المسيحيون السوريون في اسطنبول: عيد الميلاد التركي يوم بلا روح


 "في بداية قدومنا إلى اسطنبول، اعتقدنا أن يوم ميلاد السيد المسيح سيمحي ما زرعته الغربة في قلبنا من حزن وسيذكرنا بأعياد الشام، ولكننا اكتشفنا أن الزينة التي ارتدتها بعض شوراع المدينة قد خدعتنا"، ذلك ليس رأي اللاجئ السوري أبو طوني وحده، إذ تتفق معه زوجته، في أن اسطنبول لم تُولي عيد الميلاد الاهتمام الذي كانت دمشق تُعيره له.

 وتضيف أم طوني، "غالباً ما تكون كنائس اسطنبول مغلقة، ويوم الميلاد لا تصدح منها التراتيل ولا يزور أطفالها "بابا نويل"، الأمر الذي زاد من غربة أطفال عائلة أبو طوني، فالأطفال زاروا الكنيسة الموجودة في فيريكوي ووجدوها، وفق والدتهم، مغلقة حتى في يوم الميلاد، فقصدوا كنيسة تقسيم التي رغم زينتها الخجولة إلا أن الأطفال لم يصدفوا فيها بابا نويل، مما جعل عيدهم حزيناً.

 وتستطرد أم طوني: "عاد أطفالي إلى المنزل وهم حزينون، وقالوا أنهم يريدون العودة إلى الشام، للاحتفال في كنائس باب توما".

 في العامين الأخيرين، صارت عائلة أبو طوني تحتفل مع عدة أسر سورية مسيحية في المنزل، يشعلون ترانيم فيروز ويفردون موائد الطعام السوري ويزور أطفالهم بابا نويل.

يقول أبو طوني أنه عندما حدّث أصدقائه الأتراك عن احتفالات الميلاد في دمشق وغيرها من المدن السورية، استغربوا ظناً منهم أن السوريين لا يحتفلون إلا بالأعياد الإسلامية، ويوضح أبو طوني: "حتى أن عيد الميلاد ليس عطلة رسمية في تركيا!".

 وبحسب أبو طوني، الذي كان يعمل "ساعاتي" في دمشق وحالياً يعمل في محل حلويات، فإن العديد من المراكز الثقافية السورية خصصت في هذا العام احتفالاً خاصاً بالأطفال في يوم الميلاد، الأمر الذي يتيح، حسب قوله، للأطفال السوريين أن يتعرفوا على بعضهم وأن يشعروا بدفء الوطن الذي فقدوه، منوهاً بأن المدارس السورية الموجودة في اسطنبول أغلبها ذات صبغة إسلامية متشددة وأنها لذلك لا تحتفل بالميلاد.

 يذكر أن تكاليف قضاء عطلة الميلاد في مدينة اسطنبول، تعتبر الأعلى بين المدن الأوروبية.

ترك تعليق

التعليق