رحلة الجوع مستمرة..ناشطون ينفون وصول مساعداتٍ إغاثية إلى "اليرموك"

نفى ناشطون وصول أي مساعداتٍ إغاثية إلى مخيم اليرموك، بعد أنباءٍ تحدثت عن عودة دخول القافلة التي سبق وتعرضت لإطلاق نارٍ عند نقطة البويضة.
مصادر من داخل المخيم تؤكد استمرار الحالة الإنسانية الصعبة للأهالي المحاصرون منذ أكثر من ستة أشهv، حيث لا يجدون ما يقاتوت منه، سوى بعض الحشائش، وانتشر مؤخراً الصبار الذي يقومون بتقشيره وطهوه، في الوقت الذي لا يسطيع أحد السير باتجاه بساتين يلدا والحجر الأسود خوفاً من القناصة التي سبق وأودت بحياة شابين وامرأة حاولوا البحث عن الثمار والغذاء في تلك البساتين.

حسان الدمشقي ناشط إغاثي ومؤسس هيئة همسة الطبية أكد أن الناس اليوم تشتري الشورية مع قليل من الماجي، ويتم بيع الكأس منها بـ 100 ليرة، وهناك من يحاول خلطها بقليلٍ من اللحم، لحماية العائلات من حالاتٍ تسمم حدثت فعلاً في مشفى فلسطين، وذلك نتيجة تناولها من دون إضافة أي مواد مغذية عليها.

ويتحدث الناشط بحرقةٍ عن حال مئات الأشخاص ممن وقفوا قبل يومين بانتظار المساعدات التي كانت على بعد بضعة أمتارٍ من المخيم، حيث كانوا يتلهفون لاستلام مساعداتٍ تنقذهم من شبح الموت جوعاً، لكنهم عادوا بأمعاءٍ خاوية ويدين فارغتين، ليكملوا صراعهم من أجل البقاء بعد أن حصد الجوع أكثر من 45 شهيد.

والمحاصرون داخل المخيم وعددهم حوالي 40 ألف نسمة، اعتادوا في بداية الحصار على تناول السبانخ والفجل وغيرها من الخضراوات، كما صنعوا الخبز من طحين العدس وطحين البزر، لكنهم اليوم لا يجدون ما يقتاتون منه، وبعضهم يحاول تناول أي شيءٍ يقع في يده، ما أدى إلى وصول حالات تسممٍ غذائي مجهولة السبب.

والحالة الإنسانية السيئة أدت بأحد الآباء إلى محاولة حرق أبنائه في المخيم لأنه لا يجد ما يطعمهم إياه، وآخر اختار الانتحار لعجزه عن تأمين كسرة خبزٍ واحدة لوالدته وأخواته، في حين ذهب آخر إلى رمي ابنته في الشارع وتركها لأنه لم يجد له نقطة حليبٍ واحدة.

وكل ما يقال عن الهدنة والمبادرة الخاصة بتحييد المخيمات، لا يجد فيها الناشطون سوى كلام لا يقدم لهم أي كسرة خبز، بعد كل مبادرات حسن النية التي قدمها المخيم، وما يقابلها من ردة فعل تعبر عن سوء نية النظام، ففي كل مرة تسير بها القوافل إلى المخيم يفتعل اشتباكات وهمية لمنع المساعدات من الوصول.

ترك تعليق

التعليق