واﻟﻤﻴﻠﻴﺸﻴﺎت اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﻄﺒﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﺴﻜﺎن ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ كمسألة ﺳﻴﺎﺳﺔ، ﺑﻴﻨﻤﺎ هاﺟﻤﺖ ﺑﻌﺾ ﺟﻤﺎﻋﺎت اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎت ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ".
إذن ووفقا للتقرير الأمريكي فإن كل ماقامت به قوات النظام هو فقط منع الرعاية الطبية من الوصول إلى المتضررين، وهي لم تقصف عشرات المشافي، ولا دمرت سيارات الإسعاف وقتلت طواقمها، وكل مافي الأمر أن "القوات الحكومية" تقوم بمنع الرعاية الطبية كـ"مسألة سياسة"!
ويوضح التقرير أن الاﺣﺘﻴﺎﺟﺎت الراهنة، رتبت على اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ إعطاء اﻷوﻟﻮﻳﺔ ﻟﺤﺎﻻت اﻟﻄﻮارئ واﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﻄﺒﻴﺔ اﻷوﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ. مضيفا: "ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﺑﻴﻦ 2 و8 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ، ﺗﻤﻜﻨﺖ اﻟﻤﺮاﻓﻖ اﻟﺘﻲ يدﻋﻤﻬﺎ أﺣﺪ شركاء اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻣﻦ ﻋﻼج أكثر ﻣﻦ 24 ألف ﻣﺮﻳض، وإﺟﺮاء أكثر من 4700 ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺟﺮاﺣﻴﺔ. ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟﻚ، ﻗﺎم هذا اﻟﺸﺮﻳﻚ ﺑﺘﻮزﻳﻊ اﻷدوﻳﺔ واﻟﻤﺴﺘﻠﺰﻣﺎت اﻟﻄﺒﻴﺔ، واﻟﻤﻌﺪات ﻟﺘﺄﺛﻴﺚ ﻏﺮف اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت وﺗﻮﻓﻴﺮ اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة اﻟﻄﺒﻴﺔ ﻷكثر ﻣﻦ 22 ألف ﻓﺮد".
وقد ظنت "اقتصاد" لدى استعراضها الأرقام الواردة في الفقرة الآنفة الذكر أن في الأمر لبساً، وأن الأرقام ربما تكون مغلوطة، لكنه اتضح لنا وللمصادفة أن هذه الفقرة نفسها كررت مرتين في تقرير الوكالة الأمريكية!
ويعني هذا أن "USAID" خلال 6 أيام فقط، تقديم إنجازات خارقة في المجال الطبي، فعالجت 24 ألف ﻣﺮﻳض، وأجرت 4700 ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺟﺮاﺣﻴﺔ، ووفرت المساعدة اﻟﻄﺒﻴﺔ ﻷكثر ﻣﻦ 22 ألف ﻓﺮد، وإذا ثبت أن هذه الرقام لا لبس فيها، فإنها تدل بشكل واضح على أن الوكالة تستطيع لوحدها تلافي معظم آثار الأزمة السورية على الأقل طبيا، قياسا إلى أنها استطاعت أن تدعم علاج 4 آلاف شخص يوميا، وأن تمول إجراء ما يقرب من 800 عملية جراحية في اليوم!
المياه لـ6 ملايين سوري
وفي مجال اﻟﻤﻴﺎﻩ واﻟﺼﺮف اﻟﺼﺤﻲ يوضح تقرير "USAID" أن معدل ﺗﻮﻓﺮ اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﺸﺮب ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ انخفض ﺑﻤﻘﺪار اﻟﺜﻠﺚ مع حلول منتصف 2013، قياسا بمعدله ﻗﺒﻞ اندلاع الأحداث، وأن هذا المعدل ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ اﻻﻧﺨﻔﺎض ﻣﻊ اﺳﺘﻤﺮار اﻟﻘﺘﺎل.
ويتابع التقرير: واﻓﻖ ﺻﻨﺪوق اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﻄﺎرﺋﺔ اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻸﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ، ﻣﺆﺧﺮا ﻋﻠﻰ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻟﻠﻤﻴﺎﻩ واﻟﺼﺮف اﻟﺼﺤﻲ واﻟﻨﻈﺎﻓﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻪ أكثر من 380 ألف ﺷﺨص ﻓﻲ محافظتي دﻣﺸﻖ وﺣﻤﺎة. وﺳﻮف ﻳﻘﻮم هذا اﻟﻤﺸﺮوع، اﻟﺬي ﺗﻨﻔﺬﻩ ﻣﻨﻈﻤﺔ أوكسفام، ﺑﺘﺮكيب ﻣﻮﻟﺪات ﻟﺪﻋﻢ ﻣﺼﺎدر اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﺒﺪﻳﻠﺔ، ﻣﺜﻞ اﻵﺑﺎر الاﺣﺘﻴﺎﻃﻴﺔ، لتأمين اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﺸﺮب ﻟﺴﻜﺎن اﻟﺤﻀﺮ واﻟﺮﻳﻒ.
ويواصل: ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﺑﻴﻦ 6 و19 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ، ﻗﺪم ﺻﻨﺪوق اﻻﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻟﻠﻄﻔﻮﻟﺔ "يوﻧﻴﺴﻒ" ﻣﺎدة هيبوكلوريت الصوديوم اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻟﺘﻨﻘﻴﺔ اﻟﻤﻴﺎﻩ؛ ﻟﻜﻲ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻘﺮب ﻣﻦ 6 ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺷﺨﺺ. منهم ﻣﺎ ﻳﻘﺮب ﻣﻦ مليون ﺷﺨﺺ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻃﺮﻃﻮس و5 ﻣﻼﻳﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺤﺎفظتي دﻣﺸﻖ ورﻳﻒ دﻣﺸﻖ، ﺳﻮف ﻳﺤﺼﻠﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﺸﺮب ﻟﻤﺪة ﺷﻬﺮ واﺣﺪ.
وينقل تقرير الوكالة أن "يوﻧﻴﺴﻒ" وزعت ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺎت اﻟﻨﻈﺎﻓﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ ﻟﻸﺳﺮة واﻟﻄﻔﻞ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺴﺤﻮق اﻟﻐﺴﻴﻞ، ﻋﻠﻰ 46 ألف ﻧﺎزح داخلي ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺎت دﻣﺸﻖ ودرﻋﺎ وﺣﻤﺺ واﻟﻘﻨﻴﻄﺮة. كما ﺗﻠﻘﻰ ﻣﺎ ﻳﻘﺮب ﻣﻦ 52 ألف ﻧﺎزح داخلي ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ اﻟﺮﻗﺔ، ﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺎت اﻟﻨﻈﺎﻓﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ ﻣﻦ "يوﻧﻴﺴﻴﻒ".
واشنطن.. نحن أكبر الداعمين غذائيا
أما بخصوص اﻟﺰراﻋﺔ و اﻷﻣﻦ اﻟﻐﺬاﺋﻲ، فلفت التقرير إلى أنه وفي ﻣﺎرس 2012، ﻗﺪرت اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة أن هناك ﻣﻠﻴﻮن ﺷﺨﺺ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ كانوا بحاجة إﻟﻰ اﻟﻐﺬاء. ويعتقد ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﻐﺬاء اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ (WFP) أن أكثر ﻣﻦ 4 ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺷﺨﺺ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد ﺳﻮف ﻳﺤﺘﺎﺟﻮن إﻟﻰ ﻣﺴﺎﻋﺪات ﻏﺬاﺋﻴﺔ ﺑﺤﻠﻮل ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻋﺎم 2013.
ويقول التقرير إن اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ أرسلت 21880 ﻃﻦ ﻣﻦ اﻟﻘﻤﺢ إلى سوريا، وصلت اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻳﻮم 20 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ. وأنه ﺳﻮف ﻳﺘﻢ ﻃﺤﻦ اﻟﻘﻤﺢ إﻟﻰ دﻗﻴﻖ وﺗﻮزﻳﻌﻪ ﺑﻤﻌﺮﻓﺔ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﻐﺬاء اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ، حيث يوزع بعضه ﻣﻨﻪ كجزء ﻣﻦ الحصص اﻟﺘﻤﻮﻳﻨﻴﺔ اﻟﺸﻬﺮﻳﺔ ﻟﻸﺳﺮ اﻟﻨﺎزﺣﺔ واﻟﻤﺘﻀﺮرة ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺎت.
ويوضح كذلك أنه وﻣﻨﺬ ﻳﻨﺎﻳﺮ اﻟﻤﺎﺿﻲ دﻋﻤﺖ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ اﻟﻤﻨﻈﻤﺎت ﻏﻴﺮ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ أكثر ﻣﻦ 14300 ﻃﻦ ﻣﺘﺮي ﻣﻦ اﻟﻄﺤﻴﻦ إﻟﻰ اﻟﻤﺨﺎﺑﺰ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺼﻠﻬﺎ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﻐﺬاء اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ.
ويؤكد التقرير أن اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ما تزال "أكبر داعم ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﻄﻮارئ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﻐﺬاء اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ، ﺣﻴﺚ ﻗﺪﻣﺖ أكثر ﻣﻦ 265 ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر ﻟﻠﻤﺴﺎﻋﺪة داﺧﻞ اﻟﺒﻼد.. وﻗﺪﻣﺖ أﻳﻀﺎ 70.8 ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺎت ﻏﻴﺮ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ، ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ 2013 ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺤﺼﺺ اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ والطحين.
ويختم التقرير ملحوظاته في حقل الغذاء، قائلا: وﻓﺮت اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ 177.5 ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر ﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﻐﺬاء اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻓﻲ السنتين اﻟﻤﺎليتين 2012 و2013 لدعم اﻟﻤﺴﺎﻋﺪات اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ﻟﻼﺟﺌﻴﻦ اﻟﺴﻮرﻳﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ، واﻟﻌﺮاق، واﻷردن، وﻟﺒﻨﺎن، وتركيا.
إغاثة تتلوها مجاعة!
وفي فقرة النزوح الداخلي، يركز التقرير على أوضاع الفلسطينيين، مؤكدا أن الغالبية اﻟﻌﻈﻤﻰ ﻣﻦ هؤلاء اﻟﻼﺟﺌﻴﻦ اﻟﺒﺎﻟﻎ عددهم 413 ألفا ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻓﻲ دﻣﺸﻖ، وأن ﻣﻨﻬﻢ 200 ألف ﻧﺎزح ﻳﻌﻴﺸﻮن اﻵن ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ يسيطر ﻋﻠﻴﻬﺎ النظام، ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮﺑﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﻮدع المركزي ﻟﻮكالة اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻟﻐﻮث وﺗﺸﻐﻴﻞ اﻟﻼﺟﺌﻴﻦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ (أوﻧﺮوا) ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ، ويقول تقرير الوكالة إنه وﻓﻲ اﻷﺳﺒﻮع اﻷخير ﻣﻦ أﻏﺴﻄﺲ، ﺗﻢ ﺗﻮزﻳﻊ 6500 ﺻﻨﺪوق ﻣﻦ ﺻﻨﺎدﻳﻖ اﻟﻐﺬاء، و8420 ﺣﺼﺔ ﻣﻦ زﻳﺖ اﻟﻄﻬﻲ، و3700 ﺣﺼﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﻠﻴﺐ، و18 ألف وﺣﺪة ﻣﻦ اﻟﻤﻮاد اﻟﻐﺬائية اﻟﻤﻌﻠﺒﺔ، و10800 ﺑﻄﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺮ اﻟﻼﺟﺌﻴﻦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ.
والمثير للمفارقة الموجعة أن الفترة التي يتكلم فيها التقرير عن توزيع مساعدات على اللاجئين الفلسطينيين (أغسطس)، لاتفصلها سوى أسابيع قليلة عن شهر سبتمبر حين بدأ فيها سكان مخيم اليرموك إطلاق نداءات استغاثة من كارثة مجاعة قد تحل بالأهالي المحاصرين من النظام، حتى إن بعض المشايخ أفتى لهؤلاء بجواز أكل لحوم القطط والكلاب!!
والغريب أن تقرير الوكالة لم يتعرض مطلقا في فقرته عن "النزوح الداخلي" ولو بكلمة واحدة، لحال حوالي 6 ملايين نازح سوري، شردهم النظام من بيوتهم، رغم أن هؤلاء يقعون في صلب الأزمة السورية، التي تطلق لأجلها النداءات، وتدبج لأجلها التقارير، وتعقد في سبيلها مؤتمرات ولقاءات الدعم والإغاثة!
الضجيج في الردن والتدفق في كردستان
وختاما يتعرض تقرير "USAID" لأوضاع اللاجئين في السوريين في دول الجوار، وهو هنا لايقدم أي معلومات جديدة، سوى تكرار تلك المعلومات التي باتت معروفة للقاصي والداني عن أعداد اللاجئين في كل بلد، لكن اللافت عند حديثه عن اللاجئين في العراق، قوله إنه وﺣﺘﻰ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ، ﻇﻞ ﺗﺪﻓﻖ اﻟﻼﺟﺌﻴﻦ اﻟﺴﻮرﻳﻴﻦ اﻟﻮاﻓﺪﻳﻦ إﻟﻰ إﻗﻠﻴﻢ كردستان اﻟﻌﺮاق ﺑﻤﻌﺪل ﺛﺎﺑﺖ ﻣﻦ 800 إﻟﻰ ألف ﺷﺨﺺ ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﻮاﺣﺪ، وهو معدل يتفوق على معدل تدفق اللاجئين نحو الأردن يوميا، بمقدرا الضعف.
وهنا تبرز أهمية التغطية الإعلامية حيث كانت كل الأضواء مسلطة على الأردن ومواجهته لـ"كارثة" تدفق اللاجئين، فيما كانت كردستان العراق تستقبل قرابة ألف لاجئ في صمت، ودون مواكبة إعلامية!
ويؤكد التقرير أن ﻣﺎ يقارب ﻣﻦ 63 ألف ﻻﺟﺊ عبروا من سوريا إﻟﻰ اﻟﻌﺮاق ﻣﻨﺬ 15 أﻏﺴﻄﺲ، لكن المثير للاهتمام أن حكومة نوري المالكي المركزية في بغداد لم تستقبل من كل اللاجئين السوريين سوى 3% فقط، بينما استقبل إقليم كردستان 97%، وهذه الأرقام تكذب ما تدعيه حكومة المالكي من حرصها على فتح الأبواب أمام اللاجئين السوريين، وتؤكد أن هذه الحكومة تقدم تحالفها مع بشار الأسد وولاءها لطهران على أي مبادرات إنسانية، حتى ولو كانت من باب رد الجميل لشعب احتضن العراقيين سنوات طويلة منذ ثمانينات القرن الفائت، مرورا بسنوات الحصار في التسعينات، وانتهاء بالأعوام التي أعقبت الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.
ومما يؤكد على نهج حكومة المالكي تجاه معاناة السوريين أن ﻧﻘﻄﺔ اﻟﻌﺒﻮر اﻟﺤﺪودﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻣﻐﻠﻘﺔ أﻣﺎم اﻟﻼﺟﺌﻴﻦ اﻟﺴﻮرﻳﻴﻦ.
قائمة بالجهات الأمريكية المانحة وحجم مساهمتها:
1- الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية/ مكتب المساعدات الأمريكية الخارجية للكوارث (USAID/OFDA) 272 مليون دولار، قدمت أكبر مساعداتها للمنظمات غير الحكومية (أكثر 200 مليون دولار من أصل 252 مليون دولار قدمتها في 2013)، وهنا يلاحظ أن مساعدات هذا المكتب قفزت بشكل كبير بين 2012 و2013، ففي العام الماضي لم تتخط 20 مليون دولار، بينما فاقت 252 مليون دولار في هذا العام.
2- الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية/ مكتب الغذاء من أجل السلام USAID/FFP)) 443 مليون دولار، وزع هذه المساعدات بين طرفين فقط، هما المنظمات غير الحكومية (70 مليون دولار)، وبرنامج الغذاء العالمي (325 مليون دولار وزعت مناصفة لإغاثة النازحين داخل سوريا واللاجئين خارجها)، وقد تضاعف حجم مساهمة هذا المكتب من 47 مليون دولار في 2012 إلى 396 مليون دولار في 2013
3- مكتب السكان واللاجئين والهجرة التابع لوزارة الخارجية الأمريكية State/PRM)) 635 مليون دولار، وهو أكبر الجهات الأمريكية المانحة، وقد خصص أكثر من نصف مساعداتها لمفوضية اللاجئين لإغاثة اللاجئين في الدول المجاورة لسورية (قدم 312 مليونا دولار من أصل 582 مليونا أنفقها المكتب في 2013)، وقد قفز حجم مساهمة هذا المكتب من قرابة 52 مليون دولار في 2012، إلى 583 مليون دولار في 2013.
إجمالي المساعدات الأمريكية خلال 2012 و2013 هي مليار و349 مليون دولار.
أرقام ذات دلالات:
* 6.8 مليون شخص داخل سوريا يحتاجون للمساعدة بحلول نيسان 2013، ما يعني أن الرقم حاليا يمكن أن يكون بعد مضي 7 أشهر قد تخطى حاجز 8 ملايين.
* 5 مليون نازح داخل سوريا، حتى سبتمبر 2013.
* 2 مليون سوري لجؤوا إلى الدول المجاورة، حتى سبتمبر 2013، منهم 756 ألفا في لبنان، 523 ألفا في الأردن، 492 ألفا في تركيا، 192 ألفا في العراق، 126 ألفا في مصر.
التعليق