"جواز سفرك من فضلك".. أوّل السوريين الموقوفين بعد إعادة تفعيل ضبط الحدود الألمانية

 ترجمة: عابد ملحم

بالكاد مضت أربع دقائق، عقب وضع الشرطة الأقماع المرورية للبدء بضبط الحدود الألمانية من تدفق اللاجئين، أوقف ثلاثة سوريين كانوا يهمون بالعبور مشياً من النمسا إلى ألمانيا.

"هل لي أن أرى جواز سفرك من فضلك؟"، يسأل ضابط الشرطة الاتحادية، عند مدينة "فريلاسينغ" مفتاح العبور بالنسبة للمسافرين بين "سالزبرغ" وجنوبي ألمانيا البافارية.

وأُخبر السوريون الثلاث أن يبقوا على جانب الطريق لانتظار قرار الشرطة وتحديد مصيرهم.

"لقد مضى 22 يوماً ونحن نمشي عبر أوروبا"، يقول حاتم علي الحاج البالغ 27 عاماً، والذي يعاني من مرض الربو وكان يجهد في التقاط أنفاسه.

ومستنشقاً من جهاز استنشاق مرضى الربو، روى حاتم كيف فرّ ورفاقه من منازلهم في مدينة الرقة بعد أن استولى عليها مقاتلون من تنظيم الدولة الإسلامية الجهادي.

وابتدأت رحلة الشبان إلى أوروبا باليونان حيث استقلوا حافلة قبل استئناف الرحلة على مشياً على الأقدام إلى صربيا، مقدونيا، والمجر.

وعقب وصولهم نهاية المطاف إلى سالزبرغ النمساوية بواسطة القطار، باتت الحدود الألمانية قريبة المنال، ليضع الثلاثة بحذر آمالهم على مدينة شتوتغارت.

"اعتقدنا أن ألمانيا كانت الدولة الوحيدة التي من شأنها أن تعاملنا كبشر"، يقول الشاب الباحث عن اللجوء.

وكان هؤلاء وصلوا إلى المقاطعة الألمانية، ولم يعرفوا بعد أن برلين بصدد إعادة فرض الرقابة على الحدود بعد الاعتراف أن البلاد لم تعد قادرة بعد الآن على التعامل مع التدفق الكبير للاجئين.

قوانين اللجوء التي كانت مخففة جداً للسوريين، عادت الآن لتفرض من جديد.

وعلى الرغم من أن سياسة الالتفاف والعودة لتلك القوانين بدأت تطبق بكفاءة بواسطة الشرطة، عبر التعبئة الهائلة والعشرات من المركبات في مدينة "فريلاسينغ" الصغيرة، إلا أن الضباط ليسوا متأكدين بعد من طريقة التعامل مع المهاجرين.

"مرحبا، لدينا ثلاثة سوريين هاهنا، ماذا نفعل بهم؟"، ينادي الضابط لاسلكياً، بعد ساعة واحدة من إخبار علي الحاج، وبطبيعة الحال شقيقه ماجد البالغ من العمر 16 عاماً، وابن عمهما أحمد مصطفى البالغ من العمر 28 عاماً، أن يجلسوا وينتظروا.

ورغم ما قد يكون نهاية مجهضة لرحلتهم، يقول الشبان الثلاثة إنهم غير خائفين.

"إنهم أفضل رجال شرطة قابلتهم حتى الآن"، يقول علي الحاج، بعد أن قدم جواز سفره السوري للمرة الثالثة للضابط، ويكمل: "الشرطي الأول قال لي أهلا بك في ألمانيا، ثم ابتسم".

وبعد 90 دقيقة، الانتظار كان قد انتهى، حيث رافقت الشرطة الشبان الثلاثة إلى أقرب مركز لاستقبال اللاجئين، حيث سيحظون ببعض الراحة أخيراً.

لكن بالنسبة لشرطة الحدود الجدد، كانت تلك الليلة مجرد البداية، فالشخص الموقوف القادم في "فريلاسينغ" كان سائقاً إيطالياً، تبين أنه يحمل 8 ركاب سوريين في شاحنته.

ترك تعليق

التعليق