كيف يعيش أهالي حي القابون.. المُهادن للنظام؟


 أبو علاء، رجل خمسيني، لم يتمكن من شراء احتياجاته من داخل حي القابون، شمال شرق دمشق، نظراً لارتفاع أسعار المواد الغذائية في الحي إلى أكثر من الضعفين مقارنة بالأسعار في مناطق سيطرة النظام.

 فقرر أبو علاء أن يذهب إلى مناطق سيطرة النظام، لعله يجلب احتياجاته بسعر أقل. وعند وصوله إلى أحد الحواجز في مناطق سيطرة النظام، قام عناصر الحاجز بشتمه واتهامه بأنه يأخذ البضاعة للـ "الإرهابيين"،  كما قام عناصر الحاجز بسرقة بعض بضاعته، وطلبوا منه رشوة مقابل السماح له بإدخال الأكياس التي يوجد بداخلها قوته اليومي.

بعد تلك الحادثة، قرر أبو علاء عدم الخروج إلى خارج الحي، بعد تكرر حالات الإهانة التي تعرض لها أغلب سكان الحي من جانب عناصر حواجز النظام، رغم أن حي القابون في حالة "هدنة" مع النظام.

 ولمواجهة هذا الواقع، لجأ بعض الأهالي إلى طرق جديدة في تأمين مستلزماتهم الغذائية، منها الزراعة المنزلية، إذ اعتمد معظم أهالي الحي على زراعة المساحات الصغيرة المجاورة لمنازلهم أو أسطحها، إضافة إلى تجفيف الخضراوات كـ "البندورة, الكوسا, الباذنجان, البامية, وحتى الملوخية"، لعلها تكون مصدراً غذائياً في فصل الشتاء.

 ويعاني حي القابون من النقص في كافة الخدمات الأساسية، كالماء والكهرباء، وحتى موارد التدفئة.

ومع قرب فصل الشتاء، باتت  موارد التدفئة بسعر مرتفع، فسعر ليتر المازوت في مناطق سيطرة النظام 225 ليرة، أما في القابون فهو يصل إلى 450 ليرة سورية.

 حتى الحطب بات بسعر مرتفع مقارنة بالسنة الماضية، إذ وصل سعر كيلو الحطب إلى 160 ليرة، ومعظم حطب الحي رطب يصعب إشعاله.

 حتى المياه في أغلب الأحيان مقطوعة عن الحي، ناهيك عن صعوبة سحب المياه إلى الخزانات بسبب ندرة الكهرباء.

لذا عملت إحدى المؤسسات الخيرية في الحي على إنجاز مشروع "كباسات المياه" الذي يعمل بالطريقة اليدوية عن طريق ضغط الكباس باليد باتجاه الأسفل.

وحفرت المؤسسة 23 بئراً ووضعت 27 كباساً بجانب الآبار في مختلف حارات الحي، بتكلفة 1700 دولار لكل بئر واحد، وقُدر عدد المستفيدين من المشروع بنحو 15 ألف شخص من أهالي الحي.

ويُقدر عدد أهالي حي القابون بنحو 120 ألف نسمة.

ترك تعليق

التعليق