جبلة.. دوريات جمركية تعتمد التمييز الطائفي في حربها المزعومة على البضائع التركية


لا يفوت نظام الأسد فرصة ووسيلة إلا ويستخدمها للتضييق وابتزاز أهالي مدينة جبلة الساحلية في محافظة اللاذقية، وخصوصاً فئة التجار الذين عانوا بشدة من تسلط وابتزاز مرتزقة الدفاع الوطني لهم بذريعة تأييدهم للثورة، أو من عناصر مديرية التموين بحجة ارتفاع الأسعار، ليأتي اليوم الدور على دوريات الجمارك.

 فبحسب مصدر خاص تحدث لــ "اقتصاد"، رفض الكشف عن هويته، قامت دوريات جمركية منذ أيام وبشكل مفاجئ ودون أي سابق إنذار، بمداهمة بعض المحال التجارية التي تبيع السلع والمواد الاستهلاكية بالجملة بذريعة وجود بضائع ذات منشأ تركي لدى أصحاب تلك المحال، الأمر الذي دفع بعض التجار إلى إغلاق محالهم لحين ذهاب تلك الدوريات.

 ويقوم عناصر تلك الدوريات بابتزاز أصحاب المحلات التي تحوي بضائع ذات منشأ تركي وتهديدهم بالسجن في حال عدم دفع الرشاوى والإكراميات المطلوبة منهم، وهو ما حصل مع أحد تجار الجملة الذي أفرج عنه قبل أيام بعد اعتقال دام حوالي أسبوع، بعد أن دفع مليون ليرة سورية كرشوة مقابل إطلاق سراحه، بالإضافة إلى مصادرة ما قيمته 600 ألف ليرة سورية من البضائع التركية التي وُجدت في محله.

 وأضاف المصدر، إن التاجر أبلغ عناصر الدورية الجمركية أنه اشترى البضائع من أحد المستوردين المعروفين بولائهم للنظام، ليردوا عليه، "وهل تريدنا أن نحاسب ذلك المستورد ونتركك".

 وعن عمليات المداهمة التي تقوم بها تلك الدوريات، وصف المصدر أن عناصر تلك الدوريات يقومون بجولاتهم فقط على المحال التجارية المتواجدة في قلب المدينة والتي أصحابها من التجار السُنة، بينما تمتلئ رفوف المحال التجارية في الأحياء العلوية الموالية بالبضائع التركية والسلع المهربة ومواد الإغاثة دون أي مساءلة لأصحابها.

 وتتواجد البضائع التركية حتى في رفوف المؤسسات الاستهلاكية العامة، بدعوى أنها مصادرات ويتم بيعها للمواطنين.

 وذكر المصدر في حديثه لـ "اقتصاد" أن أسواق الساحل مليئة بالبضائع التركية وخصوصاً المنظفات وزيوت القلي والسمنة، وتلقى إقبالاً كبيراً من قبل المواطنين لجودتها وانخفاض أسعارها مقارنة مع غيرها من المستوردات القادمة من الإمارات العربية المتحدة، وخصوصا الزيوت التركية التي تتميز بجودتها مقارنة بالزيوت السورية المصنوعة من بذر القطن والتي تستخدم في محال بيع الفلافل والحلويات (كالمشبك والعوامات).

 ويستورد تلك البضائع التركية عدد من شركات الاستيراد التي يملكها رجال أعمال موالين للنظام، كشركة "سمير حسن"، التي لها أفرع في حمص والساحل، ويتعامل غالبية التجار مع تلك الشركة للحصول على البضائع التركية، وفق ما أفاد المصدر.

 وختم المصدر بأنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها مداهمة المحال التجارية في المدينة بذريعة وجود بضائع تركيا بداخلها، فقد سبق وتم مصادرة بضائع تركية بقيمة خمسة ملايين ليرة سورية، السنة الفائتة، من مستودع لأحد التجار في مدينة جبلة.

ترك تعليق

التعليق