الشمال السوري.. غزارة الأمطار تضر بمحصول الكمون بعد أن تصدر قائمة المزروعات


يعتبر نبات الكمون واحداً من أقدم محاصيل التوابل في العالم، وتنتشر زراعته بشكل طبيعي في شرق المتوسط، وتتميز سهول الشمال السوري بخصوبتها ومناخها المعتدل الملائم لزراعة الكمون.

ويتميز الكمون السوري بالنمو القوي ويبلغ طوله حوالي 60 سم ويأخذ لون بني مائل للأصفر. ويزرع الكمون خلال شهري تشرين الأول وتشرين الثاني.

تعتمد زراعة الكمون على مياه الأمطار بشكل كلي ويتمتع بخاصية التوفير على المزارع ويعد محصول اقتصادي يدر أرباح جيدة على الفلاح.

وتُصدر أغلب محاصيل الكمون إلى الخارج ما يعني أن ثمنها يدفع بالدولار. ومع سوء اﻷحوال الاقتصادية التي تمر بها البلاد، وتدهور قيمة الليرة السورية، أصبح الكمون يتصدر قائمة المزروعات.

يقول المهندس أحمد جراد: "تراجعت زراعة القمح على حساب تقدم زراعة الكمون، الذي يدر أرباح جيدة حيث يباع طن الكمون بـ 2400 دولار أمريكي".

ولكن نسبة زراعته تتراجع حيث أصيبت محاصيل الكمون بمرض الذبول الذي سببته رطوبة التربة الزائدة نتيجة الأمطار الربيعية الغزيرة التي شهدتها المنطقة.

يقول الجراد: "من 100 هكتار مزروع بالكمون ينجح قرابة 30 هكتار".

موضحاً: "الأرض تحتاج لدورة زراعية كاملة لتلافي المرض، ويجب أن يتوقف المزارع عن زراعة الكمون في الأرض المصابة لمدة 4 سنوات على الأقل".

وعبّر المهندس أحمد جراد عن أسفه بالقول: "المزارع يطمع بأرباح الكمون للأسف، ويزرع بشكل متواصل مما يؤدي لخسارته المحصول".

وبسبب المرض الذي يصعب علاجه يخسر مزارعو الكمون محاصيلهم، ويلجأ الكثير منهم لقلب الأرض من محصول الكمون إلى محاصيل أخرى كالحمص على سبيل المثال.

أحمد اليوسف، أحد المزارعين، تحدث لـ "اقتصاد" عن طريقة زراعة الكمون، "نقوم بحرث الأرض ومن ثم تبزر كل واحد دونم من 3 إلى 5 كغ وكمية المحصول يعطي 1 دونم من 50 إلى 100 كغ"، مضيفاً: "الكمون محصول حساس جداً، ولكنه مربح".

ويتابع اليوسف: "نعاني الأن من المرض الذي اجتاح المحصول. اضطررت لاقتلاع نصف المحصول لهذا العام بسبب الأمطار الغزيرة".

وتعتبر ثمار الكمون إحدى التوابل الهامة التي تضاف في صورة مسحوق إلى معظم أنواع الأطعمة لإكسابها الطعم والرائحة المميزة كما يدخل الكمون في صناعة المنتجات الغذائية. واستخدم منذ القدم عبر غليه بالماء الساخن في طرد الغازات والانتفاخات المعوية وإزالة المغص والتقلصات البطنية عند تناولها للكبار والصغار.

ترك تعليق

التعليق