ساعة فيسبوكية عالية التوتر"تنفض" كهرباء النظام.. وتكشف تسلط الشبيحة

ساعة واحدة فتح فيها وزير كهرباء النظام عماد خميس صفحة وزارته على "فيس بوك" لأسئلة الناس، كانت كافية لنشر "الغسيل غير النظيف" لحكومة بشار الأسد، إن من ناحية تهاوي قدرتها على الوفاء بواحد من أهم مقومات الحياة (أي الطاقة)، أو من ناحية تسلط "الشبيحة" على البلاد، واستجداء مسؤول من رتبة وزير لهم حتى يأذنوا له بتوصيل الخدمة لهم!!

ولأن السوريين وحدهم يعرفون معنى "نفضته الكهرباء" (أي صعقته)، فقد اختاروا "نفض" الوزير ووزارته، بسيل من الأسئلة "عالية التوتر"، ما دفع الوزير للانسحاب بعد قرابة 12 سؤالا، قائلا: "نعتذر عن عدم الإجابة عن كل الأسئلة بسبب الكم الهائل منها وضيق الوقت".

وقد تابعت "اقتصاد" جانبا من الأسئلة التي تلقاها وزير الكهرباء على صفحة الوزارة ظهر اليوم الإثنين، وما جاء عليها من ردود، علما أن خطوة وزير الكهرباء بفتح "ديوانه الفيسبوكي" أمام "المواطنين"، جاءت بعد أن أصابت لعنة "اختفاء" الكهرباء الأحياء الموالية، وهي التي لم تكن تصيب من قبل إلا الأحياء الثائرة طيلة ما يقرب من سنتين ونصف، حيث كانت الأولى تنعم بالتقنين المعتدل، أما الأخرى فتشقى بانقطاعات لا تنتهي.
وستبدأ "اقتصاد" بعرض عينة من أسئلة "الشبيحة"، التي كانت ردود الوزير فيها أقرب إلى الوضاعة من التواضع، رغم "قوة عين" السائلين، وتجرؤهم على "مقام" الوزير .. يقول أحد السائلين: "قرى الساحل السوري تشكر وزارة الكهرباء على المكرمة بتوفير الكهرباء لمده ساعتين في اليوم، أكيد هي مكافأة على التضحيات مو هيك"؟

جواب الوزير: "واجبنا تأمين الكهرباء على مدار الساعة، وإنشاء الله الازمة ستنتهي قريبا ويعود الوضع أفضل".

ويقول سائل أخر، معلقا: "الانقطاعات الماكرة وغير المبررة في منطقة الساحل السوري وخصوصا اللاذقية و جبلة أمر غير مقبول.. إلى متى سيبقى الساحل يدفع ثمن التخريب المستمر من مخصصاته الكهربائية"؟
جواب الوزير (من اللافت إدخاله كلمات الشكر لجيش النظام في موضوع يتحدث عن انقطاع الكهرباء!): "الأعطال قيد المعالجة في منطقة جبلة، أما التقنين فسيتم الحد منه بتوفر كمية أكبر من الوقود، وهذا مانعمل عليه مع وزارة النفط، مع الشكر لكل تضحيات الجيش العربي السوري الذي يسعى لإعادة الأمن".

أما الجواب الأكثر "فضائحية" فجاء ردا على استفسار أرسله أحد القاطنين في قلعة من قلاع التشبيح وسط دمشق، وهي حي مزة 86، وفيه يقول السائل: "أنا بالمزة 86 خزان وعنا ما في وقت محدد لقطع الكهربا والطوارئ الموجوده بالمزة منقدم شكوى بالعطل ولازم نداوم عندن بالمكتب لمده عشرة أيام ع الأقل ليتفضلو ويطلعو يصلحو، مع العلم أنو هي المشكلة بعلم مدير كهرباء دمشق لأن قدمنا شكوى عندو والأستاذ جهاد ميرا والأستاذ محمد محلا بيعرفو بهي المشكلة طبعا ولازم نقدم المعلوم مشان يطلعو".

جواب الوزير (مستجديا وكاشفا عن منع من سماهم الأهالي وزارته من ممارسة عملها!): "نطلب من أهلنا في حي 86 بتأمين مواقع لمراكز التحويل، حيث قام بعض الأهالي بمنع عمال الطوارئ بإقامة مراكز تحويل.. ومسؤوليتنا المتابعة للمعالجة".

وفي سؤال وجواب يكشفان مدى انهيار النظام في تأمين الكهرباء حتى لضواحي دمشق، يقول سائل: "نحن في منطقة قدسيا تحديدا قدسيا خياطين لانرى الكهرباء سوى 5 أو 6 ساعات باليوم، هذا إذا لم يحصل عطل، وغالبا يوجد عطل كل 3 أيام أو أقل"

جواب الوزير: "فيما يتعلق بتقنين ريف دمشق خلال هذه الأيام يصل إلى 12 ساعة، بسبب واقع الوقود ومشكلة الأعطال. سيتم توجيه لمتابعة الأعطال الطارئة خارج وقت التقنين".

وقد علق أحد القاطنين في ريف دمشق على مدة "12 ساعة" التي ذكرها وزير كهرباء النظام، بالقول إن الوزير صادق في قوله فقط إذا كانت ساعات اليوم قد صارت 12 بدل 24 ساعة، لأننا لا نرى الكهرباء مؤخرا أحيانا طيلة اليوم، وأحيانا طيلة يومين متتاليين!

ورغم أن حلب الأكثف سكانيا وهي من بين أشد المحافظات معاناة كهربائية، فإن نصيبها من الأسئلة كان سؤالا واحدا فقط، ولكنه كان كافيا لإسقاط ورقة التوت التي يداري بها النظام عجزه، وقد قال السائل: "إلى متى سيبقى وضع الكهرباء هكذا في حلب أربع ساعات بالأربع وعشرين ساعة"؟

جواب الوزير: "نحن جادين بإصلاح 4 خطوط الأخرى، ورشانتا تتابع العمل منذ أكثر من عشرين يوم، بالأيام 4 الأخيرة المجموعات الإرهابية كثفت اعتدائتها على العمال وجرح أحد العمال، رغم ذلك نتابع ونشحن العمال بالمعنويات للمتابعة بهذه الظروف"

(لاحظوا أن "المجموعات الإرهابية" كثفت "اعتداءتها" طوال 4 أيام ما نجم عنه إصابة عامل واحد، فكيف لو لم تكثف "اعتداءتها"!).

أما محافظة السويداء فقد حملت شكوى قال فيها السائل: "نحنا بمحافظة السويداء التقنين عنا مو عادل أبدا.حسب الحارات كل حارة ساكن فيها مدير كهربا أو غيرو ما بتقطع بشكل كامل وبيتحمل تقنينن على خطوط غيرا"

جواب الوزير: "هذه أول شكوى تصل على إدارة كهرباء سويداء، ولو كان ذلك سيتم التدقيق".

ترك تعليق

التعليق