مهنة القداحات، مهنة جديدة تظهر في معضمية الشام

يتحدث عدنان عن مهنته الجديدة في مدينة معضمية الشام، بمقدار لا بأس به من التفاؤل، وبثقة كبيرة بالنفس، لاسيما أنه ابتدع مهنة جديدة في ظل إمكانيات بسيطة للغاية.

واقع الحصار، ربما يؤدي في بعض الأحيان إلى ظهور واقع آخر مغاير تماماً للصورة التي يخزنها المرء في ذاكرته لمشاهد الحصار.

عدنان (22 عاماً)، يعرفنا على مهنة القداحات، تصليحها وتعبئتها، بل وتجميعها من قطع مهملة لتركيب قداحات جديدة، مؤكداً لنا "أنه من لا شيء قد نحصل على أشياء كثيرة، وأن المستحيل من الممكن أن يقهر".

مهنة جديدة

"كانت الفكرة من الحصار، أنتم تعلمون أن معضمية الشام تقبع في حصار خانق، وهذا الحصار لا يقتصر على منع المواد الغذائية، بل تعداه ليمنع النظام جميع مستلزمات المعيشة"، يقول عدنان.

ويضيف في لقاء خاص بـ "اقتصاد": "نفدت القداحات من المدينة كباقي المواد، وصار الناس يستعيرون هذه الأشياء من جيرانهم لإشعال الموقد والطبخ، القداحة الواحدة صارت تدور على حارة كاملة، ومن هنا بدأت الحكاية".

في أحد الأيام كان عدنان في زيارة لأخيه الأكبر حسام، ولفت انتباهه وجود غاز أرضي صغير في بيت أخيه.

"كان الغاز غير ممتلئ لكنه يحوي كمية لا بأس بها، أخذت الغاز من أخي وبدأت في تفريغه في قارورة لتعبئة الغاز، وبواسطة هذه القارورة صرت أعبئ القداحات الفارغة".

 الصبر قاده للنجاح

لم يتعرف الناس على هذه المهنة فوراً..

يقول عدنان: "حملت قارورة الغاز وجلست على أحد الأرصفة واضعاً القارورة إلى جانبي، في اليوم الأول عبئت قداحة واحدة فقط، وفي اليوم الثاني قداحتين، واستمر الحال هكذا لعشرة أيام، وفي اليوم العاشر تزاحم الناس أمامي لتعبئة قداحاتهم".

واليوم عندما يمر عدنان من أي شارع في المدينة، يتراكض الناس إليه حاملين ولاعات فارغة ليطلبوا إليه تعبئتها مقابل سعر معين يدفعونه لعدنان.

أرباح جيدة

لم يقتصر عمل عدنان على تعبئة الغاز فقط، بل ازدهرت مهنته لتشمل التصليح والتبديل وتركيب قداحات من قطع مستعملة ثم بيعها للأهالي.

"لكل شيء ثمن، تعبئة القداحة بـ 300 ليرة، التصليح بين 100 و 200 ليرة، أما القداحة الجاهزة فأبيعها بـ 500 ليرة"، يقول عدنان.

ويضيف: "في البداية كانت أرباحي قليلة للغاية، لكن بعد أن تعرف الناس على مهنتي ازداد المال الذي يأتيني من هذا العمل، يوميتي اليوم تتراوح بين 3 آلاف و 5 آلاف ليرة".

ترك تعليق

التعليق