في جبال يونانية جرداء حيث تكثر الأفاعي والثعالب.. فنان تشكيلي يحاول التخفيف عن اللاجئين


في إحدى مخيمات اللجوء المعزولة في جبال كوتسوخيرو الجرداء باليونان؛ حيث تكثر الأفاعي والحيوانات الضارية كالثعالب والضباع؛ يقيم قرابة 1509 أشخاص من جنسيات سورية وعراقية فروا من ويلات الحرب.

"هنا يوجد أطفال تريد الحياة"، يقول الفنان التشكيلي، "أبو نمير"، والذي وصل إلى المخيم مع بداية العام الحالي بعد رحلة عناء طويلة بدأت منذ أن هجر من مدينته معضمية الشام بريف دمشق.

وسعى "أبو نمير" منذ وصوله المخيم إلى إدخال البهجة والبسمة على قلوب الأطفال الصغار حتى ينسيهم واقع انعزالهم بين الجبال البعيدة.

يقول "أبو نمير": "ساهمت بلدية مدينة لاريسا اليونانية؛ وفاعلو الخير، قدر المستطاع، لتأمين بعض الألوان ومعدات الرسم لتغيير الواقع ولو بشكل بسيط، عبر الرسم على الجدران".

متابعاً بشيء من الحزن والأسى: "يفتقر المخيم لأي حديقة أطفال أو ملعب.. يقضي الطفل كل وقته تحت أشعة الشمس بأرض جرداء معرضاً نفسه للسع الأفاعي والعقارب المنتشرة".


وأبدع "أبو نمير" بوضع لمسات فنية ورسومات على جدران المخيم والحاويات وأي شيء يمكن الرسم عليه ليصبح المكان مستساغاً للعيش فيه.


يبعد المخيم عن مدينة لاريسا اليونانية حوالي 20 كم، مما يسبب عدم القدرة على الاندماج بالشعب اليوناني. ويرى "أبو نمير" أن هذا العزل يسبب "نوعاً من أنواع الفرز الإنساني وهذا لا يتوافق مع معايير حقوق الإنسان"، على حد وصفه.

ويقول "أبو نمير" لـ "اقتصاد": "لا يستطيع أحد التنقل من هذا المكان الذي سجل فيه، خشية أن يفقد السكن ويحرم من المساعدة المالية البسيطة المقدمة له ولعائلته".

كما خط "أبو نمير" قبل خروجه من سوريا لوحات تطالب بالحرية والكرامة وإسقاط الظلم؛ يعمل اليوم على تخطيط لوحات لسكان المخيم يحملونها أثناء الاحتجاجات والاعتصامات التي يقومون بها للمطالبة بحياة أفضل من الواقع المرير الذي يعيشونه.

ولا يدري سكان المخيم مصير معيشتهم، هل البقاء في المخيم أو الانتقال إلى مكان آخر، "فالأمر معلق بمفوضية شؤون اللاجئين الأوروبية التابعة للاتحاد الأوربي والأمم المتحدة"، كما أوضح "أبو نمير".

وزبدة القول أنه بين هذه الجبال الوعرة وتحت أشعة الشمس الحارقة يعاني الهاربون من الظلم والقتل إلى حياة أفضل. وأنهى "أبو نمير" حديثه لـ "اقتصاد" بكلام فنان ذي حس مرهف، قائلاً: "سيناريو الاستغلال يتكرر ولكن بطابع غربي مزيف بقناع الانسانية".

ترك تعليق

التعليق