برزة مقبلة على كارثة.. 13 رغيف خبز صاج تباع بـ 1000 ليرة


لا يمكن الحصول على الخبز بسهولة في حي برزة شرقي العاصمة دمشق، فليس في الحي أفران ولا يدخل الخبز عن طريق معبرها لأكثر من 65 يوماً وحتى اللحظة. بالنسبة لأربعين ألف شخص محاصر في الحي فإن الحياة صارت سيئة للغاية. الوضع يهدد بحصول ما لا تحمد عقباه إن استمر الحصار.

منذ 19 شباط الماضي أغلق النظام معبر برزة الذي يعتبر المنفذ الرئيسي للحي والأحياء الملاصقة والمفتوحة على برزة وهي القابون وتشرين وحرستا الغربية. تعرف هذه الأحياء بمنطقة شرقي دمشق ووقعت اتفاق تهدئة مع النظام منذ بداية 2014.

ومنذ الأيام الأولى لإغلاق المعبر يشن النظام حملة عسكرية شرسة على الأحياء الشرقية. في ظل الهجمة تحولت أحياء القابون وتشرين وحرستا الغربية إضافة لبساتين برزة إلى جبهات قتال شهدت معارك ضارية. بينما تركزت الكثافة السكانية لأهالي المنطقة جمعاء في حي برزة.

الناشط ومدير المكتب الإعلامي في برزة "عدنان الدمشقي" قال إن "المنطقة مقبلة على كارثة إنسانية". لافتاً خلال حديثه لـ "اقتصاد" إلى أن المنطقة "كانت متصلة بالغوطة الشرقية أما الآن فنحن منفصلون تماماً عن الغوطة بعد سيطرة النظام على بساتين برزة".

لا يدخل شيء إلى برزة نهائياً، لامواد غذائية ولا إغاثية. كما قدم المشفى الوحيد في برزة نداءات إنسانية لإدخال مادة الأنسولين لمرضى السكر ولكن لا مجيب. يعلق عدنان الدمشقي: "لدينا في برزة ما يقارب 150 مريضاً في حالة خطرة يعني في أي لحظة ممكن أن يفارقوا الحياة".

الأسعار مرتفعة جداً، لا توجد مادة أو سلعة أرخص من ألفي ليرة. الخبز غير متوفر نهائياً، كما لاتوجد أفران في برزة إطلاقاً.

إلى ذلك، يردف الدمشقي بالقول: "توجد أفران صغيرة تعمل على الحطب وتستخدم التنور أو الصاج ومن لديه طحين يدفع 500 ليرة مقابل 13 رغيفاً عدا عن الطحين والحطب".

بالنسبة للأسعار فلا يمكن كتابة قائمة عنها لأن المواد مفقودة ولا توجد محلات تجارية تبيع أي سلعة. يتحدث عدنان الدمشقي: "اليوم البيضة الواحدة في برزة ثمنها 200 ليرة إن وجدت ولا يمكن الحصول عليها الا بعد عناء طويل". ويتابع: "13 رغيف خبز صاج تباع بألف ليرة بعد التسجيل على الدور وقد تحصل على مرادك وقد ترجع خائباً".

سياسة الحصار

منذ إغلاقه للمعبر كثّف النظام من تمركزه على الحواجز المحيطة ببرزة. كما منع خروج العائلات التي تريد الفرار من الحصار أو الموت تحت القصف الذي يطال المنطقة.

بينما لم يسمح النظام بخروج أو دخول المنطقة نهائياً.

كان الحي في ظل التهدئة السابقة يعيش كأي منطقة مهادنة مفتوحة جزئياً على العاصمة. البضائع والسلع تدخل بسهولة والمحلات التجارية مفتوحة للزبائن والأسعار مشابهة لأسعار أسواق العاصمة أو تزيد قليلاً.

ويريد النظام إحكام القبضة العسكرية على منطقة شرقي دمشق عن طريق الاستفراد بكل منطقة على حدة. فهو يخنق حي برزة بالحصار ويشن الهجمات العسكرية المترافقة مع القصف العنيف على الأحياء الأخرى.

ترك تعليق

التعليق