سوريون بين قمة الثروة ومرارة الإفلاس.. والسبب إدخار أموالهم بالذهب


قليل من السوريين ربما يكونون قد تجاوبوا مع مسألة إيداع أموالهم في المصارف قبل الثورة وبعدها، لكن في المناطق المحررة لا وجود لمصارف أو بنوك تجارية، فكيف يدخر الناس أموالهم؟

قبيل الثورة بسنوات قليلة ابتسم الحظ للسيد "مؤيد" الذي افتتح محلاً لبيع السجاد سرعان ما تحول إلى سلسلة من المحلات التجارية الناجحة في ريف دمشق.

ومع مرور الزمن تمكن مؤيد من الحصول على ثروة لا بأس بها لكنه لم يذهب إلى المصرف لإيداع أمواله الفائضة بل لجأ إلى الطريقة التقليدية في الادخار وهي شراء الذهب.

منذ القدم لم يكن تفاعل صغار التجار وميسوري الحال مع البنوك والمصارف بتلك الضخامة، معظم التجار والعامة لم يكونوا يودعون أموالهم في البنوك بل كانت طريقة الادخار هي الذهب في أغلب الأحيان.

واليوم في المناطق المحررة يعمد الناس إلى نفس الطريقة إضافة لشراء الدولار.

البعض يحصل على أرباح باهظة نتيجة تقليب هذه العملة مثل السيد "معتز" من ريف إدلب.

قبل الثورة كان معتز مثل مؤيد صاحب ثروة لا بأس بها، لكن في السنة الثالثة للثورة ومع تهديد الولايات المتحدة بضربة في سوريا عشية الهجمة الكيماوية حصل تضخم كبير في الليرة السورية وهنا كان معتز سعيداً جداً.

يقول معتز: "كان لدي الكثير من الذهب، وارتفع الغرام إلى أضعاف كثيرة، بعت كل ما لدي من الذهب وحصلت على أموال طائلة".

يتابع: "بعد أسابيع انخفض سعر الدولار مقابل الليرة وهنا اشتريت آلاف الدولارات".

يعقب معتز قائلاً: "لقد كان فارق العملة كبيراً أيضاً، تمكنت من مضاعفة ثروتي عدة مرات".

تعد قصة معتز نموذجاً لما قدمته وسيلة الإدخار التقليدية في المناطق المحررة البعيدة عن الحروب إلى حد ما مثل محافظة إدلب.

لكن، على النقيض من ذلك صنعت المناطق الساخنة التي نزح معظم سكانها عشية اندلاع المعارك فيها، نموذجاً آخر.

"مؤيد" صاحب متاجر السجاد في ريف دمشق تعرض للإفلاس في نهاية العام الثاني للثورة.

كان يعيش في إحدى المناطق الساخنة في ريف دمشق، وعندما بدأت الحرب في البلدة هرب كمعظم السكان الذين لم يتمكنوا من اصطحاب أموالهم معهم. كان هنالك رقابة شديدة وسرقات على الحواجز. بعد سنوات وحين هدأت المعركة في بلدته تمكن مؤيد من الوصول إلى بيته، لكن وياللمفاجأة، كان الذهب قد سرق!!

يتحدث مؤيد بكثير من الألم والحسرة، "كل ثروتي التي ادخرتها على مر سنوات من العمل الشاق ذهبت أدراج الرياح".

ويضيف: "ها أنا الآن أعمل أجيراً في متجر للسجاد بعد أن كنت سيد الكار".

ترك تعليق

التعليق