لماذا عجز النظام عن إعادة تشغيل الشركة الوحيدة في سوريا المتخصصة بصناعة الأسمدة؟


ذكرت مصادر عمّالية، من داخل الشركة العامة للأسمدة بحمص، لـ "اقتصاد"، أن العمل في كافة معامل الشركة العامة للأسمدة، متوقف كلياً منذ قرابة العامين. وعزت المصادر العمالية أسباب توقف العمل، إلى الفساد الإداري الكبير في الشركة المذكورة، حيث يتم تغيير إدارتها كل عام تقريباً، وإلى إنعدام المواد الأولية اللازمة للتشغيل، مثل الكهرباء وقطع التبديل والغاز والفوسفات الخام.

 وقالت المصادر العمالية، إن آخر معمل بالشركة، وهو معمل" السماد الآزوتي"، توقف عن العمل منذ حزيران 2015م، وقد حاول وزير الصناعة بحكومة النظام، بعد أن غيرّ مدير عام الشركة "المهندس هيثم شقيف"، تشغيل أحد أقسام معمل السماد الآزوتي، (قسم الكبريت)، إلا أن محاولته باءت بالفشل، فقسم الكبريت عمل في آذار/مارس الماضي لفترة قصيرة جداً لا تتجاوز 20 يوماً فقط.

وقال مهندس كيميائي، مازال قائماً على رأس عمله، لـ "اقتصاد": "تم تجميع المواد الأولية، من فوسفات خام وغيرها، من أرضية المعمل، والتي تقدّر بحوالي 3 الآف طن، وبعدها عاد المعمل للتوقف من جديد، بعد تصنيع الكمية السابقة"، لافتاً إلى أن عملية تشغيل قسم بأحد معامل الشركة الثلاث ولفترة قصيرة جداً، أحدثت ضجة إعلامية كبيرة بكافة وسائل إعلام النظام، حيث عمدت إلى تغطية الحدث، مع قيام وزير صناعة النظام بزيارة مقر الشركة بمدينة حمص.

4 مليارات ليرة

ورداً على سؤال لـ" اقتصاد"، لماذا عجز النظام عن إعادة تشغيل الشركة الوحيدة في سوريا المتخصصة بصناعة الأسمدة؟، قال المهندس الكيميائي: "الشركة تضم ثلاثة معامل وهي، معمل السماد الآزوتي، ومعمل (ت س ب) ومعمل اليوريا، وتشغيل هذه المعامل يتطلب تأمين أكثر من 1.5 مليون م٣ من الغاز يومياً، أي ما يعادل ربع إنتاج النظام من الغاز حالياً، إضافة إلى مادة الفوسفات الخام والكهرباء، وهذه المواد الأولية مفقودة كلياً، فمناجم الفوسفات بريف حمص الشرقي تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية منذ أيار /مايو2015م، وآبار الغاز، كانت أيضاً تحت سيطرة التنظيم، والآن تحترق، والكهرباء شبه معدومة في سوريا"، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من العاملين في الشركة، التحقوا بالميليشيات الموالية، أو ما يعرف بالألوية التطوعية، والفيلق الخامس، بسبب الراتب الجيد، مضيفاً أن خسائر الشركة، والتي تضم 2200عامل وعاملة، كانت قبل عامين بحوالي 4 مليارات ليرة سورية، ويتوقع أن الرقم وصل حالياً لقرابة 10 مليارات ليرة سورية.

أسعار خيالية للأسمدة؟

من جانب آخر، علم موقع "اقتصاد" أن جميع الأسمدة الكيميائية، الضرورية للمواسم الزراعية، الشتوية والصيفية، الموجودة في الأسواق السورية حالياً، هي أسمدة مستوردة، وأسعارها خيالية، فالمزارع ضمن مناطق سيطرة النظام يشتري حالياً طن سماد اليوريا بـ 200 ألف ليرة سورية، بينما سعره بالمناطق المحاصرة، كريف حمص الشمالي وصل إلى حوالي 400 ألف ليرة سورية، فالعبوة من سماد اليوريا (50كغ)، والخاص بالقمح والشعير، وصل سعرها في مدينتي "الرستن" و"تلبيسة" إلى 22 ألف ليرة سورية، كما وصل سعر عبوة سماد (سوبر فو سفاتي) زنة (50كغ) إلى 16 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل 300 ليرة سورية للكيلو غرام الواحد، بينما كان سعره في العام 2011م، أقل من 20 ليرة سورية.

ترك تعليق

التعليق