"اقتصاد" يتحرى عن مصير بندورة الساحل.. ويكشف إلى أين تذهب


تتجه بندورة الساحل إلى شرق سوريا ولبنان، وسعرها في أسواق طرطوس واللاذقية يصل إلى أكثر من 500 ل س للكيلوغرام الواحد. ورجال أمن الأسد وشبيحتهم، المستفيدون.

الوزير يقول التهريب هو السبب

ارتفعت أسعار مادة البندورة هذا الموسم بشكل كبير مما جعل استهلاكها مرهقاً للمواطنين العاديين وسط تردي الأحوال الاقتصادية وتدني الدخل بشكل عام.

علل وزير الزراعة ارتفاع سعر البندورة بتهريبها إلى لبنان جنوباً، نتيجة ارتفاع سعرها هناك مما قلل الكمية المطروحة بالأسواق، وأصبح الطلب أكثر من العرض.

أنكر المزارعون تهريب مواسمهم، وقال المزارع خالد الجبلاوي للناشط "محمد الساحلي": "نحن نقطف إنتاجنا ونرسله مغلفاً إلى أسواق الهال في جبلة واللاذقية وبانياس، وهناك يتم بيعه بالعمولة للتجار حسب سعر السوق، وقد لاحظنا في المدة الأخيرة كثرة الطلب على البندورة مما أدى الى ارتفاع سعرها، أما لناحية التهريب فهو يتم بطريقين براً وبحراً وكلا الطريقين تحت سيطرة الدولة".

الأمن أصبح تاجراً

توجه الـ "الساحلي" إلى "سوق هال جبلة" ولاحظ قدوم مسلحين يركبون سيارات دفع رباعي ويشترون كل ما يقدرون عليه من البندورة، ويعاد تحميلها في سيارات شاحنة كبيرة وتغطيتها والانطلاق بها.

وبعد الاستفسار من أصحاب المحلات في سوق الهال توصل إلى معرفة حقيقة هؤلاء التجار حيث أكد له أحد تجار سوق الهال (نتحفظ على ذكر اسمه): "هؤلاء عناصر أمن وشبيحة من الدفاع الوطني ويشترون مادة البندورة خصوصاً مع كميات قليلة من بقية الخضروات وينطلقون بها إلى خارج المنطقة الساحلية".

وأضاف التاجر "إن الذين يحملون السيارات الشاحنة الكبيرة يوجهونها إلى مناطق سيطرة تنظيم الدولة، هم من عناصر الأمن العسكري والجوي، ويرافقون شاحناتهم حتى آخر نقطة تماس مع التنظيم حيث يستلمها تجار آخرون ويقبضون ثمنها، وقسم منها يأخذونه إلى الحسكة والقامشلي حيث الانفصاليين الأكراد، ويبيعونه في الأسواق هناك بشكل عادي دون معوقات، ويعملون بشكل منظم والكميات التي يشترونها محددة بأوامر من رؤساء أفرعهم وربما يبيعونها بأقل من سعر الشراء".
 
وأما النوع الثاني: "هم الذين يشترون كميات أقل بعد انتهاء الطرف الأول من جمع الكمية التي يحتاجونها، فهم من الشبيحة وعناصر الدفاع الوطني أو المهربين المتعاونين مع الحواجز الأمنية، وهؤلاء يهربون البندورة إلى لبنان للحصول على منافع شخصية خاصة بهم ويتقاسمون أرباحهم مع الحواجز التي يمرون عليها".

عذر أقبح من ذنب

أثار ارتفاع سعر البندورة وهي مادة أساسية في المطبخ الساحلي استنكار الناس وسخطهم رغم الإنتاج الوفير هذا العام.

نقل الساحلي لـ "اقتصاد" قول المهندس الزراعي "محمد .ع": "الأمر أكبر من طاقتنا نحن ننتج والإنتاج كاف ولكن مصلحة السلطة الحاكمة أهم من المواطن على ما يبدو، جميعنا يعلم أن البندورة يتم ارسالها إلى أعداء بلدنا من قبل النظام، ولكن لا نستطيع الاحتجاج أو الكلام أو حتى مجرد الإشارة على ذلك ولا نستطيع التوقف عن الزراعة فنحن نحتاج إلى الدخل".

كتب طه الحسن على صفحته في "فيسبوك": "إذا كان التهريب هو سبب ارتفاع الأسعار فإنه عذر أقبح من ذنب فكل الطرقات تحت سيطرة الأمن".

وعلقت ريما درويش: "تفقير متعمد ألا يكفينا الموت، أمنكم الذي يقوم بالتهريب وجني الأرباح ونحن نموت جوعاً".

وسوسن حيدر قالت: "لم يبق لدينا شباب يلتحقون بكم وبفيالقكم حاج تجوعونا ماعدنا نتحمل".

ترك تعليق

التعليق