كيل المديح للمهاجرين السوريين، ومراعاة مشاعرهم، أم كشف الحقائق لهم؟

منذ أيام نشر "اقتصاد" تقريراً، نقلاً عن مجلة "دير شيبغل" الألمانية، يتحدث عن مطعم في جزيرة "كوس" اليونانية، قرر استقبال اللاجئين السوريين، على خلاف موقف معظم المطاعم المتواجدة في الجزيرة.

وقد عنون "اقتصاد" التقرير بـ "مطعم يستقبل اللاجئين السوريين في جزيرة كوس اليونانية...ويسمح لهم بغسل أنفسهم في حمامه"، بناء على ما ورد في مضمون التقرير، حيث أشار صاحب المطعم اليوناني إلى أنه سمح للسوريين بغسل أنفسهم في حمامه، واستخدم "اقتصاد" الجملة ذاتها ليضعها في عنوان التقرير.
لكن موقعنا تعرض للكثير من الانتقاد، بسبب التقرير المذكور، وتحديداً، العنوان، وصولاً إلى تلقي بعض الشتائم، وسط اتهامات بإهانة اللاجئ والمهاجر السوري، ووصل الأمر بمعدّ التقرير إلى طلب تعديل العنوان، من منطلق أنه "مُهين" للسوريين.

ودار نقاش بين مسؤول التحرير وبين معدّ التقرير، حول إن كانت مسؤولية موقعنا، كيل المديح للمهاجرين السوريين، ومراعاة مشاعرهم، أم كشف الحقائق لهم، كما هي، حتى لو على حساب مراعاة تلك المشاعر.

وكان رأي مسؤول التحرير، أن من حق المهاجرين واللاجئين السوريين علينا، أن نوضح لهم حقائق ما قد يلاقونه في حال محاولة الهجرة إلى أوروبا، سواء على صعيد المخاطر التي قد تصل إلى حد تهديد حياتهم، أو على صعيد سوء المعاملة في بعض الدول على طريق الهجرة، بل وفي البلد المرجو الوصول إليه أيضاً.

نقدّر كموقع يُعنى بمصالح السوريين، الأسباب التي تدفع البعض منهم للمخاطرة بحياتهم وحياة أفراد من أسرهم، بعضهم أطفال، في أمل الوصول إلى بلد يوفر لهم الكرامة والحياة الكريمة، بغض النظر إن كان ذلك حقيقياً بالفعل، أم وهما.

وفي نهاية المطاف، كل سوريّ أدرى بما يخدم مصلحته. لكن بالمقابل، هل يجب علينا، كموقع سوريّ، مسايرة ما يطلبه الجمهور، حتى لو كان خطأً؟!، أم واجبنا أن نكشف الحقائق ونعريها قدر المُستطاع، ومن يريد حينها أن يُهاجر، فليُهاجر "على نور"، وهو على علم بما قد ينتظره على الطريق، وفي البلد
المرجو الوصول إليه؟

في نقاشنا مع معدّ التقرير أعلمنا بأن أحد أصدقائه من المهاجرين السوريين إلى ألمانيا قال له بالحرف الواحد "حاطينا بزريبة بقر"، فهل على "اقتصاد" أن يُخفي هذه الحقائق عن السوريين، مراعاة لمشاعر
الحالمين منهم بالهجرة، أم عليه أن يكشف هذه الحقائق، ليكون المهاجرون على علم بما قد ينتظرهم؟

في نهاية المطاف، انتهى النقاش إلى إبقاء العنوان على حاله، وقررنا في "اقتصاد" أن مسؤوليتنا أن نقول الحقيقة للسوريّ، أينما كان، ومهما كان توجهه، حتى لو آلمته الحقيقة، وشتمنا بسببها، لكنه على الأغلب، سيشكرنا لاحقاً، ولو في سرّه، لأننا كنا أُمناء معه، ونقلنا له الحقيقة، كما وصلت إلينا.

وتمنياتنا لكل المهاجرين على طرق الموت والخطر..السلامة والتوفيق في مساعيهم، مهما كان تقييمنا لها.

ترك تعليق

التعليق

  • 2015-08-23
    مع الأسف انا من الناس الي وصلو اوربا من سنة واكشفنا انو اوربا مجررد وهم وعاين لحالهم هالة اعلامية اكبر منهم بكثير . بالنسبة لطريق انا من الناس الي نامو مع البقر ولمدة يوميين على حدود البانية الجبل الأسود ببيت الراعي وكل الي اجو على هالطريق يعرفو البيت منيح ومشينا بالثلج والغابات والجبال 9 ساعات وغيرو كثير مصاعب وهلأ الأمور بالعكس عم تمشي للأسوء وكل يوم في مظاهرات ضد الاجييئن بكل اوربا . وعليه انصح ماحدا يفكر يجي على اوربا وتحديدا للي عم يبيع بيتو وارضو مشان يجي لهون أن اوربا مو الجنة الموعودة مثل مالك مفكر .