جبلة.. تشييع هادئ وأسعار تفرض خيار التقشف


بدأت حواري مع "أبو محمد الجبلاوي"، وهو أحد أبناء مدينة جبلة، بسؤاله: "كيف يعيش الناس في مدينة جبلة هذه الأيام؟"، فأجاب بحرقة: "هذا السؤال الوحيد اليوم الذي لا تستطيع أن تسأله للناس في المدينة"، مستطرداً: "إن الكثير من أهالي المدينة غيّروا من عاداتهم في مأكلهم ومشربهم حيث أصبح التقشف هو عنوان حياتهم اليومية مع ارتفاع الأسعار وعدم تناسبها مع الدخول اليومية والرواتب الشهرية لأبناء المدينة".


قائمة بأسعار بعض السلع والمواد الغذائية في مدينة جبلة

نقل "أبو محمد" لـ "اقتصاد" قائمة بأسعار أهم السلع والمواد الأساسية التي يعتمد عليها سكان المدينة، وكانت كما يلي: 

كيلو الكوسا  400 ل.س، كيلو الباذنجان  200 ل.س, كيلو  البندورة 175-200 ل.س, كيلو الخيار البلدي 400 ل.س, كيلو الفاصولياء الخضراء 850 – 1000 ل.س, كيلو العنب من النوع الجيد  450 ل.س, كيلو العنب الأبيض 350 ل.س, كيلو البطاطا المالحة  225 ل.س, كيلو البطاطا المخزنة بالبرادات 175 – 200 ل.س, باقة البقدونس 100 ل.س, باقة النعنع 100 ل.س, الخسة الواحدة الكبيرة 250 ل.س, الخسة الواحدة الصغيرة 200 ل.س, كيلو الجزر 350 ل. س, كيلو الزيتون الأخضر قطاف جديد 300 ل.س.

كيلو الليمون نوع أبو صرة جديد 75 ل.س, كيلو التفاح 200 ل.س, علبة لبن سعة 1 كيلو 250 ل.س, كيلو اللبنة 1000 ل.س, سعر كيلو الحمص ناعم 550 ل. س، سندويشة الفلافل 150 ل.س, منقوشة زعتر صغيرة 100 ل.س.

أما عن المواد التموينية الأساسية:

 كيلو  السكر 400 ل.س, كيلو الرز 575 ل.س، علبة السمنة 2 كيلو 2250 ل.س, زيت ذرة 4 ليتر 3400 ل.س, كيلو الشاي 4000 ل .س, كيلو القهوة بين 2500-3000 ل.س.

وأسعار اللحوم: كيلو اللحمة 4500 ل.س, الفروج الحي 560 ل .س.

كيلو العجين لعمل فطائر بالبيت 250 ل.س،  ربطة الخبز عدد عشرة أرغفة  150 ل.س، ربطة خبز نخالة أسمر فيها سته أرغفة بقطر 15 سم سعرها 100 ل س.
 
صحن البيض 1350 ل.س  أي أن سعر  البيضة الواحدة يتراوح  55-  60 ل.س, جرة الغاز واصلة إلى البيت 2850 ل.س, ليتر البنزين من البسطات والبقاليات  300 ل.س, وهو ناقص عن الليتر قليلاً، وأجرة ركوب التاكسي داخل المدينة 300 ل.س.

خنق المدينة القديمة.. وحركة عمرانية في الأحياء الموالية

وانتقل أبو محمد ليصف حال مدينة جبلة اليوم بأنها أصبحت نقطة وسط محيط عمراني كبير خنق المدينة القديمة، وخصوصاً من شرقها في حي النقعة الذي شهد انتشاراً واسعاً للعمران والأبنية السكنية خلال الخمس سنوات الماضية، نتيجة التدفق الكبير لموالي النظام من القرى الموالية للسكن في المدينة، وهو ما دفع غالبية متعهدي البناء إلى إنشاء مشاريعهم في تلك المنطقة لارتفاع أسعار عقاراتها والقوة الشرائية لدى المشترين من ضباط موالين ومتطوعين.

بينما يمنع النظام أهالي المدينة من الهدم والبناء داخل المدينة بحجة الحفاظ على التراث والآثار ويسمح لهم بالبناء بشكل عشوائي وغير منظم في حي الفيض جنوب المدينة وبعيداً عن التنظيم والخدمات الحكومية.


إيجارات العقارات والشقق
 
وتتباين بدلات الإيجار للعقارات والشقق السكنية في مدينة جبلة باختلاف مساحتها ومكان وجودها، فوفق أبو محمد من الممكن أن يصل أحياناً إيجار الغرفة الواحدة لـ 11 ألف ليرة سورية، والمكتب بمساحة 40 متر إلى 18 ألف ليرة.
   
وفي حي الفيض جنوب المدينة، تؤجر الشقة السكنية التي تبلغ مساحتها 100 متر بـ 20 ألف ليرة سورية، بينما يصل بدل إيجارها في داخل المدينة إلى 35 ألف ليرة. 

ارتفاع إيجار العقارات والشقق السكنية دفع بعض النازحين من الفقراء إلى  استئجار شقق غير مكسية (عالعضم) والسكن بها بإيجار يصل الى 7 آلاف ليرة شهرياً، بالإضافة إلى شغل المستودعات من قبل بعضهم.
 
تهجير وتشييع هادئ لسكان المدينة من خلال أبنائهم في المدارس

أضاف أبو محمد أنه بعد الثورة والتحاق غالبية سكان المدينة بركبها، تعرضت المدينة لحملات أمنية اعتقل خلالها المئات من الشباب وفر الكثير منهم إلى تركيا ولبنان خوفاً من الاعتقال والتجنيد كما أن عمليات الخطف الطائفي والابتزاز من قبل مرتزقة الدفاع الوطني دفع عائلات كاملة للرحيل عن المدينة إلى تركيا وأوروبا.

لكن أخطر ما يقوم به النظام حالياً حسب أبو محمد هو صبغ الطابع العلوي والشيعي على المدينة وعلى سكانها السُنة، من خلال نشر التشيع وأفكاره بشكل هادئ، وتدريس المذهب الجعفري لطلاب مرحلة التعليم الأساسي عن طريق خريجي المعاهد الجعفرية.

وعمد النظام مؤخراً إلى نقل مدرسي ومدرسات التربية الإسلامية المجازين لتدريس طلاب المرحلة الثانوية فقط، كما قام بإنهاء تكليف المدرسين من خريجي معهد الفتح الإسلامي باستثناء عدد قليل منهم لضرورات أمنية.
 
مراقبة أمنية للحوالات المالية وتضييق على نقل ملكية العقارات
 
وذكر أبو محمد في حديثه أن الحوالات المالية التي تأتي لأهالي المدينة من أقربائهم في بعض دول الخليج مراقبة أمنياً، ويتعرض أصحابها للتحقيق عند استلامها حيث يوجد ضمن مكتب الهرم للحوالات المصرفية غرفة لبعض عناصر الأمن لاستجواب أصحاب الحوالات وأخد نصيبهم منها.
 
كما أن أي عملية بيع أو شراء للعقارات لا تتم إلا بعد موافقة جميع الفروع الأمنية ودفع المشتري لـ 250 ألف ليرة سورية في بعض الأحيان لإتمام عملية البيع ونقل الملكية.

وختم أبو محمد أن نظام الأسد مازال  ينظر إلى أهالي مدينة جبلة كمعارضين لنظامه، إذ كانت مدينة جبلة من أوائل المدن السورية التي التحقت بقطار الثورة السورية وذلك في أواخر آذار 2011.

ترك تعليق

التعليق