خريطة الحريق القادم في دمشق القديمة


أن يهب حريقان في وقت واحد في دمشق وفي منطقتين حيويتين، فهو يعني أن الأمر تعدى منطق الحوادث العادية، وبات البحث عن الفاعل أمراً ضرورياً، ليس لمحاسبته، فهو بكل تأكيد فوق المحاسبة، ولكن لمعرفة خريطة الحريق القادم، وتجنيب الأهالي المزيد من الخسائر في الممتلكات..
 
مؤخراً، التهم حريق ضخم عدداً من البيوت التراثية في باب سريجة والفحامة.. ما خلف خسائر مادية كبيرة.. وفيما تم الافصاح عن أسباب حريق باب سريجة في إعلام النظام، وقيل أنه ناتج عن ماس كهربائي، فإن أسباب الحريق الثاني، قيدت ضد مجهول..
 
الحريقان يشيران وبدون أدنى شك، وبناء على الحرائق السابقة، إلى أن المستهدف دائماً بالحرائق الضخمة هو دمشق القديمة.. فلم يسجل حتى الآن أي حريق في مناطق سكن المخالفات على سبيل المثال، وهي الأولى بالأسباب الموضوعية لاشتعال تلك الحرائق، لكن على الدوام، فإن هذه الحرائق لا تستهدف سوى تلك المناطق التي يسيل لعاب إيران عليها والقريبة من عصب المدينة الديني والتجاري..
 
البيوت المحترقة في باب سريجة كثيرة، بحسب ما أعلنت وسائل إعلام النظام، وهي تحولت إلى فحمة سوداء يستحيل إصلاحها، كما أعلن مختار باب سريجة ذاتها، والذي اعتبر في تصريح صحفي، أنه بسبب قدم هذه البيوت وبسبب أن أسقفها أغلبها خشبية، فإن ذلك ساعد النيران على التمدد لمساحات كبيرة، دون أن تعلن أية جهة عن حجم الأضرار، سواء بالبيوت أو الأضرار المادية..
 
إذاً، الحريق القادم باتت هويته معروفة.. فهو أسهل طريقة، لدفع الناس للتخلي عن بيوتها، كون ملكية هذه البيوت القديمة سوف تعود للمحافظة ويتم تعويض المتضررين بمبالغ زهيدة، على الأغلب سوف تتصدى لها إيران، وتقيم مشاريعها "الثقافية" بالتشاركية مع النظام السوري, فاحذروا يا أهالي دمشق..!!

ترك تعليق

التعليق