تم تكريمه بحضور رسمي تركي.. سوريّ ينال المرتبة الأولى في جامعة كيلس


قبل أن يغادر مدينة حلب، فقد الشاب حسين نجار، طالب السنة الثانية، بكلية الشريعة بجامعة حلب، الأمل بمتابعة دراسته الجامعية، على خلفية التحاقه بالثورة السورية منذ بداياتها.

وصل نجار إلى مدينته مارع بريف حلب الشمالي، وحمل كما غيره السلاح لحماية المتظاهرين في المدينة التي انتفضت في وجه النظام باكراً، واضطر مع اقتحام جيش النظام المدينة في نيسان 2012 ، إلى دخول الأراضي التركية، والإقامة في مخيم كيلس1.

في مدرسة المخيم درّس نجار مادتي اللغة الإنجليزية والتربية الإسلامية متطوعاً، وإلى جانب ذلك التحق بدورة لتعلم اللغة التركية، وتمكن في غضون خمسة أشهر من إتقان اللغة، ليتقدم فيما بعد إلى جامعة كيلس، ويصبح طالباً في فرع اللغة العربية وآدابها.

تأخر حلم نجار بالحصول على الشهادة الجامعية، الأمر الذي دفع به إلى المثابرة والجد، "استكمال الدراسة بلغة مختلفة عن لغتي الأم كان صعباً للغاية، لكن مع ذلك استطعت تجاوز كل ذلك"، يقول لـ"اقتصاد".

ومستفيداً من النظام المطبق بالجامعات التركية، الذي يسمح للطالب بتقديم مواد من السنة التالية، استطاع نجار أن يختصر سنوات الدراسة الجامعية الأربع إلى ثلاثة أعوام ونصف العام، إلى جانب عمله بتدريس اللغة التركية للسوريين في المعاهد الخاصة.

قبل أيام قليلة، تخّرج نجار من الكلية بمعدل 97%، ليكرم على إثر ذلك بحضور رسمي سياسي وبرلماني تركي، بعد أن حاز المرتبة الأولى على مستوى جامعة "7 كانون الأول" بكيلس، متقدماً على أقرانه الأتراك والسوريين في كل الأفرع الجامعية، للدورة الفصلية الحالية.

وعن ذلك يقول نجار: "لقد توجهت للأتراك خلال حفل التكريم بالقول بأن كثيراً من رفاقي السوريين لم يتسن لهم متابعة دراسته الجامعية، وأعدادهم قد تصل إلى الآلاف"، وأضاف "لقد توجهت بالشكر إلى الأخوة الأتراك، لكل ما قدموه لنا كسوريين".

وحول خطوة نجار المقبلة، أوضح نجار أنه ينوي استكمال الدراسات العليا، ليصبح مدرساً للغة العربية في الجامعات التركية، ويختتم حديثه لـ"اقتصاد": "لكن هذا لا يعني أن حلم العودة إلى الداخل السوري متروك، إنما هو مؤجل فقط".

ترك تعليق

التعليق