الصيدليات والأدوية في سوريا.. بين تجار الصيدلة وبياعي الأدوية


ليست الصيدلة أحسن حالاً من الطب في الداخل السوري، فرغم كثرة الصيدليات وخريجي الصيدلة، فقلما تجد صيدلي متخصص يدير صيدليته، فمعظم بل غالبية الصيادلة اليوم خارج القطر، ومن يدير الصيدلية شاب أو شابة، البعض منهم خريج جامعي، لغة أو آداب، ومعظمهم خريجي معاهد فنية أو صناعية أو تجارية أو تقنية أو فندقية أو حاصلين على الشهادة الثانوية.

ويتعاملون مع المواطن وكأنهم صيادلة حقاً، فيصفون الأدوية ويشخصون بعض الأمراض، ويستبدلون دواء مفقوداً بدواء آخر، ويمكن أن تلاحظ فرق سعر الدواء من صيدلية لأخرى رغم تواجد الصيدليتين في نفس المنطقة، إذ أن الرقابة غائبة بالمطلق عن قطاع الصيدلة والرشاوي للتمويه عن الأدوية المهربة، "عالعلن، وماضل شي بهالبلد إلا وتم استغلاله والمتاجرة فيه".

وبعد المرسوم الأخير الذي أصدره النظام، والذي تضمن رفع أسعار الأدوية في سوريا بنسبة (57%)، استقرت أسعار الأدوية لعدة أشهر، لتعاود منذ ما يقارب الشهرين، الارتفاع.

وهذا رصد  لعينة من الأدوية التي ارتفعت أسعارها وتبقى مرشحة للارتفاع:

 أدوية الضغط والسكر

 سجل دواء "هيبوتن" ارتفاعاً من (225) إلى (350) ليرة سورية، "نورفاسك" من (630) إلى (985) ليرة سورية، ودواء "كابوتين 25" ارتفع من (255) إلى (400) ليرة سورية، ونجد "تيلمي40" خافض ضغط ارتفع من(245) إلى (385) ليرة سورية، "بيزوكاند 5 " خافض ضغط ارتفع من (160) إلى ((250) ليرة سورية.
 
في حين سجل "يونيكرون" خافض سكر ارتفاعاً من (145) إلى (225) ليرة سورية.

وسجل "زيلوريك300" خافض حمض البول ارتفاعاً من (175) إلى (270) ليرة سورية، و"كلوبيد" مضاد تكدس صفيحات ارتفع من (880) إلى  (1375) ليرة سورية، "سلوفاج 1000" منظم سكر من (185) إلى (285) ليرة سورية، أما "ريبوند" وهو  متمم غذائي لصحة المفاصل فارتفع من (515) إلى (800) ليرة سورية ومن تاريخ 5 أيار ارتفع إلى (950) ليرة سورية.

أما "لوكاست 5" للربو ارتفع من(400) إلى (625) ليرة سورية، واتورفاست 20 خافض شحوم ارتفع من (245) إلى(385) ليرة سورية.

 "التروكسين 50" دوا لقصور الغدة الدرقية ارتفع من (175) إلى (270) ليرة سورية. في حين سجل ظرف حب التهاب "ماكسيسللين" ارتفاعاً من (150) إلى  (225) ليرة سورية، ومن تاريخ 5 أيار ارتفع إلى (275) ليرة سورية.
 
 أما "باندول الأزرق" قفز من (145) إلى (225) ليرة سورية، و"باندول الأحمر" من (180) إلى (280) ليرة سورية، وكان" زدناد" حب التهاب عيار 500 ارتفع من (610) إلى (950) ليرة سورية، أما "ميتفورمين 500" فارتفع من (175) إلى (270) ليرة سورية.

"فولتارين 50" حب ارتفع من (285) إلى (440) ليرة سورية، و"سبيرازول" حب التهاب للثة  من (400) إلى (625) ليرة سورية.

  "اسبيرين" ابن زهر ارتفع من (140) إلى  (215) ليرة سورية.          

   "لوستامين" مضاد حساسية ارتفع من (145) إلى(225) ليرة سورية.  

   "ديكلون 100" تحاميل ارتفع من (75) إلى (120) ليرة سورية، و"دي بين" مرخي عضلي ارتفع من (165) إلى (260) ليرة سورية، "لاميك 100" دوا للعصبي ارتفع من (635) إلى (990) ليرة سورية، وكان "زانتيدين 150" دوا قرحة ارتفع من (160) إلى (250) ليرة سورية.  

 أما "كوزبتول" قطرة عينية فارتفع سعرها من (435) إلى (675) ليرة سورية، وسجل شراب "بروفن" أطفال ارتفاعاً من (120) إلى (190) ليرة سورية، و"كيدي فيت" نقط فموية فيتامين "د" للأطفال ارتفع سعره من (500) إلى (750) ليرة سورية.

الأدوية المستوردة

 أما الأدوية المستوردة فأسعارها ترتفع بشكل متكرر كل فترة فسجلت أسعار عينة منها:

"اوسيتوكير" دواء لصحة العظام ارتفع من (2600) إلى (3300) ليرة سورية، "بريغناكير" مكمل غذائي لصحة الحامل ارتفع من (4100) إلى (5100) ليرة سورية، "أورامين إي" منشط ومقوي ارتفع من (3400) إلى  (4150) ليرة سورية، وسجل "إن إتش كير" مجموعة فيتامينات لصحة الشعر والأظافر ارتفعت من (3500) إلى (4250) ليرة سورية.

  في حين سجل "شراب مولتي بلاس جونيور" فاتح شهية ومقوي للأطفال ارتفاعاً من (2750) إلى (3500) ليرة سورية.

وقد صرح لنا أحد العمال في صيدلية وهو طالب جامعي، أن مستودعات الأدوية أوقفت توزيع غالبية الأدوية بانتظار ارتفاع جديد للأسعار.

صيدليات وتعاقد مع الضمان الصحي

ويقتصر التعاقد مع بطاقات التأمين الصحي على عدد من الصيدليات فقط، ففي كل منطقة تجد صيدلية أو اثنتين تم التعاقد معها من قبل شركات التأمين الصحي حيث تشمل بطاقة التحمل للموظف المؤمن (10)% أدوية، و(20)% أدوية مزمنة.

ومن المزمع أن يتم استبدال بطاقات الضمان ودفاتر الصحة بالضمان الصحي الشامل بداية الشهر القادم، ولكن لا ينال الموظف المُؤمّن حسماً أكثر من النصف أو الثلث أحياناً، حيث تخصم الصيدلية بدايةً (10)% من الوصفة ثم ترفع سعر كل عبوة دواء كما يحلو لها حيث تحصل من وصفة طبية قيمتها (3000) ليرة سورية وهي أعلى قيمة وصفة ممكنة، ينالها الموظف ويحصل منها فقط على أدوية بقيمة (1400 أو 1500) ليرة سورية، ويضطر لدفع باقي قيمة الأدوية من دون حسم، ولا يوجد أي جهة تستطيع الشكوى إليها، وبالتالي ما عليك سوى أن ترضى بما يعطيه المداوم في الصيدلية، وهو إضافة لذلك يشعرك وكأنك تأخذ وصفتك حسنة منه.

شهادات صيدلة للتجارة

 إنها حال الطب والصيدلة اليوم حيث أصبحتا مهنتان تجاريتان، فمن يملك رأس المال يستأجر شهادة صيدلة من أحد الصيادلة بمبلغ يتراوح بين (25-50) ألف ليرة سورية، ويفتتح صيدلية ويوظف شاباً أو شابة براتب شهري يتراوح بين (8-30) ألف ليرة سورية، بحسب المنطقة، ويتخذ من هذه الصيدلية محلاً تجارياً هدفه الربح البحت، فمردود الصيدلية مادياً، جيد جداً.

واليوم، في هذه الأوضاع، أصبح بإمكان أي طالب ثانوي لديه واسطة الدخول في فرعي الطب والصيدلة بعد أن كان الوصول إلى هذين الفرعين يتطلب جهداً ودراسة وعناء. ففي فوضى الامتحانات هذه، كثير من الطلاب ذوي المستوى المتوسط تمكنوا من الوصول إلى دراسة الطب والصيدلة، ولكن معظمهم فشلوا في الجامعات الرسمية، ليتمكنوا من اجتياز المرحلة الجامعية في الجامعات الخاصة، فمثلاً طالب في الثانوية الصناعية تقدم إلى امتحان الشهادة الثانوية الفرع العلمي الحر ونجح بعلامات تؤهله لدراسة الصيدلة - نتيجة النقل وتسريب الأسئلة وإدخال الأسئلة محلولة للقاعات الامتحانية- في إحدى الجامعات الخاصة، ورغم مستواه الدراسي الضعيف وصل اليوم إلى السنة الثالثة بكلية الصيدلة، والأمثلة كثيرة في بلد أصبح كل شيء ممكن فيه. في بلد دُمر فيه كل شيء، حتى بات فيه كل شي يباع ويشترى.


ترك تعليق

التعليق