طاولة رمضان بريف حمص لا تكتمل دون "القطايف".. وأسعارها غصة في حلوق المحاصرين

تعد "القطايف" من أشهر الحلويات التي تباع بريف حمص الشمالي المحاصر خلال شهر رمضان المبارك، كونها أرخص أنواع الحلويات.

 وللقطايف مكانة عند العرب القدماء، وتختلف الروايات حول أصلها، لكن الرواية الأصح، أنها ظهرت نهاية العصر العباسي، وبداية العصر الأموي.

 ويعد الخليفة الأموي "سليمان بن عبد المللك"، هو أول من أكل "القطايف" في رمضان.

 هذا وتختلف طريقة إعدادها من محافظة إلى آخرى، ومن بلد عربي إلى آخر.


أجودها "عصافيري"

يقول سمير المصري -أحد أشهر صانعي ا"لقطايف" بريف حمص الشمالي، وأحد العاملين في محل للحلويات في بلدة تلذهب بمنطقة الحولة-: "أعمل في مجال تصنيع القطايف منذ 20 سنة، عندما بدأت العمل في محلنا الصغير بسوق الحشيش بحمص القديمة".

مضيفاً في حديثه لمراسل "اقتصاد" في حمص، أن الإقبال على شراء القطايف والعوامات بمدينة حمص، كان كبيراً جداً خلال شهر رمضان المبارك.

 وقد نقل سمير مهنة صناعة القطايف إلى الريف الشمالي بعد نزوحه مع أسرته من حمص القديمة في النصف الثاني من العام 2011. وعمل المصري في نفس مهنته.

 ورداً على سؤال لـ "اقتصاد"، حول إعداد القطايف، وأسعارها، يقول المصري: "تبدأ عملية صنع القطايف ظهراً حيث تجهّز العجينة، وتترك للتخمير ومن ثم توضع على صاج تحته نار قوية، بعدها تأتي عملية تبريدها على حصر أو أطباق قش، ومن ثم حشوها بالقشطة أو المكسرات أو الجبنة الحلوة".


ويضيف المصري، "بعض الأشخاص يشترون "القطايف" جاهزة من محل الحلويات، ويفضلون تناولها طازجة في نفس اليوم، والبعض الآخر يشتري العجينة فقط وتقوم الزوجة بتحضيرها بالمنزل وحشوها على طريقتها الخاصة لأنها أقل كلفة"، منوها ًبأن سعر القطعة الواحدة الجاهزة يبلغ 125 ليرة وسعر كيلوا العجينة بـ 400 ليرة سورية.

أبو حسان واحد من الذين كانوا ينتظرون دورهم لشراء "قطايف رمضان"، علق على كلام المصري قائلاً: "القطايف أحجام متنوعة، منها صغير يسمى "عصافيري"، ويتم حشوه بالقشطة العربية، أما النوع الثاني فهو الحجم الدائري الكبير، ويتم حشوه بالجبنة الحلوة وقريشتها، أو بالجوز والسكر".


 وتتطرق أبو حسان إلى صعوبة تأمين أرخص أنواع الحلويات لأبنائه في رمضان المبارك، نظراً لارتفاع الأسعار التي وصلت إلى أضعاف ما كانت عليه في عام قيام الثورة السورية، بسبب الحصار وارتفاع أسعار المحروقات، مشيراً إلى أن ثمن أكلة القطايف لأسرة كبيرة تتجاوز خمسة آلاف ليرة سورية، إذا تم تحضيرها منزلياً.


أما أبو حسين البيطار -صاحب محل حلويات بمنطقة الحولة-، فيقول إن سبب ارتفاع أسعار الحلويات بمختلف أصنافها، يعود إلى ارتفاع الغاز والسكر والطحين، إضافة إلى الحصار المفروض على المنطقة من قبل النظام منذ أكثر من أربع سنوات.

 ويؤكد البيطار، أن الطلب يزداد على أصناف محددة من الحلويات، كالقطايف والعوامات، أكثر من غيرها، خلال شهر رمضان.


ترك تعليق

التعليق