تحري "حكمة الأسد" في اختيار "عماد خميس"

يتساءل الكثيرون،.. لماذا اختار بشار الأسد، عماد خميس، تحديداً، رئيساً لوزرائه؟!.. تساؤل يفتقد إلى القدرة على تحسس مكامن "حكمة الأسد"، من هذا الاختيار..

فلو غصنا في بحور فلسفة المفهوم والمصطلح، لعرفنا أن مفهوم كلمة "خميس"، يرتبط في "اللاوعي" السوري، بنهاية فترة زمنية، تتلوها استراحة، لتبدأ فترة زمنية جديدة.

فيوم الخميس، في "لاوعي" السوريين،.. اليوم الذي يقوم فيه السوريّ بكل الأنشطة المترتبة عليه، لتأمين "سهرة خميس" مرفهة، وعطلة نهاية أسبوع (جمعة وسبت)، ممتعة.. يشمل ذلك، طي كل التزامات الأسبوع الفائت، وتأمين التزامات العطلة.. لتبدأ من يوم الأحد، فترة زمنية جديدة بالتزامات متجددة.

وهكذا، يرمز اسم "عماد خميس"، إلى نهاية حقبة زمنية، تتلوها استراحة، لتبدأ حقبة زمنية جديدة.. دون شك أن بشار الأسد فكر - وهو المعروف بـالغوص في "فلسفة المفهوم والمصطلح" - في اختيار شخص، يحمل اسمه، وربما شخصه أيضاً، بعداً رمزياً ومعنوياً، يُوحي بنهاية الحقبة الزمنية الفائتة.. خاصة إن ترافقت هذه النهاية، مع نشاط "كهربائي" غير مُعتاد، شهدته البلاد في الأسابيع الأخيرة من إدارة خميس لوزارة الكهرباء.

باستثناء التبرير آنف التفصيل.. لا يمكن أن نفهم لماذا اختار بشار الأسد، عماد خميس، تحديداً.. رئيساً لحكومته العتيدة.. خاصةً أن الرجل لم يظهر أثناء إدارته لوزارة الكهرباء، أي إبداع نوعي في فن الإدارة.. فسوريا شهدت في عهد "عماد خميس"، واحدة من أكثر عهودها، ظُلمةً "كهربائية"..

وإن كان من الحيف تحميل الرجل مسؤولية تدهور القطاع الكهربائي بسوريا، الذي يرجع في جانب رئيسي منه إلى الوضع الأمني المضطرب في البلاد،.. إلا أن الرجل ذاته، لم يحقق أي إنجازات نوعية في وزارته، تبرر اختياره لاحتلال موقعٍ، يُعتبر فيه، نظرياً على الأقل، رأس مؤسسات الدولة الإدارية والاقتصادية والمالية.

بكل الأحوال، وبعيداً عن "فلسفة المفهوم والمصطلح"، التي ربما فكر فيها الأسد، المعروف بهذا النهج في التفكير، والحوار الإعلامي.. لا يعدو رئيس الحكومة، في "دولة الأسد"، واجهة "سُنية"، يختلف اختياره، بين محافظ سابق، معروف بفساده، أو مهندس تكنوقراط، مكبل بماضيه الوظيفي، أو طبيب ربما، يمتهن التسلق، أو أشياء أخرى،.. لكن لا يمكن أن يكون، في أي حال من الأحوال، فاعلاً في مكانه، فهو في نهاية المطاف، مجرد واجهة، في دولة تدعي "المأسسة"، ويتحدث العالم الخارجي عنها بمسمى مشبوه، مستخدماً تعبير "مؤسسات الدولة السورية"..

أما ما ستضمه حكومة خميس من أسماء، فهو باب آخر، يتطلب جدلاً آخر، بقدر كل اسم، وبقدر ما تكنه النخبة الضيقة في رأس هرم النظام، للشعب السوري، من استهانة وابتذال..

ترك تعليق

التعليق