حي القابون: مياه الشرب تختلط بالصرف الصحي، والثلج من مياه مالحة


ظهرت في الآونة الأخيرة في حي القابون، شرق دمشق، عدة حالات تسمم، تم نقلهم إلى المشفى الميداني في الحي.

وظهرت إحدى الحالات بسبب قطعة ثلج اشتراها الشاب "أبو حسن" لكي يضعها في المياه ليُبردها وفي اليوم التالي ظهرت حالة تسمم لدى أحد أفراد عائلته.

 وقال "أبو حسن" لـ "اقتصاد": "ذهبت إلى بائع الثلج اشتريت قطعة من الثلج ووضعتها في البرادة، وعندما سألت عن سبب التلوث تبين معي أن معمل الثلج الذي يضخ قوالب الثلج إلى أحياء (برزة - القابون - تشرين - حرستا الغربية) يقوم بصنع الثلج من المياه المالحة (مياه البئر)، وأن هذه المياه غير صالحة للشرب، وأن قطعة الثلج ذابت في المياه فشربها المتسمم وتعرض لعدة أمراض منها (الكريب والسخونة)، وبعد هذه الحادثة أصبحنا نضع قطعة الثلج داخل كيس نايلون ونربطه، وبعدها نضعه داخل البرادة كي لا تختلط مع المياه المالحة".

 ويعاني الحي منذ بداية وقف إطلاق النار مع النظام، من مشاكل صحية كبيرة ناتجة عن أسباب عدة، أبرزها اختلاط مياه الفيجة مع مياه الصرف الصحي بسبب الأعطال الفنية في قساطل نقل المياه، التي هي في أغلبها ناتجة عن سقوط القذائف على مجاري المياه، وانفجار أحد أنابيب الصرف الصحي واختلاطه بماء الشرب، إضافة إلى مشاركه النظام بتلويث تلك المياه فمنها ما بات محملاً بالأتربة وبعضها الآخر، بمادة المازوت، فيما تحمل بعض المياه مخلفات الصرف الصحي، الأمر الذي تسبب بوفاة ثلاثة أطفال نتيجة شربهم لتلك المياه، إضافة إلى أكثر من 100 حالة تسمم.

 وقال أبو قصي، مسؤول الصحية في الحي لـ "اقتصاد": "قمنا بتعبئة عبوة مياه فيجة من كل خط مياه تحت الأرض لفحصها، حيث ذهبنا إلى الغوطة الشرقية إلى أحد الأطباء المختصين، وبعد فحص المياه تبين أن أحد الخطوط تختلط مع مياه الصرف الصحي تخرج منها رائحة المازوت، وتم إصلاح هذا الخط بعد أن تسبب بأكثر من 100 حالة تسمم داخل الحي".

وبهذا الصدد، قال الطبيب "نزار"، مسؤول مشفى الحياة الجراحي: "وصتلنا العديد من الإصابات بسبب المياه وغيرها، كانت أغلبها لدى أطفال، وكانت الأعراض تشمل التعب والإقياء المتكرر والالتهابات المعوية والتهاب الكبد، وغيرها.

واستطرد الطبيب: "كانت وقايتها عن طريق الصادات (أدوية الالتهابات)، ومنهم من اضطرنا وضعه لاستضافته في المشفى وتعليق السيروم لتعويض الجفاف الناتج عن التسمم".

 كما أُصيبت العديد من الحالات بسبب تجمع النفايات في طرقات الحي بعد معركة دامت سبعة أشهر, حيث قامت قوات النظام السوري بداية حكم بشار الأسد في تحويل مياه الصرف الصحي إلى نهر "يزيد"، الذي يعتبر أحد أكبر فروع نهر بردى المارة بالحي, لتتحول ضفافه من أماكن للتنزه إلى أماكن لرمي القمامة لتقوم بعدها بلدية النظام بمشروع يهدف إلى سقف النهر وإغلاقه بسبب الروائح المنبعثة منه مما زاد الأمر سوءاً, هذا النهر كان ورغم تحويل مياه الصرف الصحي إليه، تجري المياه بداخله في فصل الشتاء بسبب الأمطار فتخف الروائح، ولكن وبعد سقفه لا أمطار تصل إليه ولا مياهه جارية، لتنبعث الروائح بشكل أكبر مما زاد من خطر الإصابة بالأمراض، وخاصة لدى الأطفال.

 ومن جهة أخرى، صرحت مشفى الرازي الطبي في الحي، عبر بيان نشرته على مواقع التواصل، بهدف إرشاد أهالي الحي إلى كيفية الوقاية من التسمم، بضرورة تصفية المياه عبر تمريرها على قطعة قماش يفضل أن تكون من القطن، ومن ثم غلي المياه ومن ثم تبريدها في إناء مفتوح قبل شربها، وعدم التردد في مراجعة أقرب مركز صحي في حال حصول أي من (الأعراض).

ترك تعليق

التعليق