مضاربات تجارية لسوريين تنغص علاقتهم بأهالي وادي خالد من اللبنانيين


في الشارع الرئيسي لبلدة الهيشة -إحدى بلدات وادي خالد اللبنانية- يجلس المسن أبو العبد أمام محل السمانة الخاص به مستسلماً للضجر بعد أن قل زبائنه بسبب كثرة المحال التي افتتحها سوريون في بلدته كما في بلدات الوادي الـ 23 الأخرى.

 ومثل أبي العبد يشكو أصحاب محال تجارية كثر من مضاربات السوريين في محال افتتحوها بأنفسهم ويبيعون فيها بأسعار أقل من غيرهم، وهي الظاهرة التي باتت تقلق أهالي الوادي الذين اعتادوا فيما مضى على تسوّق بضائعهم من الأسواق السورية بأسعار متهاودة حينما كانت الحدود مفتوحة على مصراعيها، وتحقيق نسبة ربح كبيرة منها في قراهم وبلداتهم قبل الثورة.

 وباتت الأوضاع مع ازدياد المنافسة غير المتساوية مع التجار السوريين مثار قلق لنظرائهم اللبنانيين في الوادي-كما يقول الشيخ عماد ملبّس- أحد وجهاء وادي خالد لـ"اقتصاد" مشيراً إلى أن "هذه المنافسة سببت أزمة للكثير من أصحاب المحال واضطرت الكثير منهم إلى إغلاقها، وتسبب هذا الأمر في نقمة ستتفاقم إن لم يتم تداركها".

 وأكد محدثنا أن "التجار السوريين يشترون بضائعهم بالدين لأجل بعيد ويبيعونها بسعر أقل من السوق وهم بذلك يبيعون بأقل من رأس المال مما يجعل الناس تفد إليهم وتشتري منهم دون سواهم مما شكل ضربة للتجار اللبنانيين".

 ولفت محدثنا إلى أن التجار اللبنانيين تضرروا أساساً من الحرب السورية كونهم كانوا يعتاشون على التجارة البينية بين البلدين والتهريب.

 وأردف ملبّس أن أهالي وادي خالد الغائبة أساساً عن مشاريع الدولة الإنمائية احتضنوا أخوتهم السوريين دون منة وسمحوا لهم بكل النشاطات التجارية والزراعية ولكن الأمر انقلب عليهم.

 وأكد عماد ملبّس أن هناك أصواتاً عديدة تهيئ لعرائض شكوى للأجهزة الأمنية ووزارة العمل والجهات المعنية، معرباً عن خشيته من استغلال هذه الظاهرة من قبل مؤيدي النظام لإيقاع الفتنة بين أهالي الوادي والنازحين السوريين وإيصال الأمور إلى حدود لا تُحمد عقباها، لافتاً إلى تلمس فتيل نزاعات لا يبشر بخير، وحدوث صدامات ومصادمات في سوق التجارة للأسف على خلفية هذه المشكلة.

ودعا محدثنا إلى إصدار قرار يمنع أي نشاط لتاجر سوري إلا بالشراكة مع تاجر لبناني كحلٍ أفضل لهذه الظاهرة ليتكامل الجميع وينصهروا في نسيج واحد، بعيداً عن أي ضرر أو ضرار-حسب قوله- علماً أن بمقدور النازحين السوريين العمل في الزراعة والبناء والحدادة والنجارة وكل ميادين العمل.

 وأشار محدثنا إلى أن "لدى أصحاب المحال النازحين بطاقات تغذية ويحصلون على الطبابة والتعليم والمساعدات من الجمعيات، لذلك فكل ما يجنونه من التجارة مهما كان قليلاً يعتبرونه زيادة، أما اللبناني فلا مورد لديه إلا تجارته التي تنازع أنفاسها الأخيرة".

ولفت ملبّس إلى أن "من أهم أسباب تفاقم المضاربات بين اللبنانيين والنازحين السوريين في وادي خالد، عدم ضبط هذه الأعمال والمضاربة، وعدم مراعاة حاجات اللبناني ومتطلباته اليومية من طبابة وتعليم وطعام ومصاريف دون أن يكون لديه مساعدات كالإخوة السوريين".

وتمنى محدثنا أن لا تتحول هذه المشكلة إلى ثغرة يستغلها أعداء النزوح والمؤيدين للنظام كفتيل فتنة بين أهالي وادي خالد والنازحين، مشيراً إلى أن "وادي خالد هي المنطقة اللبنانية الأولى التي استقبلت الأخوة السوريين وأحسنت ضيافتهم".

وحسب إحصائية نشرتها الحكومة السورية المؤقتة على موقعها الالكتروني بلغ عدد إجمالي اللاجئين السوريين في لبنان مليوناً و70 ألف، حوالي 100 ألف منهم داخل المخيمات، بالإضافة إلى أكثر من 970 ألف آخرين موزعين خارج المخيمات وتضم بلدات وادي خالد الـ 24 حوالي 40 ألفاً منهم.

ترك تعليق

التعليق