يهودي يتهم "الجيش الحر" ببيع "سوتلوف" ويُدين الدعوات لدعمه أمريكياً والإدارة تنفي

اتهم صديق، وُصف بـ"المقرّب" للصحفي الأمريكي الثاني الذي ذبحته "داعش"، ستيفن سوتلوف، بأن مقاتلين في الجيش السوري الحر باعوه لـ"داعش" مقابل مبلغٍ قد يصل إلى 50 ألف دولار أمريكي. لكن متحدثاً باسم البيت الأبيض، بواشنطن، نفى دقّة هذه المعلومات.

وفي حديثٍ مع صحيفة "إندبندنت" البريطانية، أكد باراك بارفي، الذي وصف نفسه بأنه صديق مُقرّب لـ "سوتلوف"، أن "الجيش الحر" باع "سوتلوف" لـ"داعش"، عبر معلومة أدت إلى اعتقال الأخير من جانب التنظيم داخل سوريا. وهي معطيات أكدها في حديثٍ مع "سي إن إن" الأمريكية ومع وكالة "رويترز" الإخبارية.

تجدر الإشارة إلى أن ستيفين سوتلوف، كما اتضح لاحقاً، هو يهودي ويحمل الجنسية الإسرائيلية، وهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية منذ سنوات. ويتضح من صيغة اسم صديق سوتلوف، باراك بارفي، أنه يهودي هو الآخر. وقدم نفسه على أنه متحدث باسم عائلة الصحفي الأمريكي.

وقال باراك بارفي أن "ما يسمى بالمعارضة المعتدلة التى يطالب البعض الإدارة الأمريكية بدعمها، قد باعت الصحفي الأمريكي مقابل شيء ما بمبلغ يتراوح ما بين 25 إلى 50 ألف دولار، وكان هذا السبب وراء اختطافه".

وحسب ترجمة لصحيفة "اليوم السابع" المصرية، نسب بارفي الذي يعمل باحثاً بمؤسسة أمريكا الجديدة معلوماته إلى مصادر على الأرض، مشيراً إلى أنه رأى ستيفين فى صباح أحد الأيام بشهر مارس - آذار 2013 عندما تم خطفه، و"قال له حينئذ إنه داخل سوريا، لكن شخصاً ما على المعبر الحدودي مع تركيا أجرى اتصالاً هاتفياً بداعش، وأقاموا نقطة تفتيش مروري زائفة حتى استطاعوا اختطاف ستيفين ومن معه دون أن يستطيعوا الفرار".

تصريحات بارفي، الذي يتضح من اسمه أنه يهودي هو الآخر، وربما، على الأغلب، إسرائيلي أيضاً، تُدين التحالف المُزمع بين الإدارة الأمريكية وبين فصائل في الجيش السوري الحر، ضد "داعش"، وتضع جميع فصائل الجيش الحر في بوتقة واحدة، عبر الإيحاء بأنها فصيلٌ واحدٌ، أو مجموعة لها ذات القيادة والهيكل التنظيمي، وهو أمر غير دقيق، كما يعرف كل مطلع على الشأن السوري.

ومن غير الواضح بعد غايات تصريحات بارفي تلك، لكن المعطيات التي أعلن عنها، لم تذكرها أية جهة محلية أو إقليمية أو دولية، بعد، ويبدو أن بارفي ينفرد بها لوحده، مما يشي بأنه مدفوعٌ من جهات، قد تكون إسرائيلية، للتشكيك بجدوى التحالف الأمريكي المُزمع مع فصائل في الجيش الحر ضد "داعش"، وربما ضد الأسد لاحقاً.

بدوره، نفى البيت الأبيض في العاصمة الأمريكية صحة المعطيات التي أدلى بها بارفي. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست يوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة ليست لديها معلومات تشير إلى أن الصحفي الأمريكي ستيفن سوتلوف الذي ذبحه تنظيم الدولة الاسلامية "بيع" للتنظيم من قبل مقاتلين معتدلين في المعارضة السورية.

وقال إرنست للصحفيين "على أساس المعلومات التي قدمت لي لا أعتقد أن هذا دقيق."، وفق وكالة رويترز.

وأشار إلى تحقيق لمكتب التحقيقات الاتحادي حول مقتل سوتلوف شمل "كيفية سقوط السيد سوتلوف في أيدي تنظيم الدولة الإسلامية...".

وقال بارفي لشبكة "سي.إن.إن" التلفزيونية إن أسرة سوتلوف علمت من "مصادر في الميدان" لم تحدد أن عضوا في مجموعة سورية معتدلة اتصل بمتشددي الدولة الإسلامية بشأن سوتلوف. وأكد بارفي تصريحاته يوم الثلاثاء لرويترز.

وكان بارفي قد أكد لشبكة "سي إن إن" الأمريكية أن أسرة سوتلوف غاضبة من الطريقة التي أدارت بها إدارة أوباما الأزمة لكنه لم يقدم تفاصيل وقال إن الأسرة ستتحدث بنفسها قريباً.

ويعتزم الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، دعم جماعات مسلحة في "المعارضة المعتدلة" بسوريا، لمواجهة "داعش"، وتصريحات بارفي، اليهودي، سابقة التفصيل، تُدين ذلك مُسبقاً. مع الإشارة إلى أن مراقبين يعتقدون أن هذا التحالف قد يُطيح لاحقاً بنظام الأسد أيضاً.

ترك تعليق

التعليق