مَن يحمي الفتيات القاصرات في " الزعتري "؟

تعد الفتيات الصغيرات الحلقة الأضعف والأكثر عرضة للخطر في مجتمع مفتوح ومغلق في آن معاً كمخيم الزعتري بسبب انتشار حالات التوتر والاضطراب والتسيب في سوء أوضاع اللاجئين وشيوع حالات التحرش الجنسي التي يقوم بها شبان متسيبون.

وتشير إحصائيات مديرية الأمن العام الأردني إلى ارتفاع عدد قضايا الاعتداءات الجنسية على النساء والأطفال إلى 10 حالات خلال العام المنصرم 2013.
وهذا الوضع يفرض على الآباء والأمهات مسؤوليات شاقة تتضاعف فيما إذا كان أولو الأمر مصابين أو من ذوي الاحتياجات الخاصة. 

محمود ادريس لاجئ سوري مصاب بشظية في ظهره عانى الأمرّين كما يقول لحماية أطفاله الثلاثة واثنتان منهما قاصرتان وكان بمثابة العين الساهرة بالنسبة لهم "كنت ما أمّن أنو تطلع "حريمة " من حريماتي "بناته وزوجته – على باب الخيمة لأنو في زعران"، مما استدعى أن يسهر على حماية أطفاله ليلاً ونهاراً.
ويضيف "تعبت كتير وقضّيت" عانيت- بمخيم الزعتري، وأنا شوفة عينك مصاب بشظية في ظهري". 

منى الزعبي طفلة لم تتجاوز العاشرة من عمرها تعيش وسط أسرة ابتلي ثلاثة من أفرادها بإعاقات في النطق والسمع، ما زاد من صعوبة حمايتها وحماية أشقائها من الأخطار المحيطة بها تقول بلغة الطفولة البريئة:"أبي وأمي ما بيسمعو ولا بيحكو وكمان أخي الصغير ما في غير أنا وأخي الثاني سليمين"
ورغم ذلك يتفاهم والدها معهما بلغة الإشارة "بينبهنا أنو ما نطلع برا الخيمة وإذا طلعنا بندخل الخيمة قبل الساعة 2 ظهراً لأنو بالمخيم (زعران)" 

حماية الأطفال وبالذات القاصرات منهم هي مسؤولية الآباء بالدرجة الأولى تجاه المشاكل التي يعانونها، كما يرى اللاجىء عبد السلام الخضير، معتبراً أن "اللاجىء السوري يعيش في غير مكانه الأصلي وفي مجتمع يمكن أن يكون جديدا عليه ولا يخلو من المشاكل، والأطفال عرضة لمثل هذه المشاكل ولذلك يجب على آبائهم أن (يضبوهم) من الشوارع وأن يرشدوهم إلى أن هذا المجتمع فيه الجيد وفيه السيء وهذا يقتضي أن يكون الإنسان حريصاً جداً على أولاده والحرص -كما يقول الخضير- أمر طبيعي لأن هذا المجتمع غريب على أطفاله ومختلف في عاداته وتقاليده. 

الدكتور يسر ناصر أستاذ علم الاجتماع يرى بدوره أن التعرض للفتيات الصغيرات نتيجة حتمية لتفكك البيئة التي يعيش فيها الأفراد وانهيار القيم الاجتماعية والأخلاقية، فحينما تكون هناك حروب وثورات وزلازل .. إلخ نجد أن القيم والأعراف التي كانت قائمة تسقط أو تختفي، فيصبح هناك تفكك في الأسرة والبيئة التي يعيش فيها الأفراد هذا التفكك والانهيار في القيم والمعايير يدفع بعض الشبان المتسيبين لأن يُقْدِموا على مثل هذه الأعمال لأنهم -بحسب الدكتور يسر "لايجدون من يراقبهم ويعاقبهم"، ولذلك من الضروري جداً أن تكون هناك مراقبة حثيثة خاصة للأطفال والقاصرات تحديداً لأنهن لا يستطعن الدفاع عن أنفسهن.

ترك تعليق

التعليق