"موتوسكل" المخيمات.. تكسي الفقراء

"الدراجة النارية" أو "الموتوسكل" كما يسميها السوريون هنا في مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان، هي سيارة المخيمات بلا منازع، وقاهرة "المرسيدس" "والبويك"، رفيقة العائلة اللاجئة في حلها وترحالها، والخادم الأرخص والوحيد الذي يساعدها على قضاء حاجاتها.

"للموتوسكل" أنواع وألوان وأحجام عديدة، أهمها كما يؤكد "مضر الحجيري"، صاحب وكالة لبيع الدراجات النارية، نوع "البارت"، وذلك لأنها دراجة اقتصادية لا تستهلك الكثير من "البنزين"، فضلاً عن توفر قطع الغيار الخاصة بها بأسعار مقبولة، لذلك يقبل اللاجئون على شرائها بكثرة.

وتتراوح أسعار الدراجات النارية بين 300 دولار وحتى 500 دولار، وذلك بحسب نوعها ولونها ووزنها، فأوزان الدراجات النارية تتراوح بين 90 كيلو، وتصل إلى 130 كيلو، ويفيد وزنها في ثباتها على الطريق وعدم تخلخلها عند هبوب الرياح الشديدة.

أما عن الألوان، فهناك الأحمر وهو الأكثر طلباً، والأخضر والفضي، وبالنسبة لـ"الماركات" الأخرى "للموتوسكل" فهناك "الجوندا" و"الهوندا" و"السي جي" التي يعمل مقتنوها على تزينها بعبارات طريفة ومضحكة مثل "لا تشوفني عم ادرج..دوبلني واتفرج"، و"غزال وشارد"، "الأمير السوري"، و"ادلع يا كايدهم"، وغيرها.


يلبي "الموتوسكل" خدمات كثيرة لمن يقتنيه فهو بالنسبة "لأبي علي إدريس"، اللاجئ من بلدة "المباركية"، كأحد أفراد عائلته، إذ وبسبب بعد المخيمات عن مركز المدينة حيث المستشفيات والمحال والصيدليات، لا يمكن للعائلة أن تستغني عن "الموتوسكل" لاسيما إذا كان يحمل زوجته وثلاثة من بناته عند ذهابهن للمستشفى، أو في زيارة عائلية، هذا من دون نسيان الخدمات التي تقدم للجيران كذلك.

إلا أن أصدقاء "أبو علي" لا ينصحون بالركوب معه، فهم لن يضمنوا للراكب عدم افتراشه الأرض عند أول مطب يصادفه.



ترك تعليق

التعليق