بالفيديو: "مقهى نت"، من معالم "حب الحياة" في المعضمية



يجلس على مكتبه وأمامه حاسوبه الشخصي ليقدم للزبون فاتورة الحساب، وفي زاوية الصالة ترسم فرشاة الدهان الشاب خطوطاً بألوان زاهية على أحد الجدران، فأعمال التطوير والتحسين في هذا المكان؛ تجري باستمرار.

من شهرين أو أكثر خطرت في ذهن "إبراهيم"، ابن المعضمية، فكرة جديدة.

"كنت في حاجة لمشروع يدر علي بعض المال"، يقول "إبراهيم" صاحب مقهى النت الذي نتحدث عنه.

"رأيت حاجة الناس لاستخدام الانترنت والولوج إلى عالم الشبكة العنكبوتية التي حرم منها الكثيرون بسبب عدم امتلاكهم بطاقات النت، بدأت بالعمل على شراء معدات المقهى، مدخرة توفر الكهرباء، جهاز بث، باقة 100 غيغا، طاولات ومقاعد إضافة لمجموعة من الأشربة المنوعة".

يدفع أحد رواد المقهى حسابه بينما يستمر "إبراهيم" في حديثه لـ "اقتصاد": "أقدم إضافة لخدمة (الواي فاي) والأشربة الساخنة والباردة ساعة أو ساعتين من الكهرباء كل ليلة، حاجة الناس هنا إلى الكهرباء كحاجتهم إلى الهواء مع أنها مقطوعة عن المعضمية من ثلاث سنوات ونصف".

لا يخفي "إبراهيم" ضجره من غياب المحروقات عن أسواق المدينة ما يسبب له مشكلات جمة في شحن المدخرة وفي إضاءة المقهى الذي يغلق أبوابه بعد منتصف الليل بثلاث ساعات.

أحد رواد المقهى كان يجلس على طاولة قريبة من واجهة الصالة.

يتحدث "سعيد" حول رأيه في هذه الفكرة بينما يناوله النادل الصغير كوباً من الكابتشينو الساخن.

"أحببت هذا المكان لأنه يذكرني بأمكنة جميلة كنت معتاداً عليها قبل الحرب، أنا هنا أستفيد من النت وأشحن هاتفي النقال وأحتسي مشروباً لذيذاً".

يحرك "سعيد" مشروب القهوة الإيطالية بملعقة صغيرة بينما يتابع تصفحه لموقع "فيسبوك".

مقهى النت الذي أطلقه "إبراهيم" جاء بعد حصارات متتابعة عاشتها المعضمية، إنه في نظر الشاب الطموح فرصة لكسب المال وإدخال جو من البهجة والمتعة إلى القلوب المتعبة للأهالي.

يعلق "إبراهيم" في نهاية حديثه بالقول: "أنا أقدم ما في وسعي لأصنع جواً مميزاً، أحب الحياة وأرغب في إفساح المجال لغيري حتى يحبها".


ترك تعليق

التعليق