بعد اعتناقه المسيحية.. "اقتصاد" يفتح ملف "حسان أبو حمزة"


ضجت وسائل الإعلام خلال الأيام الماضية، بخبر اعتناق الشاب السوري حسان أبو حمزة، وهو عنصر سابق في "جبهة النصرة"، الديانة المسيحية في ألمانيا. وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صور المدعو داخل إحدى الكنائس باهتمام منقطع النظير، ترافق مع جدل لا يبدو أنه سيتوقف قريباً.

وتحصّل "اقتصاد" بعد أن وجد أنه من الضرورة فتح هذا الملف، على شهادة من رفيقه داخل سجن حلب المركزي، وأخرى من مدينة الطبقة لصديق وجار أبو حمزة، ويعرضها الموقع في هذا التقرير كما هي، دون تبنيها.

"سجن حلب المركزي"

يؤكد المعتقل السابق لدى النظام السوري بتهمة التظاهر لمدة خمس سنوات، دياب أبو شواخ، أن معرفته بأبي حمزة بدأت منذ دخوله لسجن حلب المركزي، موضحاً، "بعد الاستعصاء الذي نفذه المعتقلون بسجن صيدنايا في العام 2008، تم تحويله إلى سجن حلب المركزي، وعندما وصلت أنا السجن في العام 2012، كان هو بداخله".

وقبل أن يدلي بشهادته يشير إلى استعداده لمواجهة "أبو حمزة" بالوثائق والأدلة، ومن ثم يضيف شواخ، أستاذ اللغة العربية المقيم في مدينة حمص، بالقول: "بحكم أصولي التي تعود إلى ريف الطبقة، تعرفت على أبو حمزة وتوطدت علاقة الصداقة فيما بيننا، واستمرت إلى تاريخ خروجه من السجن في الربع الأخير من العام 2014".

وببطء شديد، يقول "أنا على علم مسبق بقراره الأخير، فهو أخبرني بما يجول بخاطره داخل السجن، وشخصيته الوصولية أصبحت موجودة بشكل كبير في واقعنا السوري للأسف".

يردف، "لقد قال لي ذات مرة بعد خروجي من السجن سوف أذهب إلى أوروبا وأعلن عن دخولي المسيحية، وبذلك أضمن حصولي على الدعم والمال والنساء، وحينها أبديت غضبي من حديثه، فما كان منه إلا أن حول مجرى الحديث، مدعياً أنه كان يمزح".

حصار السجن

ويضيف محدثنا: "في أثناء الحصار الذي تعرضنا له في سجن حلب المركزي، من قبل المعارضة، حينذاك في العام 2014، وصل الأمر بحسان إلى أن يعلن عن استعداده للقتال إلى جانب حامية السجن، في سبيل الوصول إلى مصلحته".

ويتابع موضحاً: "أثناء الحصار كانت منظمة الهلال الأحمر هي الجهة الوحيدة التي تحضر الطعام للسجن، بالتالي كلما كانت علاقة المعتقل مع قوات النظام جيدة، زادت حصته من الطعام، لأنه لا مجال لشراء الطعام، وحينها ذهب أبو حمزة إلى الضابط وأخبره أنه مستعد للقتال إلى جانب قوات النظام، لكن الأوامر العسكرية منعت عنه ذلك، فهي لا تجيز إلا للسجناء بقضايا جنائية فقط حمل السلاح".

ويستطرد شواخ: "لم يحدث وأن وصلت لحسان حوالات مالية في السجن، ولذلك وقبل فترة الحصار كان يتنقل بين الإسلاميين والأكراد والمتظاهرين في سبيل الحصول على القليل من الأموال منهم لشراء المواد الغذائية من ندوة السجن".

من السلفية للماركسية

ويتابع شواخ متهكماً: "التف حسان حول الإسلاميين السلفيين وحينها أعلن تمسكه بتعاليم الدين الإسلامي، من صلاة وأدعية وما شابه إلى أن اكتشفوا حقيقة شخصيته الوصولية، وبعد ذلك لاذ بالمعتقلين الأكراد من أنصار حزب العمال الكردستاني، وترك الصلاة وأقسم على الولاء لقضيتهم الكردية، ومن بعد ذلك تركهم أيضاً، إلى أن اشتد الحصار، وقتها تقرب من قوات النظام، لأن المبالغ المالية لم تعد مفيدة، ومن المستحيل شراء الطعام".

حينها قوّى حسان أبو حمزة علاقته مع ضابط برتبة ملازم في السجن اسمه وحيد صقر، إلى أن عينه الأخير رئيساً للجناح، ليتولى مهمة توزيع الطعام. وطبقاً لشواخ، فإن حسان أبو حمزة كان يجتزأ من كمية الحصص، "لقد أصابنا الهزال والضعف نتيجة قلة الطعام، باستثناء حسان حينذاك".

بعد ذلك فُك الحصار عن سجن حلب المركزي، ودخلت مدرعات النظام السجن منتصف العام 2014، ونقل على إثرها السجناء إلى مدرسة "الوحدة" في حي حلب الجديدة.

عن ذلك، يشير شواخ، إلى أن أبو حمزة كان قد أنهى فترة حكمه، وتقدم بطلب إخلاء سبيل "ربع مدة"، وخرج بعدها.

يعتقد شواخ أن أبو حمزة تقصد الذهاب فيما بعد باتجاه الجماعات الإسلامية، وذلك بهدف استكمال مخططه في اللجوء إلى البلدان الأوروبية، ويقول :"لقد تواصل معي وأنا لا زلت داخل السجن، وأخبرني أنه سيلتحق بالجماعات الإسلامية، وحينها تيقنت من أنه يخطط لما جرى فيما بعد".

ويجزم، أن اعتناق أبو حمزة المسيحية يعود لطمعه في تحقيق مكاسب اقتصادية، ولا يستغرب أن يغير دينه إلى اليهودية، في حال دفعت له الأموال أيضاً.

أبو القعقاع

شهادة أخرى عن حياة أبو حمزة في مسقط رأسه مدينة الطبقة، يحكيها لـ"اقتصاد" صديقه، نائب رئيس مجلس محافظة الرقة الذي شكلته المعارضة، محمد حجازي.

يقول حجازي، "في أثناء حرب العراق التحق أبو حمزة بالجهاديين، عن طريق الشيخ محمود قول آغاسي بحلب، المعروف بـ (أبي القعقاع). وبقي بالعراق لمدة تقارب العام، وفور عودته اعتقل من قبل النظام، وتم سجنه في سجن صيدنايا".

ويضيف حجازي: "لم يكن أبو حمزة متشدداً، قبل مشاركته في حرب العراق، وكان رفيقي في مدرسة مختلطة، ونشأ وسط أسرة متوسطة اقتصادياً، لأب موظف في سد الفرات".

ويتابع، "بعد خروجه من السجن التحق بجبهة النصرة، وبعدها ترك الجبهة ودخل إلى الأراضي التركية، واجتمعت به في مدينة عنتاب التركية بحكم صداقتنا، قبل نحو عام ونصف العام من الآن، واتجه فيما بعد إلى مدينة إزمير ومنها إلى أوروبا".

يؤكد حجازي، أن أبو حمزة أخبره أنه "يخطط للسفر إلى أوروبا، لأنه كره الحياة العسكرية، ويريد أن يعود للحياة المدنية"، ويلفت إلى أن تركه للنصرة كان "تحت ضغط عائلته عليه".

ولم يستبعد حجازي أن يكون أبو حمزة مخبراً لدى النظام، مختتماً "لقد قام النظام بتجنيد الشباب عن طريق الشخصية المخابراتية أبو القعقاع، وعلى الغالب جندهم فيما بعد".

ترك تعليق

التعليق

  • حسان ابو حمزة اعتنق المسيحية - سوف تكبرون لو قلتم له حرية الاختيار و حرية الاعتقاد بدل الطريقة التقليدية بكيل الاتهامات و تكرار ما يقال عادة عند ترك اي شخص للاسلام