ما الذي يجري في سوق العملات؟...الدولار، اليورو، والليرة السورية

مع اقتراب اليورو والدولار من التساوي في قيمتهما النقدية، وانخفاض الليرة السورية إلى أكثر من 250 ليرة للدولار، يعتقد كثيرون أن الدولار هو الذي يرتفع، وأن ما يحدث في باقي سوق العملات إنما هو نتيجة طبيعية لهذا الارتفاع. إلا أن ما يجري أن اليورو هو الذي ينخفض أمام الدولار بدفع من المركزي الأوروبي، فيما تواصل الليرة السورية انهيارها الطبيعي أمام الدولار في مؤشر على انهيار الاقتصاد النقدي في البلد.

وكان انخفض اليورو أمس أمام الدولار ليسجل أدنى مستوى له في 12 عاما دون 1.05 دولار مع بدء البنك المركزي الأوروبي برنامجه لشراء السندات الذي سيضخ خلاله تريليون يورو في الاقتصاد.

ويشكل هذا الانخفاض لليورو مقابل الدولار، ضربة قوية للاقتصاد الأمريكي، حيث إنه يفقده الكثير من المزايا التنافسية أمام الاقتصاد الأوروبي.

ومنح الهبوط المتواصل لليورو خلال العام الماضي دعما قويا لنتائج أعمال الشركات الأوروبية بعد سنوات من جمود الأرباح.

وينظر إلى الانخفاض في العملة الأوروبية على أنه سيترجم إلى زيادة 10-13 بالمئة في الأرباح هذا العام.

من جهة أخرى سجلت الليرة السورية اليوم انخفاضا جديدا أمام الدولار مسجلة 253 ليرة، على الرغم من إعلان مصرف سوريا المركزي، قبل أيام، أنه ينوي اتخاذ حزمة من الاجراءات الجديدة للمحافظة على سعر صرف الليرة ومنع انهيارها.

وفي المقابل يرى مراقبون أن المركزي السوري فقد القدرة تماما على التدخل ووقف تدهور الليرة، في ظل مؤشرات اقتصادية عديدة تشير إلى أن اقتصاد نظام الأسد شارف على الانهيار وأنه بات ينتظر المساعدات القادمة من إيران.

ويتوقع المراقبون أن تواصل الليرة السورية الانخفاض في الأيام القادمة لتصل إلى حدود 300 ليرة للدولار، وقد تتجاوز هذا الرقم بكثير في ظل عدم الاستقرار النقدي في الأسواق العالمية.

ترك تعليق

التعليق