شهود عيان سوريون لـ "اقتصاد": محاولات "تنصير" في مخيم يوناني



ذكر شهود عيان متواجدون في مخيم "موريا" في جزير لسبوس اليونانية، في تصريحات خاصة بـ "اقتصاد"، أن موظفي الإغاثة وزعوا استمارات تنصير مترجمة إلى اللغة العربية من إنجيل القديس يوحنا، وذلك مرتين خلال الشهر الماضي، مستهدفين اللاجئين بشكل عام، والسوريين منهم بشكل خاص.

وقال يوسف فلاحة، أحد المقيمين في المخيم لـ "اقتصاد"، عبر اتصال هاتفي، "وُزعت الاستمارات علينا مع الحصص الإغاثية، وطُلب منا تعبئتها بشكل أقرب إلى الابتزاز مما أثار ردات فعل كبيرة في المخيم من المثقفين والمتدينين, خصيصاً، حين تم توزيعها في شهر رمضان المبارك، فكانت طامة كبرى بالنسبة لنا".

(صورة حصل عليها "اقتصاد" لاستمارة التنصير التي تم توزيعها في مخيم موريا للاجئين بجزيرة ليسبوس اليونانية)

  من المسؤول؟

 بعد الاتفاق الأوروبي التركي للهجرة، انسحبت معظم المنظمات والجمعيات الخيرية العاملة في المخيمات اليونانية، وذلك احتجاجاً على الاتفاق الذي اعتُبر انتهاكاً لحقوق الإنسان، مما أفرغ الساحة لمنظمة "Euro Relief" التي يُعتقد أن فريق عملها هم من وزعوا الاستمارات.

وقالت المنظمة إنها تستبعد أن يكون عمال الإغاثة التابعين لها هم من قاموا بتوزيع الاستمارات.

 سامر دلة من مدينة حمص، وأحد المقيمين في مخيم "موريا" اليوناني، قال لـ "اقتصاد": "يشرف على المخيم وزارة الهجرة اليونانية لكن بعد انسحاب المنظمات والجمعيات عقب اتفاق الهجرة، تولت الـ "Euro Relief" معظم الأعمال الإدارية اليومية، وأصبحت إدارة المخيم الفعلية بيد المنظمة".

  الاتفاق المشؤوم

تُعتبر مخيمات اليونان، آخر مفرزات اتفاق تركيا مع الأوروبيين، حيث يوجد في اليونان ما يقارب الـ 57 ألف لاجئ أكثرهم على السواحل المحاذية لتركيا، ومنهم على الجزر اليونانية، في مخيمات شديدة الازدحام.

 حوصر هؤلاء بعد الثامن عشر من آذار الفائت، بسبب إغلاق المعابر مع الدول الأوروبية المحاذية لليونان، وذلك بعد عبورهم من تركيا إلى اليونان في "قوارب الموت".

 نسرين المتحدرة من دمشق، وإحدى السوريات المتواجدات في المخيمات اليونانية، تحدثت لـ "اقتصاد": "كان أمامي على المعبر بين اليونان ومقدونيا 45 شخصاً، حين وُقّع الاتفاق، وأُغلق المعبر، وأنا عالقة هنا مع زوجي وأطفالي الثلاثة منذ أكثر من خمسة شهور".

 خدمات متردية

في مخيمات اليونان، الأوضاع المعيشية سيئة للغاية، في ظل عدم توفر الكهرباء وعدم إتاحة المياه بشكل دائم، وعدم توفر حليب الأطفال.

 محمد المتحدر من حماه، من شهود العيان السوريين المتواجدين في المخيمات اليونانية، قال لـ "اقتصاد": "نظام طلبات اللجوء في اليونان بطيء وغامض والخدمات في المخيم سيئة جداً، إلى درجة أن المحتجزين هنا يفضلون العودة إلى سوريا بدلاً من البقاء هنا".

  مصير مجهول

بعد الاتفاق "المشؤوم"، أكثر من 50 ألف شخص يواجهون مصيراً مجهولاً في ظل ازدحام المخيمات وفوضوية إدارتها، وبُطء الإجراءات، مما زعزع صورة أوروبا في أذهان اللاجئين, الأمر الدي جعل قاطني المخيمات اليونانية يشعرون بالخوف من المستقبل المجهول الدي ينتظرهم.

 خالد، مهندس يتحدر من حمص، وهو أحد اللاجئين السوريين في المخيمات اليونانية، قال لـ "اقتصاد": "لا وجود لشعور الأمان على أراضي اليونان, نحن هنا منذ خمسة شهور لا نعلم لماذا، ولا إلى متى، ولا نشعر بالأمان خصيصاً بعد توزيع استمارات التنصير".

ترك تعليق

التعليق