الرّي في إدلب.. مشكلة للبعض، ومصدر رزق للبعض الآخر


تُعرف مدينة إدلب بالزراعة؛ وتشتهر بالمحاصيل "البعلية" التي تعتمد بالغالب على مياه الأمطار كالعدس والكمون والحمص وغيرها؛ وفي ظل الجفاف وقلة الأمطار التي شهدته المنطقة خلال السنوات الأخيرة أصبح ري المزروعات من أبرز المشاكل التي تواجه المزارعين.

يقف "مصطفى"، مزارع من بلدة سرمين بريف إدلب، متحسراً أمام محصوله الذي بدأ بالذبول، قائلاً: "لا أمتلك بئراً لأسقي محصولي؛ وتكلفته لا طاقة لي بها".

ويتابع "مصطفى" حديثه لـ "اقتصاد": "ثمن الري بالمياه يكلف 8 آلاف ليرة سورية للساعة الواحدة ولن تروي الأرض بأقل من عدة ساعات من السقاية ".

ويقول مردفاً: "لا أعتقد أنني سأجني ما يسدد تكاليف السقاية فقط. ولكنني مضطر للسقاية كي لا أخسر كل شيء".

تعتبر عملية الري أمراً مكلفاً جداً فهي تحتاج إلى الوقود "المازوت"، ومضخة وأنابيب طويلة تكفي حجم الأراضي الشاسعة كما تحتاج إلى المرشات. ويوضح "مصطفى": "أدفع 8000 لكل ساعة ري؛ ولا أقدم شيء غيرها. وأستلم الأرض مروية".

يمتلك "أبو عبدو" بئر مياه ويقوم بسقي المحاصيل والأراضي القريبة منه. تحدث "أبو عبدو" لـ "اقتصاد" عن تكلفة البئر ومصاريفه قائلاً: "كلفني حفر البئر قرابة 2000 إلى 2500 دولار أمريكي".

مضيفاً: "وسعر طرنبة المياه (المضخة) 2000 دولار. ليصبح المبلغ قرابة 2 مليون ليرة سورية".

وتعتمد تسعيرة الري على سعر المازوت. "عندما أحصل على المازوت بسعر أقل؛ أخفض أجرة الري"، يوضح "أبو عبدو".

وأخيراً .. يأمل المزارعون بأن تجود عليهم السماء في السنوات القادمة لتعود محاصيلهم إلى جودتها دون تكاليف زائدة.. فلا طاقة لهم على غضب السماء مع كل ما عانوه من ظلم الحرب التي أتعبتهم لسنوات.

ترك تعليق

التعليق