استياء عارم على خلفية فصل العشرات من المعلمين السوريين في "كيليس"


 450 ليرة تركية، نصف راتب شهري فقط لم يستحق دفعه بعد، هو كل ما تبقى لطالبة السنة الثالثة في كلية الفيزياء (د ن) من أجور، كانت تتقاضاها لقاء عملها كمعلمة في المدارس السورية في مدينة كيليس الحدودية.

 لـ(د ن) أخوة صغار تتولى اعالتهم منذ قدومها وأمها إلى مدينة كيليس، بعد أن استشهد والدها العقيد المنشق عندما كان يشارك في قيادة إحدى معارك المعارضة ضد قوات النظام في ريف حلب الغربي.

اليوم وبعد أن فصلت من عملها، يتساءل أحد معارفها الذي حكى حكايتها لـ"اقتصاد"، عما إذا كانت قادرة على الانفاق على أسرتها، ويردف بحرقة "العدل يقتضي بأن لا تفصل، وهذا بغض النظر عن حالتها الإنسانية، فهي مارست المهنة، لأكثر من عامين متواصلين"، ويشدد "لها ولعائلتها الله".

 (د ن) واحدة من بين نحو 90 عاملاً في المجال التعليمي، تم فصلهم عن التدريس مؤخراً بقرار من وزارة التربية التركية في مدينة كيلس، بذريعة عدم حصولهم على الشهادات التي تخولهم مواصلة عملهم التعليمي.

 يميل البعض من السوريين هنا، إلى وصف ما جرى على أنه (سوء إدارة) من الجانب التركي، وخصوصاً أن هذا الفصل لم يشمل كل من لا يحمل إجازة تعليمية، ويظن البعض منهم أن هناك ملابسات غير واضحة المعالم، رافقت صدور قرارات الفصل هذه.

 لكن الرد التركي الذي حصل عليه "اقتصاد" خلال اتصال أجراه الموقع مع الأستاذ يشار كورد، وهو المدير التركي السابق لمدرسة السلطان عبد الحميد الثاني، والعضو في اللجان التركية المكلفة بالاشراف على الملف التعليمي السوري، يؤكد أن قرارات الفصل شملت كل من يحمل شهادة جامعية مزورة، أو غير متخصصة في مجال التعليم.

 كورد شدد على أن هذه القرارات "تصب في مصلحة الطلاب السوريين"، مشيراً إلى أن اللجان التركية بصدد دراسة الاعتراضات الواردة من المعلمين السوريين، الذين تم فصلهم عن التدريس في مدينة كيليس.

 لكن إحدى المعلمات السوريات التي تم فصلها مؤخراً أكدت، أن الفصل لم يشمل كل المعلمين غير الخريجين، وقالت لـ"اقتصاد" وهي التي لم تسعفها الظروف في مواصلة دراستها في جامعة دمشق قسم "رياض الأطفال"، "بعد قرار فصلي راجعت التربية التركية، لكن بدون جدوى، علماً بأني عملت في مجال التعليم في المدارس السورية لمدة عامين أيضاً".

ترك تعليق

التعليق