باعتراف مفوضية اللاجئين..صورة الطفل مروان التائه في صحراء الأردن مفبركة !

انشغل العالم بقصة الطفل السوري مروان ذي الـ 4 سنوات الذي قيل إن موظفي المفوضية السامية للاجئين عثروا عليه وحيداً في صحراء الأردن، وفي يده (ألعابه) التي وضعها في كيس بلاستيك.

 ولكن مفوضية اللاجئين ما لبثت أن نشرت تصويباً لخبر الصورة موضِّحة أنه كان ضمن قافلة من الشتات السوري هائمة في الصحراء، وأنه كان يسير في الجزء الخلفي من المجموعة، وفي هذا السياق غرد ممثل الامم المتحدة للاجئين السوريين في الأردن (اندرو هاردر)على موقع تويتر بعبارة ثناء للمصور "جارد كوهلر" على الصورة الحقيقية التي التقطها للطفل مروان والتي يبدو فيها وحيداً وسط مجموعة من موظفي مفوضية اللاجئين، بينما قام المصور كوهلر بممارسة نوع من التضليل حينما اجتزأ هذه الصورة التي يبدو فيها مع مجموعة ليقول إنه كان تائهاً في صحراء الأردن وإن موظفي الأمم المتحدة عثروا عليه هناك، لتتلقف صحف العالم هذه الصورة ومنها "تايم" الأمريكية.

 وعمد هاردر فيما بعد إلى نفي أن يكون قد ذكر أن الطفل مروان كان وحيداً، بل كان يبعد بعض الأمتار عن أهله، متهماً وسائل الإعلام بتحريف ذلك. وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية: "مروان لم يكن وحده عندما عبر الحدود، بل كان فقط خلف مجموعة اللاجئين، وانفصل عن عائلته لدقائق قصيرة"، قام المصور خلالها بالتقاط الصورة التي شغلت الناس.

وهكذا انشغل العالم عن براميل الموت والمجازر والفظائع ومئات الأطفال الذين تحولوا إلى أشلاء على يد قوات النظام الاسدي وصواريخه وقنابله وبراميله الفتاكة بقضية الشتات، وكأننا نستعيد ذكرى "التغريبة الفلسطينية" وشتات اللاجئين الفلسطينيين عام 1948 الذي فروا إلى الدول العربية تحت ظروف القتل والمجازر والدمار الذي طال بيوتهم من قبل عصابات الكيان الصهيوني، فالعام بدأ يختزل معاناة السوريين بقضية شتاتهم ولجوئهم الى دول الجوار أو قبولهم كلاجئين في دول الغرب التي كان الوصول اليها والإقامة فيها قبل الثورة حلماً صعب المنال بينما تتدافع هذه الدول اليوم لقبول اللاجئين السوريين فيها بدل أن تسعى لحل المشكلة التي دفعتهم للجوء.

وسبق لممثل الأمم المتحدة هاربر أن نشر تغريدة سابقة عن صورة طفلة تدعى "رغد" في الخامسة من عمرها فرّت من جحيم الحرب من مدينة درعا قائلاً: (إنها تنتقل وحدها مع مخدتها الى بر آمن عند الحدود الأردنية"). وبعد دقائق ثلاثة نشر صورة لرغد وأفراد عائلتها وكتب يقول "التحقت بهم لينزحوا جميعاً إلى الحدود الأردنية".

وفي هذا السياق كتبت الصحفية "جهينة خالدية" على صفحتها في "فيسبوك" تقول: (لا تحتاج آلام الشعب السوري إلى كذب. لا تحتاج صور الأطفال، جوعى وجرحى وقتلى، إلى تضخيم. هول ما يصلنا من سوريا كل يوم يبدو في حد ذاته غير حقيقي لفرط بؤسه.. لكن صورا مجتزأة أو منتزعة من سياقها أو مفبركة، لن تزيد عدد المتضامنين مع مأساة الشعب، ولن تصوب الرأي العام في اتجاه معاناة اللاجئين.. بل ستجعل ذلك البؤس مشكوكاً فيه).

ترك تعليق

التعليق