في الغوطة الشرقية.. الأسواق تلتهب بفعل شائعات يبثها النظام


شهدت أسواق الغوطة الشرقية خلال اليومين الماضيين ارتفاعاً ملحوظاً في مجمل أسعار المواد الغذائية، ولكن الارتفاع الفاحش في الأسعار كان من نصيب مادتي المازوت والغاز، حيث ارتفع سعر كل مادة حتى وصل للضعف بالنسبة للمازوت، ونسبة 40% بالنسبة للغاز.

تأتي هذه التطورات الملحوظة على الأسواق في ظل التصعيد الذي قامت به قوات النظام على الغوطة الشرقية مؤخراً، ولا سيما استهدافها لمدن عربين ودوما وحرستا وغيرها.

يقول "أبو أحمد"، وهو صاحب محل تجاري لبيع المواد الغذائية، إن الربط بين التصعيد وغلاء الأسعار هو ما يروج له إعلام النظام ويستغله بعض التجار ضعاف النفوس، حيث ما إن شاعت مؤخراً أحاديث حول فتح ممر آمن للمدنيين من قبل قوات النظام عبر معبر الوافدين حتى لاحت أخبار تتناقلها عامة الناس أن هناك حصار قادم بعد فتح هذا المعبر لمدة محددة ومن ثم إغلاقه.


وأضاف "أبو أحمد" أن الغوطة الشرقية تشهد تصعيداً يومياً منذ أربع سنوات، وهذا ليس جديداً، إنما الجديد ربط هذا التصعيد بقوت الأهالي وكأنه إنذار من قبل النظام مفاده، إما المهادنة والتهجير أو الجوع والحصار.

 وختم "أبو أحمد" أن الوضع في الغوطة الشرقية لا يحتمل أي حصار جديد بسبب ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، ناهيك عن التضخم في أسعار المواد. 

ووصل سعر إسطوانة الغاز إلى 17000 ليرة سورية بدلاً من 11500 ليرة سورية قبل أيام. في حين وصل سعر المازوت إلى 1100 ليرة سورية بعدما كان مستقراً عند حد 500 ليرة سورية.
 
ويرجع سبب الارتفاع الفاحش في أسعار هاتين المادتين إلى منع قوات النظام دخول المازوت والغاز إلى الغوطة الشرقية منذ مدة تزيد عن 10 أيام.

والجدير بالذكر أن الإعلام الموالي للنظام السوري من خلال صفحاته على "فيسبوك" نشر أخباراً تتعلق بفتح ممرات آمنة للمدنيين في الغوطة الشرقية وذلك لفترة محدودة ليتمكن المدنيون من الخروج خارج الغوطة تحضيراً لهجوم واسع ستشنه قوات النظام.


التقينا ببعض المدنيين داخل الغوطة الشرقية ورصدنا آرائهم حول تلك الشائعات، فأخبرنا السيد "عبد الرحمن" أن تلك الشائعات تساهم إسهاماً مباشراً في غلاء الأسعار، فبمجرد أن يتم الحديث عنها في الإعلام نرى التجار قد سحبوا المواد الغذائية من السوق ليرتفع سعرها.

أما "أبو عامر" رأى أن هذه الشائعات تأتي ضمن الحرب النفسية التي يشنها النظام على أهالي الغوطة الشرقية، وأن كل ما ورد على لسان الإعلام الموالي عن فتح ممرات آمنة (سواء كان صحيحاً أم لا) فهو إفلاس عسكري وسياسي، وهدفه بث المزيد من الرعب والخوف لدى الأهالي.

فيما قال "أبو خالد" أنه في حال تم فتح ممرات آمنة للمدنيين فإنه لا أحد يجرؤ على الاقتراب منها لأن النظام لا عهد له ولا أمان، وكل من سيخرج إما سيتم اعتقاله أو سيتم زجه في المعارك لصالح النظام ضمن صفوف الفيلق الخامس.

والجدير بالذكر أن مثل هذه الشائعات (بغض النظر عن صحتها) ساهمت بشكل أساسي في زيادة الأسعار ضمن الأسواق، حيث لوحظ في الساعات الماضية ارتفاع كبير في أسعار بعض المواد الغذائية، فوصل سعر كيلو السكر الواحد إلى 550 ليرة سورية بدلاً من 450 ليرة سورية قبل يومين، وكذلك الأمر بالنسبة للأرز والسمنة والمعكرونة والزيت، كل منها ارتفع بنسبة 30% حتى ساعة إعداد هذا التقرير، الأمر الذي سيشكل عبئاً اقتصادياً على الأهالي داخل الغوطة والذين يئنون بين مطرقة القصف وسندان الفقر.

ترك تعليق

التعليق