فريق الطوارئ السورية التطوعي...قصّة نجاح إغاثي بمصر

تعاني الجمعيات والمؤسسات الإغاثية السورية التي تعمل في جمهورية مصر حالياً من شح الموارد وقلة الامكانيات للحصول على تبرعات عينية ومادية، وفي الوقت ذاته تتّهم هذه المؤسسات بالتقصير أو اقتصار الدعم على فئة أو شريحة بعينها.

ويبدو أن واقع هذه المؤسسات اليوم مغاير تماماً للظروف التي بدأت أو نشأت فيها قبل ثلاث أعوام، فأغلب المؤسسات أو الجمعيات الإنسانية أو الإغاثية التي تعمل  حالياً في مصر تعاني من أزمة تمويل.
 
وفي ظل هذه الظروف والمعطيات ظهرت مبادرات فردية ناجحة سرعان ما تحولت إلى عمل جماعي منظم "مؤسساتي" يمد يد العون أو المساعدة تارة ويزرع الابتسامة تارة أخرى، ومن هنا جاءت فكرة تشكيل فريق الطوارئ السورية التطوعي والذي أعلن انطلاقته في منتصف 2014 من خلال ناشطين سوريين مهتمين بالشأن العام لخدمة أكبر شريحة من اللاجئين السوريين في مدينة السادس من أكتوبر بالقرب من القاهرة.
 
تمويل ذاتي وعمل دون أي مقابل
 
يرى "شاهر رجوب"، المنسق الميداني للفريق، أن فكرة انطلاق الفريق جاءت من حاجة سوريا المستقبل إلى المزيد من العمل الإغاثي والتنموي والإنساني، وأن فكرة العمل وتجربة الفريق لن تقتصر على جمهورية مصر، ويمكن أن ننقل خبرة العمل إلى دول أخرى ومنها سوريا مستقبلاً بعد انتصار الثورة السورية.



ويتابع رجوب أن تمويل الفريق ذاتي وعمل أعضاء الفريق تطوعي دون أي مقابل، ومع بداية العمل في الفريق كان أمامنا مجموعة من التحديات أههما أن نصنع شي من لا شيء، وأن نعطي بدون مقابل، يضاف إلى ذلك خطة إعادة بناء الثقة مع الجهات المانحة أو المتبرعين من جهة ومع الأشخاص المستفيدين من جهة أخرى، ويضيف رجوب: "الحمدلله يمكن القول أننا كفريق نجحنا في تخطي أغلب هذه التحديات، وقد استطاع الفريق العمل على إنجاز العديد من النشاطات، كان أههما: حملة شعاع أمل هي حملة لإدخال الفرحة على قلوب الأطفال، أقيمت على مرحلتين، المرحلة الأولى تمت بمشاركة أكثر من 150 طفل من أبناء الشهداء والأيتام، و المرحلة الثانية أقيمت منذ أسبوع لأكثر من 100 طفل".

ويوضح محمد الراعي، مسؤول العلاقات العامة، أن الفريق يحاول التواصل بشكل دائم مع الجهات المانحة والمتبرعين، وكجزء من النشاط الاجتماعي والتفاعل تم إطلاق المنتدى الثقافي السوري في مصر، والذي يقام كل يوم سبت من كل أسبوع، كما قام الفريق بإقامة معرض للألبسة الشتوية ومن خلال معارض الألبسة يتم تقديم ألبسة مستعملة وجديدة بأسعار زهيدة من 5 إلى 10 جنيه  مصري فقط، إلى جانب حملات لتوزيع السلل الغذائية، إضافة إلى توزيع الأدوية المجانية للأسر المحتاجة، وفعالية يوم الأم السورية بحضور150 أم شهيد وزوجة شهيد في حفل أقيم لتكريمهن.



وفي الجانب التعليمي، يوضح "شاهر رجوب"، المنسق الميداني، أن الفريق أقام العديد من الدورات التعليمية المجانية للأطفال لجميع المراحل الدراسية، إضافة إلى دورة محو أمية للأمهات السوريات باللغة الإنكليزية، وتم افتتاح صف خاص للأطفال المتأخرين ذهنياً، ودورات إسعاف أولية، وتم المشاركة مع منظمات إغاثية كبيرة في نشاطات مختلفة، والمشاركة في المناسبات الدينية والاجتماعية.
 
تأهيل 350 شاب وشابة من السوريين لدخول سوق العمل

تنال المؤسسات والجمعيات الإغاثية الكثير من الانتقادات، سواء من الجهات المانحة أفراداً أو مؤسسات، أو من المستفيدين من جهة أخرى، ولا تحظى بالشكر والامتنان في أغلب الأحيان، كما أنها لم تقدم أي مكاشفة في الإنفاق والمصروفات.
 
وهنا يقول رجوب أن الفريق يتواصل مع رجال الأعمال والمتبرعين، وكنوع من التشبيك نقوم بربط المستفيدين والمحتاجين بشكل مباشر مع بعضهم، كما أننا على عكس أغلب الجهات الإغاثية، لا نطلب معلومات من المستفيد سوى الاسم ورقم الهاتف، ونعمل على دراسة الحالة الاجتماعية من خلال باحثين لديهم الخبرة الكافية، وعمل الفريق يتم وفق إيصالات مكتوبة، وخلال خطة بناء الثقة تم عقد اتفاقيات مع هيئة إنقاذ الطفولة الدولية من خلال مشروع "سبل" لتأهيل أكثر من 350 شاب وشابة من السوريين لدخول سوق العمل المصري، إما من باب المشاريع الصغيرة أو العمل الإنساني، كما تم كفالة 82 طفل من الأيتام السوريين في أكتوبر بمبلغ شهري، ويعمل الفريق ومن خلال المتبرعين لتقديم العلاج الدوائي لحوالي 60 أسرة سورية.


55 متطوع من جنسيات مختلفة

ويضيف محمد الراعي، مسؤول العلاقات العامة، أن الفريق يسعى لتأمين فرص عمل للشباب السوري في مصر، كما نعمل على تقديم الدعم النفسي لشريحة واسعة من السوريين بالتعاون مع منظمة بستك وأطباء بلا حدود، إضافة إلى تشجيع اندماج السوريين بالمجتمع المصري من خلال النشاطات والفعاليات، مع العلم أن فريق الطوارئ السورية التطوعي وصل اليوم إلى 55 متطوعاً يضم شباب من جنسيات مختلفة.

ويختم "شاهر رجوب" أن الفريق ساهم في افتتاح أكثر من نشاط رياضي واجتماعي في مدينة 6 أكتوبر، ووزع منذ أيام أكثر من 6 أطنان برتقال على 274 عائلة سورية في مدينة السادس من أكتوبر، برعاية مؤسسة سوريا الغد للإغاثة ضمن مساعي الفريق التطوعية لمساعدة اللاجئين السوريين في مصر.

الغطاء القانوني والدعم اللوجستي

يشار إلى أن فريق الطوارئ السورية التطوعي والذي تم تأسيسه بداية شهر تموز 2014 في جمهورية مصر العربية، بجهود عدد من الشخصيات الاجتماعية السورية الناشطة في مجال خدمة المجتمع المدني، يضم في صفوفه (55) عضواً أغلبهم من الشباب السوري المتحمس الذي شكل مع الخبرات الموجودة فريقاً منسجماً استطاع خلال فترة وجيزة أن يفرض نفسه كجهة خدمية ذات طابع إغاثي إنساني قدمت على الأرض أعمالاً ملفتة في صالح أبناء الجالية السورية المقيمة في مصر نفذها بكل حرفية ومهنية رغم قلة المواردها ومحدوديتها.

 ويعمل الفريق على إعادة بناء مجتمع سوري وخدمة كل سوري، كما أن مؤسسة سوريا الغد للإغاثة احتضنت الفريق منذ تأسيسه، بعد أن أبرم الطرفان "الفريق والمؤسسة" اتفاقية للتعاون أمنت الغطاء القانوني والدعم اللوجستي والمساندة الفنية والخدمية لمشاريع الفريق.

ترك تعليق

التعليق