قبول الطلبة السوريين في الجامعات التركية، فرصة أم حل جذري؟

"صهيب" الطالب الجامعي الخارج للتو من حلب المحررة، بعد عام من دراسة الكيمياء في حلب وعام من الانقطاع عن الدراسة، عاد مجدداً لاستدراك ما فاته، مدعوماً بالقرار الذي أصدرته الحكومة التركية والقاضي بقبول الطلبة السوريين في الجامعات التركية.
آلاف من الطلاب السوريين لا يختلف حالهم عن حال صهيب، فقد قضوا الأيام الماضية في البحث والاستفسار لإنقاذ مستقبلهم الدراسي.

جامعة غازي عينتاب، شروط وإجراءات

في حيثيات تنفيذ هذا القرار في الجامعات التركية قال الدكتور جاهِد باغجي نائب رئيس جامعة "غازي عينتاب" : إن تنفيذ القرار قائم، وأن عشرات الطلبة يتقدمون يومياً للتسجيل في جامعة "غازي عينتاب" التي تضم 15 كلية بمختلف الفروع العلمية والأدبية وتتم الدراسة فيها باللغة الإنكليزية بالنسبة للكليات "الطب –الهندسة-العمارة –قسم اللغة الإنكليزية والأدب الإنكليزي" وباللغة التركية بالنسبة لباقي الكليات، ويقبل تسجيل الطلبة الذين حصلوا على الشهادة الثانوية بدون وضع اعتبار للسنة الدراسية التي تم فيها الحصول على الشهادة.

وفيما يتعلق بالأوراق المطلوبة يضيف باغجي: "على الطالب الذي يرغب في التسجيل أن يقدم استمارة طلب التقديم، الشهادة الثانوية بنسختها الأصلية مترجمة إلى التركية أو الإنكليزية، بالإضافة إلى صورة عن جواز السفر، وصورتين شخصيتين مع رسوم التقديم وهي 100 ليرة تركية يمكن تقديمها لمن لا يحمل هوية تركية إلى أمين صندوق رئيس قسم الصحة والثقافة والرياضة في الجامعة، ويحق للمتقدم المفاضلة على ثلاث كليات من كليات الجامعة، وتُعلن النتائج بتاريخ 22 أيلول المقبل، كما سيصدر بعد 16 آب قرار بقبول نقل الطلبة السوريين من الجامعات السورية إلى جامعة "غازي عينتاب" بحسب توفر الشواغر".

وحول عائق اللغة أوضح لنا الدكتور ياغجي أن الطلبة الذين يقدمون شهادة كفاءة تركية (c1) بإمكانهم البدء بالدراسة في كلياتهم مباشرة في حين يخضع الطلبة الذين لم يقدموا هذه الشهادة لامتحان يحدد مستواهم في اللغة التركية وفي حال الرسوب سيضطر الطالب لدراسة اللغة التركية لمدة عام في "التومر" .

وكذلك الأمر بالنسبة للطلبة الذي يقدمون شهادة كفاءة انكليزية فإنهم يدرسون في كلياتهم مباشرة، وإن لم تتوفر هذه الشهادة، فإنهم يخضعون لامتحان اللغة الانكليزية لجامعة "غازي عينتاب" وفي حال الرسوب يدرسون لمدة عام في صفوف اللغة التحضيرية في الجامعة.

وحول الكليات التي تعتبر الأكثر جذباً للطلبة السوريين وأهم المشكلات التي تواجههم، يقول الدكتور "محمد رشيد" مدير البعثات والعلاقات الجامعية في وزارة التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة: "يوجد في تركيا 182 جامعة، 120 منها هي جامعات رسمية وتعد الجامعات في مدن الشريط الحدودي "أنطاكيا، غازي عينتاب ، كلس، مرعش، أورفا..." الأكثر جذباً للطلبة السوريين حيث بلغ عدد الطلاب المتقدمين للتسجيل في جامعة "عازي عينتاب" وحدها 3 آلاف طالب، وأبرز المشاكل التي يعاني منها الطلبة هو شرط وجود جواز السفر حيث لا يتوفر عند كثير من الطلبة وبالتالي يحول دون دخولهم الجامعة، هذا بالإضافة إلى البطء في الإجراءات التي تتخذها مديرية التربية في "عازي عينتاب" بسبب الضغط الكبير الذي تعاني منه، مما يؤخر معاملات الطلبة في بعض الأحيان".

تجربة التسجيل هواجس ودروس مستفادة

ويتحدث الشاب السوري "نزار " القاطن في مخيم نيزب عن تجربتة في التسجيل ويعرض مخاوفه من عدم القبول :" أول درس مستفاد من التسجيل هو عدم إضاعة الوقت، لو قبلت الآن في الجامعة فإنني سأضطر إلى انفاق عام كامل في دراسة اللغة التركية، ولو أنني استثمرت العام الذي قضيته في تركيا بتعلم لغتها لكسبت عاماً كاملاً، أما بالنسبة للمخاوف فأبرز مخاوف الطلبة تتمحور حول امكانية عدم القبول في الجامعة، فحامل الشهادة الثانوية من السوريين والمقيم في تركيا إن لم يتمكن من إكمال دراسته الجامعية هنا، ماذا يمكن أن يفعل، وما هو المستقبل الذي ينتظره، هذا بالإضافة إلى مخاوف من تصاعد النظرة السلبية عند بعض الأتراك تجاه السوريين وما قد يولده ذلك من تشنج نتمنى أن لا ينتقل بأي شكل من الأشكال إلى الجامعة".

فرصة لحل معضلة التعليم بالنسبة للطلاب السوريين تقدمها الحكومة التركية، على أمل أن تأتي الساعة التي يتمكنون فيها من العودة لاستكمال دراستهم على أرض الوطن، سوريا.

ترك تعليق

التعليق