أولى مؤشرات سأم ألمانيا من استيعاب المزيد من المهاجرين إليها

فيما يبدو أنه تحول سلبي في مواقف ألمانيا حيال قضية استقبال المزيد من اللاجئين المهاجرين إليها، قيدت السلطات الألمانية حرية التنقل على الحدود مع النمسا، لوقف تدفق المهاجرين إليها، فيما ألمح مسؤول ألماني إلى أهمية إجراءات "بصمة دبلن"، بما يوحي بأن ألمانيا قد تُنهي تعليقها لهذه الإجراءات.

وكانت ألمانيا قررت منذ بضعة أسابيع تعليق إجراءات "بصمة دبلن"، فيما يخص اللاجئين السوريين المتواجدين على أراضيها. لكن ذلك القرار دفع بمزيد من المهاجرين للتدفق إلى ألمانيا.

وأعلنت ألمانيا الأحد أنها قررت إعادة فرض رقابة على حدودها من أجل "احتواء" تدفق المهاجرين معلنة أنها لم تعد قادرة على استيعابهم بعدما فتحت أبوابها أمامهم، ما يشكل تفاقما جديدا لأزمة الهجرة التي تشهدها القارة.

ويأتي هذا القرار عشية لقاء مرتقب في بروكسل بين وزراء داخلية الدول الأعضاء ال28 في الاتحاد الأوروبي لبحث مسألة تقاسم عبء اللاجئين.

وحسب تقرير مطول لـ "فرانس 24"، قال وزير الداخلية الألمانية توماس دو ميزيير في برلين "إن "ألمانيا تفرض مؤقتا رقابة على حدودها، وخصوصا مع النمسا". وينتمي هذان البلدان إلى منطقة شنغن حيث لا تتطلب رقابة إلزامية على الحدود الداخلية.

وأضاف الوزير الألماني أن "هدف هذا الإجراء احتواء التدفق الحالي للاجئين القادمين إلى ألمانيا. إنه ضروري أيضا لأسباب أمنية".

وإعلان برلين يعتبر تشددا واضحا في موقف ألمانيا التي قررت في نهاية آب/أغسطس تعليق العمل باتفاقية دبلن وطلبت عدم إعادة السوريين الفارين من الحرب والذين دخلوا أراضيها بشكل غير مشروع إلى الدول التي دخلوا منها أراضي الاتحاد الأوروبي.

من جانب آخر أوضح الوزير الألماني أن ألمانيا لم يعد بإمكانها قبول أن يتمكن اللاجئون الذين يتدفقون إلى أوروبا من "اختيار" البلد لاستضافتهم. وقال إن على طالبي اللجوء أن يدركوا "أنه ليس بإمكانهم اختيار الدول التي يطلبون حمايتها".

وتتوقع ألمانيا وصول عدد طالبي اللجوء هذه السنة إلى 800 ألف وهو رقم قياسي. وأضاف الوزير أن القوانين الأوروبية التي تفرض أن تتولى أول دولة في الاتحاد الأوروبي يدخلها المهاجرون معالجة ملفاتهم "يجب أن تبقى سارية".

وأعلنت الشرطة الألمانية من جهتها تعبئة مئات من عناصرها لمراقبة الحدود بعد قرارها تعليق حرية التنقل الواردة ضمن اتفاقية شنغن بسبب تدفق اللاجئين.

واعتبرت المفوضية الأوروبية الأحد أن قرار ألمانيا إعادة فرض رقابة على حدودها يؤكد "الضرورة الملحة" لإيجاد خطة أوروبية لتقاسم عبء القادمين الجدد.

توقف رحلات القطارات

وفي هذه الأثناء أعلنت شركة السكك الحديد الألمانية الأحد أنها أوقفت رحلات القطار إلى النمسا لمدة 12 ساعة بعد قرار مماثل من الشركة النمساوية.

ويأتي ذلك فيما بلغت مدينة ميونيخ، أبرز بوابة دخول إلى ألمانيا، أقصى قدراتها على الاستيعاب مع وصول 63 ألف مهاجر في أسبوعين.

وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي تشهد بلادها تدفقا غير مسبوق للاجئين، دعت السبت اليونان إلى حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي بشكل أفضل وطالبت بحوار مع تركيا التي يمر عبرها عدد من اللاجئين القادمين خصوصا من سوريا.

ولم يتوقف تدفق المهاجرين ولا يزال يتسبب بمآس على أبواب أوروبا حيث توفي 34 شخصا بينهم أربعة رضع و11 طفلا غرقا الأحد في المتوسط إثر غرق مركبهم قبالة جزيرة فارماكونيس اليونانية الواقعة على بعد 15 كلم عن السواحل التركية.

ترك تعليق

التعليق