البطاطا في ريف حمص الشمالي.. إنتاج ضخم وأسعار خيالية


 البطاطا لحم الفقراء وقوتهم اليومي، رغم عدم تصديرها خارج ريف حمص الشمالي، وتنفيد أكبر المشاريع الداعمة لها، تحلق بأسعارها عالياً، وتتباهى بحاجة الناس إليها.

 ففي موسم حصادها، سجل أدنى سعر لها 90 ليرة للكيلو بحسب مراقبين، ذلك قبل أن تفتح البرادات أبوابها وقبل أن تبدأ الجمعيات الخيرية حملات إفطار الصائمين، التي كانت البطاطا من مكونات الوجبة الرئيسة فيها، هذا كله في ظل حصار خانق يعيشه سكان ريف حمص الشمالي.


  تسعير المادة

تأخد البطاطا سعرها بحسب الكميات الواردة إلى سوق الهال، وسط غياب تام لأي جهة رسمية أو شبه رسمية تتدخل في عملية التسعير.

 فيخضع سعرها إلى قانون العرض والطلب، وكلما كانت الكميات الواردة إلى سوق الهال أكبر من حاجيات المستهلك كلما انخفض سعرها، والعكس صحيح، كما قال أبو خالد لـ "اقتصاد"، وهو صاحب إحدى المحلات التجارية في سوق الهال بريف حمص الشمالي.
 

ارتفاع مفاجئ

 شهد الريف الشمالي لحمص، ارتفاعاً مفاجئاً لسعر البطاطا مع دخول شهر رمضان، فوصل سعر الكيلو الواحد إلى 150 ليرة.

ويقول أبو خالد لـ "اقتصاد": "ارتفعت أسعار البطاطا بشكل غير مسبوق بسبب فتح البرادات أبوابها وانطلاق حملات إفطار الصائم لدى الجمعيات الخيرية".

تكاليف الإنتاج

يرجع ارتفاع أسعار البطاطا بشكل عام إلى ارتفاع تكاليف إنتاجها، أبو حسين، أحد المزارعين، قال لـ "اقتصاد": "تبلغ تكلفة إنتاج الدونم الواحد ما يقارب الـ 250 ألف ليرة، بسبب ارتفاع سعر مادة المازوت المستخدمة في حراثة الأرض وتشغيل المولد لاستخراج المياه من الأبار للسقاية، وبالتالي فإن ثلثي المحصول بالكاد يغطي تكاليف الإنتاج، مما أثر سلباً على الأسعار".

 آلاف الأطنان تدخل البرادات

يوجد في الريف الشمالي ما يقارب الـ 10 غرف تبريد، تبلغ سعتها الاجمالية 1.500 طن تقريباً، كما قال طه أيوب لـ "اقتصاد"، وهو صاحب أكبر غرف التبريد في ريف حمص الشمالي.

وأضاف طه أيوب في تصريح خاص: "امتلأت البرادات لدينا بأكثر من 500 طن رغم تكاليف التبريد المرتفعة نظراً لارتفاع أسعار المازوت، فالمولد الكهربائي بحاجة إلى 100 ليتر يومياً وتقدر كلفة تبريد 500 طن من البطاطا بمليون ليرة تقريباً في الشهر الواحد في ظل ارتفاع سعر ليتر المازوت الذي تجاوز الـ 500 ليرة"، لكن بالرغم من كل هذا فإن التجار يتسابقون إلى التخزين.


  مشرع دعم البطاطا

 قامت مؤسسة إحسان للإغاثة والتنمية، بتنفيد مشروع يعد من أكبر المشاريع الإنمائية في المنطقة، بقيمة 160.000 دولار. المهندس نضال شبلوط، المدير التنفيد للمشروع، قال في حديث خاص لـ "اقتصاد": "قمنا بتغطية تكاليف زراعة 750 دونم بطاطا قدر إنتاجها بـ 3.375 طن"، لكن على الرغم من نجاح المشروع، إلا أن سعر البطاطا لم ينخفض.

 زُرع في الريف الشمالي لحمص ما يقارب الـ 5 آلاف دونم بطاطا؛ ولم تخرج البطاطا خارج الريف الشمالي لأن أسعارها في مناطق النظام لم يتجاوز الـ 65 ليرة للكيلو، وبرغم ضخامة الإنتاج، حافظت على سعرها المرتفع بسبب الكثافة السكانية، حيث قدر سكان الريف الشمالي بحوالي 250 ألف نسمة حسب آخر إحصائية.


ترك تعليق

التعليق