من بوابة اللاجئين.. محللون يعلقون على مآل حلب بحسب صحيفة "يني شفق"


نشرت صحيفة "يني شفق التركية" مقالاً تحدثت فيه عن مفاوضات روسية- تركية لوضع حلب تحت الرعاية التركية.

وقالت الصحيفة المقربة من حزب "العدالة والتنمية" إن المفاوضات في حال تمت ستمهد إلى إعادة إعمار مدينة حلب، تمهيداً لعودة اللاجئين السوريين في تركيا وأوروبا إلى بلادهم.

وأوضحت أنه "من المقرر أن تتولى تركيا مهمة الإشراف على إعادة إعمار المدينة، ومن ثم دخول تركيا والجيش السوري الحر إليها لتنسيق عودة اللاجئين"، مشيرة إلى استمرار المفاوضات لنقل حلب إلى الإشراف التركي.

وفجرت هذه التسريبات عاصفة من الجدل في أوساط التواصل الاجتماعي، وانقسمت الآراء بين فريق اعتبر أن ما ذكرته الصحيفة يعد طرحاً واقعياً، وبين آخر استبعد تطبيق ذلك.

واللافت بحسب مراقبين هو تزامن المقال الذي نشرته الصحيفة مع تحركات روسية تهدف إلى إعادة اللاجئين السوريين، ما يوحي بأن السيناريو الذي أوردته الصحيفة نتاج لتفاهمات دولية على شكل الحل في سوريا، من بوابة عودة اللاجئين، ومنهم الباحث في السياسات الدولية، هشام منوّر.

منوّر أوضح لـ"اقتصاد"، أن نشر هذا المقال في هذا التوقيت من صحيفة مقربة من الحكومة التركية، المترافق مع قيام روسيا بمخاطبة أكثر من جهة دولية بأنها مستعدة لتسهيل عودة اللاجئين السوريين، يعطيه الكثير من المصداقية.

وقال "إذا كانت روسيا ستتولى ملف إعادة اللاجئين السوريين من أوروبا وتحديداً الشريحة التي لم تتمكن من الحصول على إقامة، فعلينا أن نسأل أنفسنا عن المكان التي ستستقبل فيه موسكو هذا الكم الهائل من اللاجئين".

ورأى منوّر أنه من الصعب على اللاجئين تصديق روسيا والنظام السوري حتى يعودوا إلى المناطق التي فروا منها، مضيفاً "هم سيعودون حتماً إلى مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة".

واستدرك الباحث، "لكن المناطق التي تسيطر عليها المعارضة غير قادرة على استيعاب اللاجئين، وهو الأمر الذي يتطلب توسيع سيطرة المعارضة بما يشمل مدينة حلب، المدينة التي خرج منها الملايين باتجاه أوروبا وتركيا".

وما يدلل على ذلك، بحسب منوّر، أمور عدة منها، إهمال مدينة حلب من قبل النظام، وعدم زيارتها من قبل الأسد على الرغم من مضي أكثر من عامين على استعادته لها، ما يعني أن المدينة ليست ضمن نطاق سيطرته.

وبالبناء على كل ما سبق، يرى الباحث أن حظوظ تطبيق هذا السيناريو حظوظ كبيرة، سيما وأن مناطق المعارضة في الشمال السوري بحاجة إلى مركز صناعي وسكني وتجاري وسياسي مثل مدينة حلب.

من جانبه، أكد الخبير والباحث بالشأن التركي، ناصر تركماني، أن ما نشر في الصحيفة لا يأتي في إطار التكهنات والتحليل السياسي، وإنما يؤكد بالفعل على وجود محادثات ما بين روسيا وتركيا بهذا الغرض تحديداً.

وأضاف لـ"اقتصاد"، أن أكثر من دولة أوروبية تحاول العثور على طريقة تساعدها على إعادة جزء من اللاجئين السوريين إلى سوريا، وتحديداً غير المندمجين في مجتمعاتها.

وأشار تركماني بالمقابل، إلى عدم قدرة النظام على ضمان سلامة اللاجئين، وكذلك ضعفه في المجال الاقتصادي، الأمر الذي حدا بالحكومات الغربية إلى البحث عن طريقة للحل.

ولفت في السياق ذاته، إلى أن المسؤولين الأتراك أكدوا في أكثر من مرة استحالة إعادة إعمار منطقة درع الفرات من دون وجود مدينة كبيرة قادرة على تحريك عجلة الاقتصاد فيها، وهذه المدينة هي حلب بدون شك.

ولم يتوقف تركماني هنا، بل ذهب إلى العمق التاريخي لحلب وعلاقاتها التجارية التاريخية مع مدن الجنوب التركي، معتبراً أن كل ذلك يصب في جعل هذا السيناريو ممكناً.

هذا ويطرح السيناريو الذي كشفت عنه الصحيفة التركية أسئلة عدة، من بينها موقف النظام من كل ذلك، وفي هذا الصدد رجح مراقبون أن ما يجري بعلم ورضا الأمم المتحدة، والدول الراعية لتفاهمات أستانا.

ترك تعليق

التعليق