هل تضرّ حادثة إسقاط "الدبابة الطائرة" بسوق السلاح الروسي؟


من المعلوم لجميع المراقبين، أن ساحة الحرب في سوريا تحمل قيمة اقتصادية للروس، إلى جانب الأهمية الاستراتيجية والسياسية التي تعنيها لهم. وإحدى جوانب الأهمية الاقتصادية، هي تلك المتعلقة بالترويج للسلاح الروسي، الذي يتمتع بثاني أكبر سوق للسلاح في العالم، بعد نظيره الأمريكي.

وقد تعززت مبيعات السلاح الروسي، منذ بدء التدخل العسكري المباشر في سوريا عام 2015. ووصلت مبيعات السلاح الروسي، إلى أكثر من 15 مليار دولار. وازداد إقبال زبائن في الشرق الأوسط، تحديداً، على ذلك السلاح.

ورغم أن الطائرة التي أُسقطت أخيراً في إدلب، من طراز قديم، يرجع إلى مطلع الثمانينات من القرن الماضي، إلا أنها ما تزال إحدى مقاتلات سلاح الجو الروسي، الرئيسية، الأمر الذي يشكل طعنة في القيمة القتالية لهذا السلاح في نظر زبائنه المحتملين.

لذلك، لاحظنا أن الروس يريدون التأكيد على أن "سوخوي 25"، التي أسقطتها إحدى فصائل المعارضة السورية في إدلب، قبل يومين، تعرضت لصاروخ مضاد للطائرات محمول على الكتف، في إشارة إلى منظومة "ستينغر" الأمريكية الشهيرة. وهو ما نفته وزارة الدفاع الأمريكية.

وقد حاول الإعلام الروسي، التأكيد على أن إسقاط الطائرة الروسية، تم باستخدام أسلحة نوعية. في محاولة لنفي تهالك هذا الصنف من الطائرات القتالية الروسية، التي ما تزال تشكل إحدى مقومات سلاح الجو الروسي.

ورغم أن طائرة "سوخوي 25" ترجع إلى مطلع الثمانينات، ومضى على استخدامها حول العالم، أكثر من 35 سنة، إلا أن روسيا استخدمتها بصورة رئيسية في حربها مع جورجيا، عام 2008. كما اشترى العراق نسخاً مستعملة منها، عام 2014، في إطار معركته مع تنظيم "الدولة الإسلامية".

وكان لطائرة "سوخوي 25" باع طويل في الحروب بالشرق الأوسط، وحول العالم. إذ اعتمد عليها الاتحاد السوفيتي السابق في حرب أفغانستان، واستخدمها العراق في الثمانينات في إطار حربه مع إيران، وقد حيّدت الولايات المتحدة الأمريكية سلاح الجو العراقي، عام 1991، تماماً. وهو كان يتكون بصورة رئيسية من طائرات "سوخوي 25".

وما يزال هذا الصنف من الطائرات الروسية يستخدم في العديد من دول العالم، في مقدمتها، روسيا نفسها. ويُقدر سعر الواحدة منها، في سوق السلاح العالمي، في الوقت الراهن، بحوالي 11 مليون دولار. ويبلغ وزنها نحو 18 طناً. ويزيد مدى تحليقها عن 1800 كيلومتر. وأعلى ارتفاع لتحليقها هو 7000 متر. وتتميز المقاتلة "سو- 25" بدروع متينة في مقصورة الطيار. لذلك أطلق عليها تسمية "الدبابة الطائرة".

لكن، تجب الإشارة إلى أن المبيعات من هذا الصنف القديم من الطائرات الروسية، بات محدوداً، لصالح الأصناف الجديدة، غالية الثمن، من طراز، سوخوي 30، وسوخوي 34، وسوخوي 35. والتي تُباع الواحدة منها بأسعار تتراوح بين 30 إلى 50 مليون دولار.

ترك تعليق

التعليق